تميزت الفنانة السورية صفاء سلطان بالقدرة على تجسيد الأدوار الصعبة، وكانت لها محطات مهمة أثبتت من خلالها أنها ممثلة متميزة. وفي حديث خاص مع "العربية.نت" كشفت سلطان عن تفاصيل فيلمها الأخير درب السماء ومشاركتها في مهرجان الإسكندرية وأعمالها بمصر خاصة مسلسل ليلى مراد. *في البداية حدثينا عن الفيلم الأخير "درب السماء" ودور مريم وصعوبات التصوير؟ **رشحني للمشاركة في بطولة الفيلم المخرج جود سعيد والذي تعرفت عليه من خلال أحد الأعمال التليفزيونية.. وعندما أبلغني أن العمل سيكون أمام الفنان الكبير أيمن زيدان تحمست جدا خاصة أنها التجربة السينمائية الأولى لي رغم مشواري الطويل بالدراما ..وأحببت شخصية مريم التي جسدتها لأنها شخصية قوية ومميزة ويعتبرونها شخصية مركبة في التمثيل.. ومن أهم الصعوبات التي واجهتنا أننا كنا نصور بأيام شديدة البرودة وفي أماكن مرتفعة بين الجبال، فكنا نعاني بشدة من الظروف الجوية والجغرافية. *حصد الفيلم جوائز بمهرجان الإسكندرية، فكيف تقيمين التجربة على مستوى الجمهور أيضا؟ **لا أستطيع تقييم العمل على مستوى الجمهور لأن الفيلم لم يعرض في سوريا حتى الآن بعد، لكن أثناء عرضه في مهرجان الإسكندرية السينمائي حصد إشادات عديدة من النقاد والصحفيين والجمهور الذي حضر العروض.. وكان الجميع متفاعلا بشدة، ومن هنا شعرت بالسعادة وأن الفيلم حقق المرجو منه بالفعل إذ كانت كل ردود الفعل إيجابية جدا. *قلتي سابقا إنك تحبين الأعمال التي تؤرخ لفترات زمنية فما المقصود؟ **قصدت أني أحب المشاركة بأعمال تعبر عن فترة زمنية بتفاصيلها وتؤرخ لها لأني أعتبر الفن ذاكرة العصور.. وعندما نذهب من هذا العالم ستشرح هذه الأفلام للأجيال المقبلة ما كنا نعيشه بالتفصيل، وأخص بالأمر الأحداث في سوريا.. كفريق عمل نؤمن بأننا نؤرخ من خلال الفيلم لهذه الفترة في سوريا وما سببته من أزمات نفسية وعائلية في حياة الناس. *تتميز معظم أدوارك بأنها معقدة أو مركبة فلماذا تتعمدين اختيار هذه النوعية؟ فعلا تستهويني وتجذبني بشدة الأدوار الصعبة والمركبة، وأشعر أني أستمتع بكل ما هو صعب.. فالتمثيل مهمة ليست سهلة، وكلما تعبت في أداء الدور وترك بصمة أشعر أني قدمت ما يجب.. وأتخيل أن الجمهور لا يتذكر الأدوار السهلة بل يتعلق بما هو صعب. *لماذا يصنفك البعض أنك ممثلة تليفزيونية وبعيدة عن السينما بشكل كبير؟ **للأسف وهذه حقيقة أن الفنان يخضع لقانون العرض والطلب ومقتضيات السوق.. وفي سوريا معروف أن الدراما أقوى من السينما والإنتاج يختلف كثيرا من حيث القوة بين الاثنين.. ولا زالت الدراما تشغل الاهتمام الأكبر في اهتمامات الإنتاج والجمهور.. ولهذا فالمعروض علي تليفزيونيا أكثر بكثير من السينما ولهذا عملي أكثر بالدراما.. ولكن هذا لا يمنع أني أعشق السينما لأنها تاريخ وأتمنى المشاركة في السينما بشكل مكثف أكثر . *هل ترين أن الأعمال العربية المشتركة في السينما قد تكون حلا للدول العربية التي تعاني من أزمة في الإنتاج السينمائي؟ **بالتأكيد السينما العربية المشتركة حلا عظيما لجمع الشمل العربي، وأتمنى أن يتم تفعيلها كما حدث في الدراما التلفزيونية، وأتمنى أيضا أن تعالج السينما العربية المشتركة قضايا عربية مشتركة وحقيقية تهم كل الشعوب العربية .. وهذا يتطلب أن يتشجع المنتجون العرب للقيام بهذه المهمة. *انطلقت في مصر بدور ليلى مراد في مسلسل "أنا قلبي دليلي" وتوقع البعض أن تبدأي مرحلة النجومية ومع ذلك لم يحدث فلماذا من وجهة نظرك؟ **"قلبي دليلي" ليس العمل الوحيد لي في مصر، فقد شاركت أيضا عام 2014 في بطولة مسلسل "دكتور أمراض نساء" أمام الفنان مصطفى شعبان، لكن بكل تأكيد لن أشارك إذا لم أجد عملا مناسبا ومهما بقدر مسلسل ليلى مراد الذي أصبح الناس يلقبونني بعده بالست ليلى.. وعرضت علي أعمال كثيرة وجدتها قريبة من أدوار قدمتها من قبل لذلك لم أتواجد بمصر كما كان متوقعا خاصة أن الجمهور المصري ذواق جدا، ولن يغفر إذا قدمت أعمالا دون المستوى لمجرد أن أكون موجودة بالساحة الفنية المصرية *تردد أن هناك هجوما حدث بعد بطولتك لمسلسل ليلى مراد بسبب أنك لا تشبهيها فما التفاصيل؟ **فعلا بعد عرض المسلسل منذ حوالي عشر سنوات خرج البعض ليقول إني لا أشبه ليلى مراد وربما أكثر شبها من النجمة شادية.. وأعترف أن الشبه مهم جدا في تقديم الأعمال التي تعبر عن حياة نجم أو سيرة ذاتية بمعنى أدق.. لكني تعمدت تقديم روح ليلى مراد وشخصيتها بقدر الإمكان وقبل تقديم شخصية ليلى مراد أجريت اختبارات عديدة على الماكياج وتم مطابقته مع صور لها على الكومبيوتر، وتحقق التطابق بنسبة كبيرة جدا، ولكن ربما رغما عني وجدني الناس أشبه شادية ونصحوني وقتها بأنه كان من الأفضل أن أجسد قصتها لأنها الأقرب لي لكن شادية لم تقدم قصة حياتها وكان ومازال المشروع مستحيلا. *هل ندمت على تجربة ليلى مراد لأنها ربما كانت سببا في عدم استكمال مشوارك الفني في مصر بسبب اختلافكما شكليا؟ **لا طبعا فهذه التجربة شرف لي وأحبها جدا ورغم الانتقادات الشكلية أحب الناس العمل وهو يعرض حتى هذه اللحظات على المحطات التليفزيونية وعليه إقبال كبير والناس تحبه ونسيت فكرة الاختلاف الشكلي وأصبحوا يتعاملون مع المسلسل على أنه تأريخ للنجمة الراحلة دون التركيز على فكرة الشكل. *انتهيت مؤخرا من تصوير مسلسل بعنوان "رياح السموم" فما تفاصيله؟ **المسلسل من إخراج بشير الهواري، وهو تجربة بدوية وأقدم شخصية مميزة جدا وصعبة وهي المرة الأولى التي أقدم فيها لوناً بدويا.
مشاركة :