أظهرت صور وفيديوهات انتشرت مؤخراً أن قوات الأمن الإيرانية النظامية هي من قام بإطلاق الرصاص الحي على المحتجين السلميين، خلافاً لما تدعيه طهران من أن "جهات مسلحة بين المحتجين"، هي من أطلق النار على المحتجين. وأظهر فيديو سقوط أحد المحتجين على الأرض، نتيجة تعرضه لقنص من الجهة التي تتمركز فيها القوات الأمنية الإيرانية. كما تُبين عدة صور وفيديوهات إطلاق النار على المحتجين الإيرانيين من قبل الشرطة والحرس الثوري، إلا أن النظام الإيراني يصرّ على إنكار هذا الأمر. وبعد أسبوع واحد من انتشار هذه المشاهد الصادمة والمروعة بشكل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، يحاول مسؤولو النظام الإيراني، وعلى رأسهم قيادات الحرس الثوري، إنكار دورهم في قتل المحتجين السلميين، كما يحاولون إلقاء اللوم على المتظاهرين في مقتل رفاقهم بالرصاص الحي. ونقلت وسائل الإعلام الحكومية في إيران الأحد الماضي تصريحات علي فداوي، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، الذي ادعى أن بعض المحتجين كانوا مسلحين وكانوا يقتلون المتظاهرين الآخرين. هذه الادعاءات واجهها النشطاء الإيرانيون على مواقع التواصل بالسخرية والاستغراب، كما وصفها البعض بـ"تصريحات وقحة وغير مسؤولة"، معتبرين أن قائد الحرس الثوري يستخف بعقول الإيرانيين. يذكر أنه تم تسجيل مقاطع كثيرة من الاحتجاجات الأخيرة في إيران تظهر بوضوح تنفيذ طهران لسياسة "القبضة الحديدية" تجاه المحتجين العزل، وذلك خوفاً من تفشي ظاهرة الاحتجاج الشعبي مما يهدد النظام الإيراني. ورغم انقطاع الإنترنت والتعتيم والرقابة الشديدة التي تفرضها طهران على وسائل الإعلام الإيرانية لمنع تغطية الاحتجاجات بشكل نزيه، إلا أن كماً هائلاً من الفيديوهات عن قمع المتظاهرين انتشر على مواقع التواصل. وسرِّبت هذه الفيديوهات بواسطة النشطاء لكشف القمع الدموي للاحتجاجات خاصةً في إقليم الأهواز، حيث نفّذت الأجهزة الأمنية الإيرانية إعدامات ميدانية في مدينة الفلاحية وحي الكوره في مدينة معشور، وكذلك إقليم كردستان إيران.
مشاركة :