الخلاف حول قضية النازحين السوريين في لبنان ينعكس بتحركين متقابلين أمام مقر بعثة الاتحاد الأوروبي

  • 11/30/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

جدد الاتحاد الأوروبي تأكيده أنه لم يؤيّد قطّ توطين النازحين السوريين في لبنان، وذلك بعد اعتصامين أمام مقر بعثة الاتحاد في بيروت، طالب الأول الاتحاد بالعمل على إعادتهم إلى بلادهم، والثاني رَفَع شعار رفض العنصرية.وأكدت بعثة الاتحاد في بيروت أمس «أننا نتفق مع نظرائنا اللبنانيين على أن إقامة النازحين السوريين في لبنان مؤقتة»، مشددة على أن «عمليات العودة يجب أن تتم بقدر ما تكون طوعية وكريمة وآمنة بما يتماشى مع القانون الدولي».وقالت البعثة في بيان أصدرته، أمس: «لا يعود القرار للاتحاد الأوروبي بالنسبة إلى بقاء النازحين السوريين في لبنان أو مغادرته. وفي هذا الصدد، نرحّب بالتطمينات التي أعطتها الحكومة اللبنانية باستمرارها بالوفاء بالتزاماتها، بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان».وأقرت بعثة الاتحاد الأوروبي بأن لبنان «أبدى حُسن ضيافة استثنائي تجاه الفارين من النزاع في سوريا، وهو يتحمل عبئاً هائلاً منذ اندلاعه. كما نرى أن لبنان يجب ألا يتحمل هذا العبء وحده، إذ تقضي مسؤوليتنا المشتركة بتلبية احتياجات اللاجئين، مع دعم المجتمعات التي تستضيفهم». وأضافت: «لهذا السبب، ومن أجل التخفيف من وقع وجود اللاجئين، على اقتصاد البلاد وبنيتها التحتية، زاد الاتحاد الأوروبي دعمه للبنان بشكل كبير»، لافتة إلى «أننا نقدم مساعدات كبيرة للمجتمعات المحلية اللبنانية المتأثرة بوجود اللاجئين، بما في ذلك توفير الخدمات الأساسية وتحسين البنية التحتية المحلية والتعليم والصحة».وقُرِّرت البرامج التي يمولها الاتحاد الأوروبي في لبنان بالتشاور مع الحكومة اللبنانية، و«لم يتم تصميمها لتحفيز بقاء اللاجئين السوريين في لبنان، بل لتلبية الاحتياجات الأساسية لجميع الفئات المعوزة»، بحسب البعثة في بيروت.وجاء البيان على خلفية تجمعَيْن أمام مبنى البعثة في بيروت، إذ نظم تجمع «ليبانون ابرايز» وقفة أمام مقر الاتحاد الأوروبي في زقاق البلاط، طالب فيها المعتصمون بـ«العودة السريعة للاجئين والنازحين إلى وطنهم بكرامة»، وحملوا الإعلام اللبنانية، وأطلقوا هتافات: «بدنا ناكل بدنا نعيش، بدنا نعيد اللاجئين، وما بدنا بلبنان إلا الشعب اللبناني»، وغيرها من الهتافات، وأنشدوا النشيد الوطني.وفي المقابل، وقفت مجموعة من المحتجين مناهضة لدعوة تجمع «ليبانون ابرايز»، حملت يافطات، وأطلقت هتافات «لا نريد كراهية، ثورتنا على الظلم مش على المظلومين، العنصرية شر مطلق واللاجئ مش عدونا»، إضافة إلى هتافات ضد مَن هم في السلطة من المسؤولين عن التدهور الاقتصادي، بحسب رأيهم.واختلطت أصوات الهتافات مع بعضها، فيما اتخذت قوى الأمن الداخلي إجراءات أمنية في المكان، وعملت كي لا يحدث احتكاك ولو لفظياً بين الطرفين.وقالت المسؤولة في «لبنانون ابرايز» ريما أنطونيوس: «نحن مجموعة من اللبنانيين واللبنانيات جمعتنا قضية واحدة، هي عودة اللاجئين السريعة، لأننا أدركنا كم أن الوضع الاقتصادي يتراجع، وكم أن كلفة اللجوء عالية، ولهذا نحن نطالب بعودة هؤلاء الأشخاص إلى بلادهم لنتمكن من الاهتمام ببلادنا»، ولفتت إلى أن «أكثر ما استفزنا هو موضوع الدمج الذي يُحكى عنه الآن كثيراً، وهو أمر خطير لأنه قد يكون أول توطئة للتوطين، ونحن ندرك كم أن لبنان عانى. نحن نريد لبنان وطناً نهائياً للبنانيين».وأوضحت: «نحن في تجمع (لبنانون ابرايز) لا ننتمي إلى أي حزب، وندعو اللبنانيين الحقيقيين إلى أن ينضموا لنا، فهذه القضية تهم كل اللبنانيين».وفي المقابل، تحدثت زينة عمار باسم المعارضين لدعوة «ليبانون ابرايز»، فقالت: «نحن مجموعة من الأصدقاء، رأينا دعوة التجمع على (الفيسبوك) للاعتصام أمام الاتحاد الأوروبي، مطالباً بعودة اللاجئين نظراً لأنهم أساس الأزمة الاقتصادية، وأتينا لتصويب الأمر ولنقول إن أساس الأزمة السلطة وسياساتها الاقتصادية الفاسدة. لدينا اقتصاد غير منتج لا يخلق فرص عمل، وهذا كان موجوداً قبل وصول اللاجئين».

مشاركة :