تحفيز أدمغة مرضى باركنسون يضعف قدرتهم على السباحة

  • 11/29/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أثبتت دراسة أن بعض الناس يفقدون قدرتهم على السباحة عندما يتم علاجهم من مرض باركنسون عن طريق التحفيز العميق للمخ. وحدّد الباحثون تسع حالات لمرضى الشلل الرعاش الذين نسوا كيفية السباحة، بشكل ملحوظ، بعد زرع جهاز لديهم لتحفيز الدماغ للسيطرة على أعراض المرض مثل الهزة والصلابة والحركة البطيئة. ونقلا عن تقرير نشر في مجلة “نورولوجي”، قال الدكتور كريستيان باومان، وهو أستاذ مساعد في قسم الأعصاب في مستشفى جامعة زوريخ في سويسرا، “يجب أن يكون علماء الأعصاب والمرضى مدركين لهذا التأثير المحتمل لجهاز تحفيز الدماغ، حتى لو كان نادرا”. وليس واضحا إلى أي مدى يستمر هذا التأثير. وأضاف بومان، في رسالة إلكترونية، أن “إيقاف تشغيل جهاز تحفيز الدماغ يحسّن السباحة، وفق ما اختبره بعض المرضى ولكن بقية الوظائف تزداد سوءا، لذلك يلتجئ المرضى إلى إعادة تشغيله دائما. ويبقى بإمكانهم تعلّم السباحة مرة أخرى، لكن ليس بنفس المستوى كما كان في السابق”. كان المرضى التسعة الذين فقدوا قدرتهم على السباحة من بين 217 شخصا، قام باومان وزملاؤه بزرع أجهزة تحفيز في أدمغتهم. وأشار الباحثون إلى أن الأشخاص التسعة جميعهم كانوا “سباحين بارعين حتى بعد تشخيص إصابتهم بالشلل الرعاش، ولكنهم اكتشفوا أن مهاراتهم في السباحة تدهورت بعد وضع جهاز التحفيز”، ويبدو أن لا وجود لأي آثار جسدية أخرى من الأجهزة على أي منهم. وكتب الباحثون أن رجلا من بين الأشخاص التسعة كان يبلغ من العمر 69 عاما، ويمتلك منزلا على ضفاف البحيرة وكان سباحا ماهرا، “عندما شعر بالثقة بعد استرجاع قدراته الحركية إثر زرع جهاز التحفيز في دماغه، قفز في البحيرة حتى كاد أن يغرق لو لم ينقذه أحد أفراد العائلة”. وتتعلق حالة أخرى بامرأة تبلغ من العمر 59 عاما شاركت على مر السنين في العديد من مسابقات السباحة. وواصلت ممارسة السباحة بانتظام حتى بعد تشخيص إصابتها بالشلل الرعاش. ولكن بعد زرع الجهاز الخاص بها، فقدت قدرتها على السباحة. ومن خلال مساعدة أخصائي العلاج الطبيعي، أصبحت قادرة على البدء في السباحة مرة أخرى ولكن “لم تتمكن من الاقتراب من مستواها السابق”، وفقا لما ذكره الباحثون. كما وجدت امرأة، تبلغ من العمر 61 عاما كانت تشتغل حارسة إنقاذ وكانت تمارس السباحة بشكل تنافسي، أنها لم تستطع السباحة بعد أن زرع الجهاز في دماغها وكشفت أن شكل سباحتها أصبح “محرجا”. لقد حاول ثلاثة مرضى إيقاف تشغيل أجهزة تحفيز الدماغ الخاصة بهم، على أمل أن يتمكنوا مرة أخرى من السباحة. وكتب بومان وزملاؤه، “لقد وجد الجميع أن قدرتهم على السباحة عادت على الفور”. ولكن نظرا إلى أن أعراض مرض باركنسون عادت سريعا، فقد قرروا إعادة تشغيل الأجهزة. ولا يعرف باومان لماذا أثرت هذه الأجهزة على القدرة على السباحة. ويقول “هذا غير واضح”. ثم أردف، “من المحتمل أن يكون الأمر يتعلق بحقيقة أن (تغيير) العمل المتزامن في هياكل الدماغ المختلفة يضعف بعض السلوكيات الحركية المعقدة التي تم تعلمها في الماضي. وبالتالي، فإن نشاط الدماغ المرسخ أو المنظم أو الذي تم تعلمه تغيّر إلى حد ما”. حتى قراءة الدراسة الجديدة، لم يسمع الدكتور براين كوبيل أبدا بأي شخص يفقد قدرته على السباحة بعد أن تم زرع جهاز التحفيز في دماغه. وقال كوبيل، وهو جراح يقوم بزراعة هذا النوع من الأجهزة ومدير مركز “نورومودولايشن” في مدينة نيويورك، “بالنظر إلى وجود أكثر من 180 ألف عملية زرع على مدى 20 عاما، فإن النتائج الجديدة “غير عادية”. وأضاف كوبيل أن هؤلاء الباحثين يزعمون أن “لديهم ما يقرب من 5 بالمئة لا يستطيعون السباحة بعد العملية”. “أنا لديّ مرضى تمكنوا من العزف على الآلات الموسيقية بعد زرع أجهزة تحفيز في أدمغتهم. أود أن أقول إنه إذا كان بالفعل قد تعرض 5 بالمئة من المرضى لهذا، خلال 20 عاما الماضية، لكان تم الإبلاغ عن ذلك من قبل”. ويخشى الدكتور كوبيل أن التقرير الجديد سوف ينبّه المرضى الذين يحملون أجهزة تحفيز للدماغ. وقال، “من المحتمل أن يسبب ذلك ضررا لمرضى باركنسون”. “إنه اكتشاف مثير للاهتمام حقا، يحتاج إلى المزيد من الفهم قبل أن يتمكن أي شخص من تقديم توصية طبية”. مرض باركنسون الذي يُعرف أيضا باسم الشلل الرعاش هو اضطراب تنكسي في الجهاز العصبي المركزي الذي يؤثر بشكل رئيسي على الجهاز الحركي. تبدأ الأعراض ببطء في بداية المرض. وتعد أكثر الأعراض وضوحا هي الرعاش والتقبض ونقص الحراك وتشوّه المشية. قد تحدث مشكلات في التفكير والسلوك أيضا.

مشاركة :