متابعة – صفاء العبد : بانتهاء الجولة الأولى من منافسات المجموعتين يمكننا القول إن صورة الصراع في «خليجي 24» تبدو غامضة حتى الآن حيث ليس بالإمكان أبداً التكهن بما يمكن أن يحدث في هذه النسخة من البطولة عبر الجولتين المقبلتين من الدور الأول فيها. وفي تقديرنا أن الأمر هذا يزيد من جمالية الصراع لأنه يغلف المنافسة برداء يحجب الرؤية تماماً عن طبيعة ما سيحصل في المباريات اللاحقة بدءاً من مباراتي اليوم في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى وتجمعان العراقي مع الإماراتي ثم العنابي مع اليمني.. كل الاحتمالات واردة.. فوفقاً لما حدث في الجولة الأولى يمكننا القول إن المنافسة في المجموعة الأولى هذه تبقى مفتوحة أمام جميع الاحتمالات .. فمع أن الإماراتي والعراقي هما المتصدران حاليا إلا أن تفاصيل ما حدث في الجولة الأولى يجعلنا نتريث كثيراً قبل إصدار أي حكم مسبق يمكن من خلاله الحديث عن المنتخبين اللذين سيتأهلان من هذه المجموعة إلى الدور نصف النهائي. ولعل القول نفسه ينسحب نحو المجموعة الثانية التي يتصدرها الكويتي أمام العماني والبحريني والتي يتذيل الترتيب فيها المنتخب السعودي حيث تبقى الاحتمالات فيها مفتوحة هي الأخرى بانتظار ما يمكن أن يحدث من خلال الجولة الثانية التي ستجمع غداً السبت بين الكويت وعمان ثم البحرين والسعودية.. الحظوظ مختلفة نسبياً.. لا ننكر طبعاً أن الفوز في المباراة الأولى لأي منتخب يمكن أن يكون بمثابة حافز كبير له في اللاحق من المباريات لكن علينا أن لا ننسى أيضاً بأنه حتى الخسارة في المباراة الأولى يمكن أن يكون لها نفس الدور بحيث تكون دافعاً للبحث عن فرصة التعويض في الجولة الثانية وخصوصاً عندما تكون المستويات متقاربة إلى الحد الذي أظهرته مباريات الجولة الأولى .. ولكن، وبرغم كل هذه الحقائق التي يفرضها المنطق نقول إن الحظوظ قد تكون مختلفة نسبياً في الجولة الثانية وهو ما يجعلنا نترقب بالكثير من الاهتمام ما يمكن أن يحدث من نتائج اليوم وغداً.. فالخاسر في الجولة الأولى لا يحتمل أي تعثر جديد على العكس من الفريق الفائز فيها .. لذلك نقول إن الجولة الثانية هذه يمكن أن تكشف عن ملامح المنتخبات الأقرب إلى التأهل لنصف النهائي إن لم يكن قد حسمت الأمر فعلاً بالنسبة لبعضها.. العنابي وخيار الفوز فقط .. فالعنابي مثلا سيكون أمام خيار واحد إذا ما أراد الاستمرار في المنافسة والبحث عن فرصة التأهل إلى الدور قبل النهائي .. فالخسارة الأولى أمام العراق بهدفين لهدف وضعته أمام مثل هذا الحال إذ لابد من الفوز على اليمن اليوم لكي يصحح انطلاقته ويستعيد فرصته كاملة في هذا الصراع .. والقول نفسه ينطبق على المنتخب اليمني الذي سبق وأن خسر أمام الإمارات بثلاثية نظيفة .. لذلك نرى أن مباراة العنابي واليمني هي مباراة أكون أو لا أكون بالنسبة للمنتخبين .. فالفائز يُبقي على فرصته في البطولة بينما الخاسر سيجد نفسه خارج المنافسة تماماً ليكون من بين المودعين مبكراً فيها .. والأمر هذا هو ما يجعلنا نذهب إلى أنها ستكون مباراة صعبة وعصيبة على المنتخبين ولا سيما بالنسبة إلى العنابي الذي لا يمكن أبداً أن يقبل بخسارة تجعله خارج المنافسة في بطولة تقام على أرضه وبين جمهوره وتعقب تتويجه باللقب القاري الكبير .. وقد لا نختلف طبعاً في أن كل المؤشرات الفنية ترجح الكفة العنابية لكن علينا أيضاً أن لا ننسى طبيعة مثل هذه المنافسات وما يمكن أن تحفل به من مفاجآت. الغموض العراقي يقلق الإماراتي.. أما في المباراة التي تسبقها بين العراقي والإماراتي فيبدو الحافز مختلفاً حيث إن كلا منهما يسعى للاقتراب أكثر فأكثر من فرصة التأهل إن لم يكن لحسم هذا التأهل فعلاً .. فكلاهما قادمان من فوز وكلاهما يمتلكان ثلاث نقاط وبالتالي فإن الفائز اليوم سينفرد بالصدارة بست نقاط تجعله مطمئنا إلى حد كبير للتأهل.. وربما يكون من الصعب الحكم على ما يمكن أن تنتهي إليه هذه المواجهة عطفاً على الجولة الأولى .. فالمنتخب العراقي قادم من فوز حققه بتشكيلة غير التي سيخوض بها مباراة اليوم وذلك بعد أن استعاد لاعبيه الأساسيين الذين غابوا عن مباراتهم السابقة بسبب انشغالهم بمباراة نادي الشرطة في البطولة العربية .. والأمر هذا يمكن أن يشكل عبئاً على مدرب المنتخب الإماراتي، الهولندي فان مارفيك، الذي لا يعرف بالضبط ما الذي يخبئه له مدرب منتخب العراق السلوفيني كاتانيتش أو التشكيلة التي يمكن أن يخوض بها هذه المباراة بعد أن أظهر بعض لاعبيه البدلاء من الشباب ما يؤهلهم لأن يكونوا أساسيين اليوم .. وفي الجانب الآخر فإن كاتانيتش لابد وأن يكون أكثر حذراً اليوم أمام منتخب ظهر في مباراته السابقة بصورة مختلفة تماماً عن تلك التي كان عليها في التصفيات المزدوجة .. ومن هنا نقول إن المباراة هذه تبقى هي الأخرى غامضة. اختلاط الأوراق في الثانية .. وفي المجموعة الثانية تبدو الأوراق وكأنها قد اختلطت هي الأخرى بعد ما حصل في الجولة الأولى .. فلم يكن بالإمكان أبداً توقع ما حدث وخصوصاً بالنسبة للخسارة القاسية التي تعرض لها المنتخب السعودي أمام منتخب الكويت بثلاثية نظيفة. الأزرق يشعل الصراع .. وفي تقديرنا أن الفوز الثلاثي الكويتي هذا كان قد أعاد الأزرق إلى موقعه التنافسي الذي ينسجم مع اسمه وتاريخه المهم مع هذه البطولة واستطاع أن يثبت قدرته على أن يكون رقماً مهماً جداً فيها كما كان من قبل على العكس من الأخضر الذي قد يتأثر سلباً من الناحية المعنوية بخسارته القاسية تلك .. ومع ذلك نستطيع القول إن الاحتمالات تبقى مفتوحة في هذه المجموعة أيضاً لا سيما وأن مباراة حامل اللقب المنتخب العماني مع البحريني قد انتهت بالتعادل السلبي وكل منهما أيضاً سيكون مطالباً بالفوز فقط في مباراته غداً. نقول إن الصراع يبدو شديداً فعلاً عطفاً على ما حصل حتى الآن حيث سنكون أمام أربع مواجهات أخرى في الجولة الثانية ستكون حافلة بأعلى درجات القوة والإثارة وهو ما يزيد البطولة ترقباً بانتظار ما يمكن أن يحصل اليوم وغداً .. مع الإشارة طبعاً إلى أن الأنظار اليوم باتت تتجه بكل قوة صوب الأجهزة الفنية للمنتخبات الثمانية بحثاً عما يمكن أن تفعله من خلال خياراتها التكتيكية بحثاً عن فرصة الصعود إلى الدور نصف النهائي.
مشاركة :