حين تجبر الآلاف على الحضور لاستاد القاهرة الدولي وانتظار مبارياتك فأنت تستحق ذلك .. حين يستغني الجمهور عن متابعة المنتخب الأول ومتابعتك بشغف وترقب فأنت تستحق ذلك .. حين تُعقد المقارنات بين المنتخب الأول وبينك وكل المؤشرات تؤكد أنك الأفضل والأمتع والأجمل فأنت بالفعل تستحق ذلك .. خمسة أسباب جعلت المنتخب الأوليمبي يتحول من منتخب رديف جماهيريًا الى منتخب يتصدر المشهد متفوقًا على المنتخب المصري الأول:• المحبةقبل انطلاق البطولة بيومين تم اعلان اصابة الثنائي طاهر محمد طاهر ومحمود مرعي ثم اصابة فوزي الحناوي وناصر ماهر اثناء البطولة لكن الدعم النفسي الكبير الذي تلقاه اللاعبون من زملائهم يُظهر مدى الحب الذي زرعه شوقي غريب بين أبنائه ذلك الحب الذي ظهر في إحتفالات اللاعبين بتقليدهم لاحتفالات مصابيهم بعد تسجل الاهداف كنوع من الدعم كذلك فرحة لاعبي الاحتياط بالفوز ودعم قرنائهم بالرغم من عدم مشاركتهم في المباريات، المحبة التي خلقت الروح.• الروحقبل أربعة أشهر من الآن ودع المنتخب المصري الأول كأس الأمم الإفريقية المقامة بمصر بأداء مخيب للآمال .. لكن أحد أهم أسباب الخسارة هي غياب الروح، يكفي أن ترى إعلان الإعتذار السفيه الذي قدمه لاعبو المنتخب بعد الخروج المبكر في سابقة لم تحدث مطلقًا للكرة المصرية والأسوأ من ذلك تلك الشائعات التي انطلقت لتؤكد أن الإعلان تم تسجيله ضمن مجموعة الإعلانات التي سجلتها الشركة الراعية قبل بداية البطولة، ماذا تنتظر حين تبدأ البطولة بالروح الانهزامية.على النقيض حين ترى لاعبي المنتخب الأوليمبي وهم يتوجهون الى استاد القاهرة الدولي لخوض المباراة النهائية مرتدين قناع المسلسل الإسباني "La Casa de Papel" تعبيرًا عن سعيهم لخطف اللقب الافريقي بثقة وروح عالية، تلك الروح التي أعطت اللاعبين الدافع لتحمل المسئولية والقتال على اللقب وإثبات الذات واضعين على أنفسهم ضغطًا مضاعفًا لتحقيق اللقب لتجنب النقد في حال الإخفاق، بالاضافة الى ضغط معالجة إخفاق المنتخب الأول في البطولة الأفريقية للكبار. • الالتزام والأخلاقفي عهد الكابتن حسن شحاتة لُقب المنتخب "بمنتخب الساجدين" الفكرة ليست في الاحتفال بالسجود إلى الله كنوع من الشكر لكن حسن الخلق والإلتزام داخل وخارج الملعب هو ما افتقدناه في منتخب كوبر وأجيري فمع كوبر ظهرت فضائح روسيا، ومع أجيري يكفي أن تذكر اسم وردة لنتذكر التسيب الذي كان في عهده.على النقيض مع شوقي غريب ورغم المرحلة السنية الحرجة لهذا الجيل إلا أنهم يتمتعون بالقدر الكافي من الأخلاق والإلتزام ظهر جليًا في تعاملاتهم داخل وخارج الملعب بالاضافة الى وعيهم للأحداث التي تدور حولهم، ما دعاهم للاحتفال مع الجماهير المصرية بطريقة التضامن مع المصور الفلسطيني معاذ عمارنة الذي فقد عينه اليسرى على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي بالخليل.• الكابيتانو الصغيرمن يتذكر المحمدى كابتن المنتخب الأول في أمم أفريقيا الأخيرة ورده على انتقادات الجماهير لأداء المنتخب المخيب، بوضع يديه على أذنيه عند احتفاله بأي هدف فى إشارة منه "لا أسمعكم"، والذي دعا الجماهير للرد عليه بعد إعتذاره عن الخروج المبكر بقولهم "يا محمدي .. مش سامعينك" .. !!المتابع لمراحل تطور رمضان صبحي منذ ظهوره الأول مع الخطيب في برنامجه الشهير "بيبو10" كأحد البراعم وثقته الكبيرة بنفسه ثم ظهوره بقميص الاهلي في موسم 2013-2014 وقتاله المستمر منذ أول يوم له مع الكبار وتأثيره الواضح والذي أهله للإحتراف بنادي ستوك ستي الانجليزي لموسمين ثم هدرسفيلد تاون الانجليزي قبل العودة معارًا إلى الأهلي، يرى مدى التطور الكبير الذي طرأ عليه فعلى الرغم من أن رحلته الإحترافية بالدوري الانجليزي قد اتسمت بقلة مشاركته الفعلية الا ان قوة شخصيته واصراره جعلاه يستفيد من التجربة الإحترافية كما ينبغي فقد أصقلت موهبته الفطرية وزادت من قوته البدنية والعقلية، فكم من التجارب الإحترافية قد فشلت بسبب ضعف شخصية صاحبها رغم النجومية الكبيرة التي حظي بها قبل إحترافه، قوة شخصية رمضان وعقليته أهلتاه ليصبح أحد أهم نجوم ومفاتيح الأهلي في العامين الأخيرين وقائدًا للمنتخب الأوليمبي بمواصفات القادة الكبار .. ويظهر ذلك في طريقة تعامله مع زملائه خارج الملعب وقيادته لهم داخل الملعب بتفانيه وإصراره، فالكابيتانو الموهوب يمتلك مواصفات القيادة من إرادة وثبات إنفعالي وحزم وذكاء ظهر جليًا في تصريحه الشهير أن على الجميع أن يحتفل بالــ "واحد وعشرين راجل" بالمنتخب الأوليمبي قبل التفكير في ضم النجم الكبير محمد صلاح أو غيره الى قائمة المنتخب في طوكيو..• شوقي غريبفي عالم التدريب تختلف مدارس المدربين بين المدرسة التكتيكية ومدرسة الالتزام الصارم والمدرسة النفسية وتشترك كل مدرسة مع الاخرى في جزء من تكوين شخصية واسلوب المدرب غير أن الصفة السائدة تظهر جليًا في تصريحات وإنطباع اللاعبين..شوقي غريب من أبناء المدرسة النفسية وأحد تلاميذ الدكتور النفسي الكابتن حسن شحاته وربما تتشابه الظروف بينهما فرغم الحرب التي تلقاها شحاته وقت تعيينه مدربا للمنتخب الاول في 2006 وما شابهها مع شوقي غريب حين عين مدربًا لمنتخب الشباب في 2018 الا انهما نجحا بامتياز في تحقيق النتيجة المطلوبة والسبب إدراكهما لطبيعة وأثر الحالة النفسية على اللاعب المصري.هل تتذكرون بطولة العالم للشباب 2001، أن تتلقى هزيمة 7-1 من منتخب الارجنتين بدور المجموعات ثم تصل في النهاية للمركز الثالث لأول مرة في التاريخ، إنجاز كبير يحسب لشوقي غريب الذي إستطاع إخراج لاعبيه من كابوس الــ 7-1 الى الميدالية البرونزية.وبعد 18 عامًا اختار شوقي غريب الثنائي محمد شوقي ووائل رياض شيتوس ليكونا ضمن الجهاز الفني، اختيار ذكي أثر بالإيجاب على عناصر الفريق بإختياره اثنين ممن حضرا ملحمة الأرجنتين لينقلا بخبراتهما كيف تغلبا على المحنة الكبيرة التي حولتهما إلى أبطال المركز الثالث في نهاية المطاف.كلمات اللاعبين حول تأثير شخصية شوقي غريب عليهم ومدى تعلقهم به تؤكد أنه من المدرسة النفسية، فنجاح أغلب المدربين المصريين يرجع بالأساس اإلى مدى تأثيرهم النفسي على اللاعبين والذي يؤدي الى إستخراج أفضل ما لديهم بعيدًا عن الأمور التكتيكية.معرفة شوقي غريب بأهمية الحالة النفسية للاعب المصري الشاب أهلته للنجاح في الرحلتين وربما بعد خمس سنوات من الآن يعود شوقي غريب لقيادة المنتخب الأول كما فعل حسن شحاته بعد أن نجح مع منتخب الشباب 2003 وقاد المنتخب الأول للمجد في 2006 وما بعدها، كل ما يلزم شوقي غريب أن يتعلم كيف يسيطر على النجوم وستكون فرص نجاحه أكبر حين يتم تصعيد أبنائه من المنتخب الأوليمبي الى المنتخب الأول. ** على الهامش .. نتمنى من المسئولين أن يتم تجهيز المنتخب الأوليمبي لتحقيق مركز متقدم بعيدًا عن الظهور المشرف، وأن يبتعد الجميع عن ترشيح الثلاثي الكبير للإنضمام للمنتخب الأوليمبي، فشوقي غريب وحده الذي يملك حق الإختيار، ولنتوقف عن تدمير شباب الأوليمبي نفسيًا بسبب خوفهم من الابعاد من المنتخب الأوليمبي لأجل عيون الكبار، اختيار الأكفأ فقط بعيدًا عن الضغط الإعلامي هو سبيل النجاح حتى ولو كان اختيار شوقي غريب أن يذهب الى طوكيو بلاعبيه فقط.
مشاركة :