صنعاء 27 نوفمبر 2019 (شينخوا) على تلة مكشوفة للرياح خارج العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، تعاني حوالي 564 عائلة نازحة من ظروف إنسانية مأساوية يفاقمها حلول فصل الشتاء وما يصاحبه من برد قارس وأمطار. وتفتقر الأسر النازحة إلى الملابس والبطانيات الصوفية ومياه الشرب والغذاء والرعاية الطبية والأحذية والحليب لأطفالها. وتعصف باليمن حرب أهلية بين القوات الحكومية والحوثيين منذ أواخر العام 2014، تركت آثارها في كل مناحي الحياة. وتسببت الحرب في نزوح أكثر من ثلاثة ملايين ودفعت البلد العربي الفقير إلى حافة المجاعة. ويقول نبيل سالم، وهو أب لستة أطفال في المخيم، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "الشتاء بارد جدا ونحتاج الى بطانيات وملابس وطعام". وناشد سالم منظمات الإغاثة والجمعية الخيرية زيارة المخيم الذي يعيش فيه مع زوجته وأطفالهم الستة منذ نحو أربع سنوات. وعمل سالم مزارعًا في قريته في منطقة "نهم" الجبلية بالقرب من محافظة مأرب شمال شرق اليمن، قبل أن يقرر ترك كل شىء وراءه هربا من الموت بعد أن وصل القتال إلى حافة قريتهم في عام 2016. كما ينشد المساعدة مهدي محمد، وهو أب لعائلة نازحة أخرى في المخيم، مشتكيا من أن خيمة أسرته قديمة جدًا وأن الأمطار تخترقها. "نحن نفتقر إلى أكثر الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والدواء والبطانيات والتعليم"، يقول محمد. ويكافح النازحون من أجل البقاء على قيد الحياة في مخيمات ممزقة خارج المدن، حيث يعانون من الرياح الباردة والأمطار والجوع، ويخشون على أطفالهم المصابين بسوء التغذية من احتمالات الموت. ويقدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن أن 3.3 مليون شخص مازالوا نازحين. ووفقا للمكتب، فقد زاد عدد المواقع التي تستضيف النازحين بمقدار النصف تقريبًا خلال الـ 12 شهرًا الماضية. ويواصل المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث جولاته بين الأطراف اليمنية المتنازعة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء الصراع. وتقول المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إن الصراع في اليمن تسبب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
مشاركة :