أزمة هونغ كونغ تشعل التوتر بين الصين والولايات المتحدة

  • 11/29/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

استدعت الصين أمس سفير الولايات المتحدة وهدّدت بالرد بعدما وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قانون يدعم المتظاهرين المدافعين عن الديمقراطية في هونغ كونغ، في وقت تسعى أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم للتوصل إلى هدنة تجارية. ووقّع ترامب القانون تحت ضغط كبير من الكونغرس، حيث حصل التشريع على تأييد نادر من نوعه من الحزبين. وتحدّث في بيان عن احترامه للرئيس الصيني شي جينبينغ داعيًا الطرفين إلى تسوية خلافاتهما ودياً. لكن بكين ردّت بغضب واستدعت السفير الأمريكي مهددة باتّخاذ «إجراءات مضادّة حازمة» بينما حضّت واشنطن على عدم تطبيق القانون. وقال بيان الخارجية الصينية إن الخطوة الأمريكية «بغيضة للغاية وتحمل نوايا خبيثة». وأضافت الوزارة لاحقًا أن «الصين تحض بشدة الجانب الأمريكي على تصحيح أخطائه وتغيير مساره». من جهته، صرح الناطق باسم السفارة الأمريكية أن الولايات المتحدة تعتقد أن الحكم الذاتي في هونغ كونغ وامتثالها لحكم القانون والتزامها بحماية الحريات المدنية تعد غاية في الأهمية للمحافظة على وضعها الخاص بموجب القانون الأمريكي. أما في هونغ كونغ، فأعربت الحكومة عن «أسفها الشديد» بعدما وقّع ترامب القانون الذي ينص على مراجعة وضع الحريات في هونغ كونغ بشكل سنوي وحظر بيع المعدات المستخدمة للسيطرة على الحشود على غرار الغاز المسيل للدموع. وأفادت حكومة هونغ كونغ أن «القانونين يتدخلان بوضوح في شؤون هونغ كونغ الداخلية»، محذرة من أنه من شأن الخطوة أن «تبعث برسالة خاطئة إلى المتظاهرين». ودان مكتب الاتصال التابع لبكين في المدينة سلوك واشنطن «المقزز»، مشيراً إلى أنه سيتسبب بـ«مشكلات وفوضى» في هونغ كونغ. وتظاهر سكان هونغ كونغ بأعداد ضخمة خلال الأشهر الستة الأخيرة، على خلفية سنوات من المخاوف المتزايدة من تقييد الصين الحريات في المدينة. ولم تقدّم حكومة المنطقة المدعومة من بكين الكثير من التنازلات بينما نفّذت الشرطة حملة أمنية مشددة ضد المتظاهرين في إطار مواجهات اتخذت منحى عنيفًا بشكل متزايد. وتم توقيف أكثر من 5800 شخص وتوجيه اتهامات لنحو ألف، بينما ازدادت عمليات الاعتقال خلال الشهرين الماضيين. واقتحمت الشرطة أمس حرم جامعة البوليتكنيك في هونغ كونغ بعدما حاصرتها لأيام. وغادر معظم المتظاهرين المكان إذ تعرّض بعضهم للاعتقال والضرب لدى محاولتهم الفرار بينما جمع عناصر الشرطة أدلة بينها قنابل حارقة وأقواس رماية من الموقع. لكن العنف لم يؤثر كثيراً على الدعم الشعبي للحراك إذ حقق المرشحون المدافعون عن الديمقراطية فوزاً ساحقاً في انتخابات المجالس المحلية التي جرت نهاية الأسبوع. ويجبر «قانون حقوق الإنسان والديمقراطية في هونغ كونغ» الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مراجعة الوضع التجاري التفضيلي للمدينة سنوياً ويهدد بإلغائه في حال تم تقييد الحريات في المنطقة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي. ووقّع ترامب كذلك قانوناً يحظر بيع الغاز المسيل والرصاص المطاطي وغيرها من المعدات التي تستخدمها قوات الأمن في هونغ كونغ في قمع المتظاهرين.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :