بغداد: «الخليج»، وكالات تواصل نزيف الدم في العراق، وقتل 16 متظاهراً، أمس الجمعة، بالرصاص وأصيب العشرات في مدينة الناصرية بجنوب العراق، بعدما قام متظاهرون غاضبون بمحاصرة مبنى قيادة شرطة المحافظة تمهيداً لإحراقها احتجاجاً على الأحداث الدموية التي شهدتها المدينة الخميس، في وقت كانت محافظات الجنوب تشيع ضحايا مجزرتي الناصرية والنجف ليرتفع حصيلة عدد ضحايا الاحتجاجات منذ بدئها في أواخر أكتوبر الماضي إلى أكثر من 400 قتيل. وكان مصدر في محافظة ذي قار، قال إن «متظاهرين غاضبين حاصروا منذ ليلة أول أمس، مبنى قيادة شرطة المحافظة على خلفية الأحداث الدموية»، مشيراً إلى، أن «الأمطار الغزيرة التي سقطت على المدينة دفعت المتظاهرين إلى الانسحاب ومحاصرتها مجدداً فجر أمس الجمعة». وأوضح، أن «المتظاهرين يحاصرون منذ الفجر، مبنى قيادة شرطة ذي قار بغية اقتحامها»، مشيراً إلى «ازدياد أعداد المتظاهرين بعد تشييع جثامين ضحايا الخميس الماضي». وكانت الناصرية قد شيعت صباحاً 45 قتيلاً، هم ضحايا مجزرة الخميس، فيما شيعت النجف 16 قتيلاً سقطوا في مجزرة مماثلة. كما قام بعض المتظاهرين بإحراق مجموعة من سيارات القوات الأمنية في مدينة الناصرية. وكانت الاحتجاجات اتخذت مساء الأربعاء، منعطفاً جديداً في النجف عندما أطلق مسلحون يرتدون ملابس تقليدية عراقية على المتظاهرين قرب القنصلية الإيرانية ومقرات للأحزاب، واستمر ذلك على حتى عودة الهدوء عند الساعات الأولى من الصباح. فقد واصل محتجون التجمع في وسط مدينة الناصرية لتأكيد مطالبهم ب «إسقاط النظام» وتغيير الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد والفشل. وتحولت هذه المدينة الخميس مسرحاً ل«مشاهد حرب»، وفقاً لمنظمة العفو الدولية. وفي ظل خشية سكان المدينة من قيام بغداد بإرسال قوات عسكرية لقمع الاحتجاجات، قطع مسلحون من أبناء العشائر الطريق الرئيسي المؤدي إلى العاصمة لحماية المتظاهرين من القمع، حسبما أكد شهود عيان أشاروا إلى مغادرتهم المكان أمس الجمعة. وعلى أثر الأحداث الدامية، قرّر رئيس الوزراء إقالة القائد العسكريّ الفريق جميل الشمري بعد ساعات من تعيينه مسؤولاً عسكريًا على الناصريّة. وكان الفريق جميل الشمري الذي كان قائدًا لعمليّات البصرة خلال تظاهرات صيف 2018 الدامية، تسلم مسؤولية الملف الأمني في الناصرية. لكنّ محافظ ذي قار عادل الدخيلي طالب رئيس الوزراء بإبعاد الشمري لإخلاله بأمن المحافظة، كما دعا إلى «تشكيل لجنة تحقيق ومعاقبة كلّ من تسبّب بسقوط دماء أبناء المحافظة». وأعلنت السلطات المحلّية في الناصرية الحداد ثلاثة أيّام. وندّدت المفوّضية العراقيّة لحقوق الإنسان في بيان «بالاستخدام المفرط للقوّة»، بينما اتّهمت منظّمة العفو الدوليّة القوّات العراقيّة باستخدام العنف المفرط على مدى شهرين، داعيةً المجتمع الدولي إلى التدخّل لوقف «سفك الدماء».
مشاركة :