لا أحد ينكر دور الجامع وخطيبه في المجتمع، فمن خلال الجامع تتكون العلاقات الطيبة بين المصلين من أهل الحي وتمتد العلاقة والود إلى ابنائهم، والجميل في ذلك أن يشعر كل فرد من أهل الحي بانه بين أهله وجيرانه إن غاب افتقدوه وإن مرض عادوه (عادوه بمعنى عيادته وليس عداوته!) لان البعض جيران في الحي وفي نفس المسجد ونفس الصف والكتف بالكتف ولكن (بارود)!! هؤلاء قلة ونسبة لا تذكر والحمدلله، ومن الادوار المهمة للجامع كذلك المساهمة في تربية النشء عن طريق حلق التحفيظ والدروس والتكريم للمبدعين والبارعين، جامع ابن تيمية في حي الدانة احد الأمثلة على وجود حلق التحفيظ والمسابقات والرحلات وفيما يخص التحفيظ، بحمد الله كرمت جمعية تحفيظ القرآن الكريم عددا من حفظة كتاب الله من مختلف الأعمار، كذلك أهمية الرحلات التي تقوم عليها بعض الجوامع التي تكسب الطفل القيم والمعاني بطريقة عملية من خلال العمل الجماعي مما يولد عند الأبناء روح الفريق إلخ، ميزة اخرى لدور الجامع وهي الوقوف جنبا إلى جنب مع الاسرة والمدرسة أي اننا بحاجة ماسة لتماسك هذا المثلث الرائع بين الجامع والاسرة والمدرسة لتكتمل عناصر التربية. وحتى يقوم الجامع بدوره على أكمل وجه هناك عنصر هام لابد من توفره في كل جامع لكي يصبح فعالا في تقديم ماسبق ذكره، ألا وهو وجود إمام يتمتع بشخصية محبوبة وله قبول عند المصلين ويتقيد بالوقت ويحترمه ويكون مطلعا وعلى دراية بما يدور في الشارع من احداث رياضية، سياسية، اقتصادية، وليس التركيز فقط على الأحداث الدينية، وهذا الامام ومن هم على شاكلته سيجعل المصلين ينتظرون بفارغ الصبر كل صلاة جمعة لكي يستمعوا ويستمتعوا بما سيطرحه إمامهم من خلال خطبته الأسبوعية، وكلما حرص على صياغة الخطبة بحيث تكون بليغة وبسيطة ومختصرة يفهمها المتعلم والانسان البسيط وجد طريقه للمنبر ممهدا من خلال قبوله عند المصلين مع كل «لقاء الجمعة» وكأنهم على موعد مع خطيبهم و «احداث الأيام السبعة». كما ذكرت انفا، ان الإمام الحصيف هو ذلك الامام الذي يتلمس احتياجات المجتمع ومن ثم يطرحها، وبما أننا في زمن طغت عليه الاهتمامات الرياضية وخاصة كرة القدم وطفح كيل التعصب، اصبحنا نشاهد مواقد التعصب الرياضي في القنوات، في الصحافة، في وسائل التواصل الاجتماعي ولا يخفى على كل ذي لب وأدنى بصيرة ما وصلنا إليه من احتقان في الشارع الرياضي مع شبه غياب لدور المسجد! مجرد اقتراح يا خطباء الجمعة، ماذا لو طرحتم موضوع بطولة الدوري والتعصب المصاحب له في أكثر من خطبة، واقولها جازما إن نسبة أغلب المصلين إما متابعين أو مشجعين وطرحكم للتعصب الرياضي في خطبة الجمعة بطريقة جميلة وجذابة مع ذكر أهم الأسباب التي قادتنا للتعصب ونتائجه وعلاجه, موجه للشريحة المراد خطابها، وفي الختام يكون التركيز على أمن الوطن وان كل الاندية الرياضية اخوة وأبناء وطن واحد وعلينا جميعا أن نحترم اختلافاتنا وميولنا. وحتى لا يشعر بقية المصلين من الاشقاء العرب والمسلمين في الجامع بان الخطبة موجهة لفئة دون أخرى وانها لا تعنيهم، هنا يبرز دور الحصافة عند الخطيب ان يقول للجميع الاهداف الاساسية من الخطبة ان نتائج التعصب الرياضي قد تؤدي للهلاك عن طريق الحوادث التي لا تفرق بين جنس أو جنسية والحوادث التي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء من أبناء الوطن واخواننا المقيمين لا تخفى على أحد. نحن أمام مشكلة تتطلب الحل من الجميع مهما كان وضعه بما فيه الجامع، فهل من مجيب يا خطباء الجمع؟؟ رسالة خاصة للشيخ عادل الكلباني المعروف في تويتر (بقاصف الجبهات) لسرعة بديهته وخفة ظله ان يجعل خطبته يوم الجمعة القادم حول التعصب الرياضي ولا مانع ان يختم بمباركة العالمي؟