قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن قواتنا المسلحة أكدت بأدائها الكفوء ودماء شهدائها أن عزم الإماراتيين قوي وكما يتقنون البناء وصنع التنمية وتحقيق التقدم وتوطيد الأمن فإنهم إذا دعا الداعي يلبون النداء .. يجنحون للسلم ويسعون إليه لكنهم لا يهابون أهوال الحروب ولا يترددون في مواجهة الأخطار يتقدمون ويخوضون المعارك باقتدار، ويحبطون الشرور في مهدها ويشاركون في تحرير عدن وحضرموت ومأرب وباب المندب، ويستشهدون. جاء ذلك في كلمة وجهها سموه عبر مجلة "درع الوطن" في ذكرى يوم الشهيد، فيما يلي نصها: بسم الله الرحمن الرحيم .. أيها الإماراتيون والإماراتيات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والسلام على شهدائنا الأبرار وعلى أسرهم الكريمة و السلام على كل يد تضيف لبنة في صرح وطننا، وكل عقل يجتهد في إعلاء شأنه، وكل جهد يبذل لرفعته وتعزيز قوته ومناعته ومكانته. أحييكم أبناء وبنات وطني وأنتم تحتفون اليوم بشهدائنا وتلتفون حول ذويهم وتجددون العهد بحفظ دمائهم وتمثل مناقبهم. وأحيي معكم أهل الوفاء والتضحية والفداء، وعنوان الرجولة والشهامة والشرف، ضباط وجنود قواتنا المسلحة الباسلة الذين شرفوا الإمارات ورفعوا رأس الإماراتيين والإماراتيات .. لقد أبرموا بقسم الجندية ميثاقا مع الوطن، وعهدا مع القيادة والشعب، وكانوا نعم الأوفياء للقسم، ونعم الحافظين للعهد. إنهم أبناء وأحفاد رمز دولتنا ومؤسس نهضتنا الشيخ زايد طيب الله ثراه، وهم الأمناء على رؤيته بأن " جيش الإمارات هو درعها الواقي للحفاظ على التراص الوطني وصيانة الأرواح وحماية ثروة البلد، وهو أيضا لمساعدة الأشقاء إذا احتاجوا ". ونتوجه اليوم جميعا إلى ذوي الشهداء لنشد على أيديهم، ونشاطرهم مشاعر فقدان أحبتهم، ونهنئهم على فخرهم واعتزازهم بما قدمه أبناؤهم لوطنهم، ونبارك لهم صلابتهم وصبرهم ورضاهم بقضاء الله، وإظهارهم أصالة شعبنا وطيب عرقه وعمق إيمانه وصادق ولائه وانتمائه. وإذ تشع اليوم في نفوسنا جميعا قيمنا العليا وقد قدم الشهداء نموذجها الساطع في أنبل مهمة ولأشرف غاية، فإن المناسبة التي نحييها تدعونا لتجذير قيم العطاء والإخلاص والانتماء والولاء وإنكار الذات في النفوس والعقول .. وتحث أسرنا ومدارسنا وإعلامنا ومثقفينا على تشريبها لأجيالنا الناشئة، وتكريسها مرجعية اجتماعية تحكم الأفعال والأقوال والقرارات والسلوك. وهذه المناسبة الجليلة تدعونا أيضا إلى نقش رسالة الاستشهاد في الصدور، بأن سيادة وأمن واستقرار وعزة الإمارات، وسلامة ورفاه الإماراتيين هي أولوية الأولويات، فحرية الأوطان وأمن المواطنين من أعظم نعم المولى عز وجل على عباده .. وهي مثل أية نعمة أخرى، ينالها من يستحقها، ومن لديه الاستعداد لدفع أكلافها .. وفي يوم الشهيد يتجلى المدى الذي يمكن أن تبلغه هذه الأكلاف. ومن فضل الله علينا، أن الإماراتيين والإماراتيات، كابرا من كابر، كانوا وما زالوا مستعدين لتحمل أكلاف الحفاظ على أرضهم، وتحقيق استقلال وطنهم، وبناء دولتهم وصيانة مكتسباتها، واجتراح نموذجهم التنموي الناجح والمتفرد. وها هم أبطال قواتنا المسلحة، ومعهم كل أجهزة ومؤسسات الأمن و الحماية وكل أبناء وبنات الإمارات، يتحملون أكلاف مواجهة الأخطار المحدقة بوطننا وأشقائنا وأمتنا، وينجحون في احتوائها ويمنعون تمددها، ويحولون دون تحقيق أهداف مصادرها. وليس هذا فحسب، فتحملنا للأكلاف يضيف إلى قوتنا الذاتية عناصر جديدة بإحياء روح الاستشهاد في نفوس الإماراتيين والإماراتيات، وإبلاغ كل واهم ومغامر وسيء النية أن الإمارات دولة حصينة بأسرتها الكبيرة المجتمعة على قلب واحد، وأن النسيج الاجتماعي الإماراتي متين وعصي على الاختراق، وأن عرى التحام شعبنا بقيادته وثيقة وتزداد وثوقا كل يوم. لقد أكدت قواتنا المسلحة بأدائها الكفوء، ودماء شهدائها أن عزم الإماراتيين قوي، وكما يتقنون البناء وصنع التنمية وتحقيق التقدم وتوطيد الأمن، فأنهم إذا دعا الداعي يلبون النداء.. يجنحون للسلم ويسعون إليه، لكنهم لا يهابون أهوال الحروب، ولا يترددون في مواجهة الأخطار. يتقدمون ويخوضون المعارك باقتدار، ويحبطون الشرور في مهدها، ويشاركون في تحرير عدن وحضرموت ومأرب وباب المندب، ويستشهدون. المجد لشهدائنا الأبرار الذين أكدوا أن ثمرات غرس آباء التأسيس و آباء التمكين ناضجة في كل المجالات المدنية والعسكرية، ومعطاءة في كل مواقع العمل، يجسدها الانسان الإماراتي في جده واجتهاده وحرصه على أداء واجباته على أكمل وجه، واصطفافه خلف قيادته مستلهما رؤاها وطموحاتها، ومعتزا بإنجازاتها وتسخيرها كل طاقاتها وإمكانياتها لتمكنيه من تحقيق ذاته والإسهام في بناء وطنه وصنع مستقبله. أيها المواطنون والمواطنات في هذا اليوم المبارك العابق بالنفحات الإيمانية والفياض بالمشاعر الوطنية، نجدد الشكر والعرفان لأخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولتنا حفظه الله على قراره بتخصيص الثلاثين من نوفمبر كل عام يوما وطنيا نحتفي فيه بشهدائنا .. فقد أبرز قرار سموه هذا مكانة الشهداء في عقديتنا وثقافتنا، وعمق في نفوس أبنائنا وبناتنا المعاني السامية للشهادة والعطاء وإنكار الذات. والشكر موصول لأخي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة فهو الأب والأخ الكبير والقائد لرفاقه في السلاح أما مبادرة سموه بإنشاء مكتب شؤون أسر الشهداء في ديوانه ومتابعته المباشرة لعمله فقد كفلت رعاية مؤسسية كريمة لأسر الشهداء وضمنت مستقبلا مشرقا لأبنائهم. كما أتوجه بالشكر إلى إخواني أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات على تكريمهم للشهداء وتخليد ذكراهم بتسمية مدارس وقاعات وشوارع ومرافق عامة بأسمائهم. أسأل المولى عز وجل أن يحفظ وطننا وشعبنا، وأن يديم علينا نعم الأمن والاستقرار والازدهار وأن يجازي شهداءنا خير الجزاء، وأن يوفقنا لما فيه مرضاته، وأن يشد أزرنا في خدمة ديننا ومجتمعنا وأمتنا.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :