وافق أعضاء وكالة الفضاء الأوروبية، الخميس، على موازنة قياسية بقيمة 14.4 مليار يورو، واعدين بالحفاظ على موقع أوروبا المتقدم فيما تكثف الولايات المتحدة والصين جهودهما وسط تحديات أبرزها إرساء أمن فضائي لاسيما مع احتدام المعركة الإلكترونية بين القوى العالمية. وتنقسم الموازنة إلى جزئين، 12.5 مليار يورو أي ما يعادل الـ14.1 مليار دولار تنفق خلال ثلاث سنوات وكامل المبلغ خلال خمس سنوات، بزيادة أربعة مليارات دولار عن خطة الإنفاق السابقة. وقال يان فيرنر رئيس الوكالة “إنها مفاجأة، المبلغ أكبر من الذي اقترحته… هذا جيد”. وجاءت تصريحاته في مؤتمر صحافي عقب اجتماع وزراء من 22 دولة أعضاء في إشبيلية ليومين. وأوضح فيرنر أن التعهدات المالية تعني أن وكالة الفضاء الأوروبية يمكن أن تجري سلسلة كاملة من البرامج إضافة إلى مهمات علمية أخرى، مشيرا إلى خطوات لزيادة رصد الأرض في إطار الجهود، من بين مهام أخرى، لمراقبة التغير المناخي. وقال جان إيف لوغال رئيس وكالة الفضاء الفرنسية “إنها خطوة عملاقة لأوروبا”. وكانت ألمانيا المساهم الأكبر في الموازنة، بمبلغ 3.3 مليار يورو، تليها فرنسا مع 2.7 مليار وإيطاليا مع 2.3 مليار وبريطانيا مع 1.7 مليار. ووافق الاتحاد الأوروبي بشكل منفصل على تقديم 16 مليار يورو. وقبيل الاجتماع قال مسؤولو وكالة الفضاء الأوروبية إن الوكالة تأمل في الحصول على المزيد من التمويل لضمان عدم تراجع أوروبا في بيئة سريعة التغير. ورسخت أوروبا نفسها لاعبا رئيسيا في الفضاء، وكان الصاروخ أريان-6 آخر ما أنتجته، إضافة إلى تشغيل نظام غاليليو لتحديد المواقع الجغرافية. ولكن يقول المنتقدون إنها تأخرت في التكيف مع بعض الابتكارات الرئيسية خصوصا الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام كتلك التي ينتجها ماسك. وفي التطور نحو “الفضاء الجديد” قام ماسك بتطوير صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام، لإطلاق أقمار اصطناعية أصغر ولكن أقوى، العديد منها مصمم لإقامة وتشغيل “العالم المتصل” للسيارات ذاتية القيادة ولعدد لا يحصى من أنشطة الحياة اليومية على الأرض. وتعد الموازنة الجديدة المعتمدة استثنائية لاسيما بعد أن أعربت وكالة الفضاء الأوروبية في أكثر من مرة عن أنها تعاني من أزمة مالية خانقة. وتمت الموافقة خلال المؤتمر الوزاري للوكالة الأوروبية الذي تم خلاله طرح العديد من الملفات الهامة على طاولة النقاش، ولعل أبرز هذه المواضيع مراقبة الفضاء بسبب الأخطار التي باتت تحدق بالأمن المعلوماتي الداخلي للدول. وتزايدت عمليات القرصنة في العالم في الفترة الأخيرة مع احتدام الصراع من ناحية بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، ومن ناحية أخرى بين الولايات المتحدة والصين. وتفيد وكالات الفضاء بأن الرغبة في مراقبة الفضاء اليوم نابعة من اقتراب آليات فضولية من بعض الأقمار الاصطناعية وإطلاق مجموعات عدة من هذه الأخيرة لأهداف عدائية.
مشاركة :