بطل من الشرطة المصرية: مصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم

  • 11/30/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

المقدم إسلام السحيلي، أحد أبطال الشرطة من مصابى ثورة ٢٥ يناير، أصيب في أحداث شغب شهدتها المنطقة الجنوبية في المنيا عام ٢٠١٢، وأجرى حتى الآن ٨ عمليات جراحية في لندن و٢ في برلين، ولا يزال يواصل رحلته العلاجية بدأب وإصرار وأمل، حالمًا بالعودة إلى مصر الحبيبة سالمًا معافى.يروى السحيلي، أنه أصيب في ٢٩ مارس عام ٢٠١٢، عندما كان يعمل ضابط أمن عام في مديرية أمن المنيا، وخلال تواجده في قسم شرطة ملاوي، حدث هجوم من قبل قناصة كانوا أعلى بعض البنايات، وأصيب بطلقة خارقة حارقة من مسافة ٣٣ مترًا، وهى طلقة مداها المؤثر من ٨٠٠ إلى ألف متر، وأسفر ذلك عن تفتيت ١٢ سم عظام، وتهتك في عضلات اليد والأعصاب الرئيسية.ويتابع: «في ذلك التوقيت كنا لا نفارق مكان عملنا، وكان يتم التناوب مع زملاء لي، وعدم ترك المكان للحفاظ عليه من محاولات الإرهابيين سرقة السلاح أو الأموال، لكن البعض منهم اخترق تظاهرات سلمية، وكان هدفهم استهداف عناصر الشرطة، وجرى نقلى إلى مستشفى العجوزة، ثم سافرت إلى لندن وأجريت ٨ جراحات، ترقيع للأعصاب ونقل أوتار وشرائح للعظام، وحاليا مر على ٨ سنوات، وأعرف أنه في كل الأحوال، لن أستعيد سلامة الذراع إلا بنسبة ٦٠٪ على أكثر تقدير».ويتحدث البطل عن طبيعة إصابته، ويقول: «هناك أعصاب ماتت ولن تكون بالكفاءة كما كانت، ولا يمكننى الكتابة بشكل كامل أو حمل السلاح، وتركيب الشرائح لن يجدى مع تفتت العظام، كل ذلك أثر بالسلب على أسرتى خلال فترة المرض، كما أن عودتى للعمل تبدو غير ممكنة فيما بعد، في ضوء ما أجريته من جراحات؛ حيث نقلت بعض الأوتار المسئولة عن إعطاء أوامر معينة، وتم تغيير بعضها، ويتم تدريب المخ من جديد لتغيير الأعمال المخصصة للأوتار، وأشكر الفريق الطبى الذى يقوم بعمله على خير وجه، ومن فترة لأخرى أعود إلى مصر للحصول على راحة طبية بعدها أعود للعلاج وإجراء جراحات جديدة».ويواصل: «أجريت حتى الآن ١٠ عمليات جراحية، في إنجلترا وألمانيا، ما بين استكشاف للعظام، وتثبيت شرائح، ونقل أوتار، وجراحات دقيقة للأعصاب، والعديد من العمليات، مع مراحل التأهيل والمتابعة».لم تكن إصابة السحيلى هى الأولى في عائلته، فسبق، وأصيب والده اللواء أركان حرب على السحيلى في حرب أكتوبر ١٩٧٣، عقب انفجار دانة بالقرب منه، ولا يزال جسده يحمل آثار شظايا، كذلك استشهد شقيق والدته النقيب أحمد عبد الرءوف، خلال حرب الاستنزاف، عندما انفجر فيه لغم وحوله إلى أشلاء، كما استشهد نجل شقيق والده المقدم محمد السحيلى رئيس مباحث قسم ثالث العريش، بعد ١٠ أيام من الحادث الذى تعرض له.وعن طبيعة العمل الذى يؤديه الآن، قال:«أعمل في الأحوال المدنية في مديرية أمن الجيزة، وكلفت بأعمال بسيطة، لأنه لا يمكننى الجلوس لفترة طويلة أو الوقوف، لأنه مر على ٣ سنوات ونصف السنة ويدى مربوطة، ما تسبب لى في مشكلات عديدة ـ وبناء على طلبى كنت أحاول العمل في فترات الراحة بين العملية والأخرى، ولكن هناك أمورا بسيطة أقوم بها، ولا أستطيع العمل بشكل عادى».وعن مستقبل العمل الذى سيؤديه بعد انتهاء رحلة العلاج، قال:«لن يمكننى حمل السلاح مرة أخرى، بناء على حالتى الطبية، والتعامل سيكون مع الجمهور في إطار بسيط، ربما أنا حالتى أفضل من البعض، فهناك من تعرض للبتر».وأكد، أن وزارة الداخلية، لم تقصر في الاهتمام به ومتابعة العمليات التى يجريها، وتؤدى في إنهاء الإجراءات مع الأطباء في الخارج، وأن الملحق الطبى في بريطانيا يقوم بتسهيل الإجراءات ومتابعة الحالة مع الوزارة، ما يجعله يمثل همزة الوصل بين الوزارة والمريض والطبيب المعالج بالخارج.وأشاد السحيلي، بالتعاون بين مصر ودول عدة للاستفادة المتبادلة في كيفية مواجهة الإرهاب، وقال: «نواجه عدوا من نوع جديد خفى يصعب رصده، ويتميز بالشراسة والكراهية المفرطة لكل أطياف المجتمع، ما يدعونا لتجديد وتنويع أسلوب مواجهتنا معه، وهو إرهاب يعانيه العالم أجمع، فمصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم».

مشاركة :