وصفت صحيفة «نيويورك تايمز New York Times» الأميركية، الأربعاء، إحراق المحتجين العراقيين للقنصلية الإيرانية في النجف بأنها «ليلة غضب عراقية في وجه النفوذ الإيراني في العراق»، وقالت إن إحراق القنصلية في النجف لها رمزية كبيرة بالنسبة للنظام الإيراني الذي يتدخل في العراق، متوقعة استغلال طهران للهجوم وتحريك ميليشياتها ضد المحتجين.وقال شهود عيان إن المحتجين العراقيين في مدينة النجف الجنوبية أحرقوا القنصلية الإيرانية هناك، مساء الأربعاء، في موجة غضب عارمة ضد إيران. وأظهر مقطع فيديو حشودًا كبيرة خارج القنصلية وهم يهتفون «إيران برا برا!» ولوحوا بالأعلام العراقية أثناء إحراق المبنى.وأصيب العشرات من المحتجين وقوات الأمن العراقية خلال الأحداث، بحسب الشرطة في النجف، فيما لم ترد أي تقارير عن خسائر إيرانية. لكن الهجوم وجه ضربة رمزية كبيرة ضد إيران، والتي تضع أهمية كبيرة على مواقعها في معقل الشيعة في جنوب العراق. حيث تضم النجف مزارات شيعية مهمة، ويثبت وجود إيران في المدينة علاقاتها بهذا الموقع القديم. ونقلت الصحيفة عن الشيخ فاضل البديري، وهو رجل دين ذو شأن كبير في النجف، قوله إن الهجوم على القنصلية «يرسل رسالة واضحة مفادها أن شريحة من المجتمع العراقي ترفض الوجود السياسي الإيراني في البلاد وتحملها المسؤولية عن جلب هذه الحكومة». وأشارت الصحيفة أَن معظم المتظاهرين في النجف هم من الشيعة تقريباً، وقد شجعت السلطات الدينية هناك الاحتجاجات، رغم أنهم أصروا على ضرورة التزامها بالسلمية.وبحسب الصحيفة، توقع العديد من المحللين أن تضغط إيران على الحكومة العراقية لكي ترد على هجوم النجف.عباس كاظم، مدير المبادرة العراقية في المجلس الأطلسي، قال: «بالنسبة للإيرانيين ما حدث في النجف شيء رمزي للغاية لقد شاهــدوا القنصلية الإيرانية تحترق في النجف، وسوف ينتقمون إمــا من خــلال الحكومة العراقية أو من خلال أدواتهم داخل المجتمع العراقي».
مشاركة :