من اليابان إلى بطولة الخليج وإنجاز جديد وفعلها الهلال أخيراً، الهلال بطل لأبطال آسيا في إنجاز مستحق منتظر وإن تأخر إلا أنه ولله الحمد أتى كإنجاز كبير جداً للرياضة السعودية ليفرض واقعاً بأن السعودية سيدة آسيا الأولى، كل الأمنيات والتحليلات السباقة في رحلة الزعيم الأزرق نحو عرينه بطلاً لآسيا تحققت ولله الحمد، فرحة كبيرة عشناها كسعوديين وكعرب وكمحبين لكرة القدم والرياضة عموماً، قدمنا مستوى رائعاً واستحققنا الفوز وبشهادة مدرب أوراوا الذي قال في تصريحه ما بعد المباراة: «لقد واجهنا فريقاً قوياً يصعب التغلب عليه». المباراة النهائية لم تكن خارج توقعاتنا وتحليلاتنا، كنا نخشى من غياب العمق الدفاعي لكن تثبيت ياسر الشهراني والبريك في المناطق الخلفية مع تقارب المسافات بين جوفينكو وسالم وكاريليو أعطت المفعول المنتظر بإبقاء اليابانيين معظم الوقت في مناطقهم الخلفية وعدم لعب الكرة السريعة المباغتة، سلمان الفرج كان في يومه وكان مزاجه عالياً جداً فقام بالمهمة الأهم وهي الربط بين الكرات المقطوعة بدءاً من الوسط، كل هذه التكتيكات أعطت أكلها وأسفرت عن تحقيق هدفين ملعوبين باحتراف عالٍ جداً. بعدما انتهت المباراة لقطة رائعة جداً سجلت للجمهور السعودي الذي قام بتنظيف المدرجات خلفه، وهذه هي الروح السعودية الجميلة التي على العالم كله أن يعيها جيداً ويعي عمق وأصالة الأخلاق العربية الإسلامية الأصيلة، من اليابان ننتقل إلى قطر حيث تقام بطولة الخليج، وهنالك صفحة جديدة تنتظر من شبابنا كتابتها بحروف الإبداع والإنجازات المستمرة فرغم كل شيء إلا أنه تبقى بطولة الخليج ذات أثر جميل نترقبه وننتظره باستمرار، ويهمنا الفوز باللقب والمنافسة بقوة عليه، لكن مثل هكذا بطولات تبقي على الروح المعنوية التي تنشد دائماً أن الشعب الخليجي شعب واحد وأن السعوديين قلبهم النابض. رغم الخسارة في المواجهة الأولى مع الفريق الكويتي الشقيق، والتي ظهر فيها منتخبنا دون المستوى المتوقع منه بقياس نتائجه السابقة في المباريات الودية، ولا يمكن الحكم من المباراة الأولى دائماً خصوصاً وأن لاعبي الهلال المنتشين بالفوز الآسيوي لم يشاركوا في هذه المباراة وذلك لكسب راحة إضافية والتخلص من ضغط مباراة النهائي مع أوراوا، وكلي ثقة بأن منتخبنا قادر على العودة في البطولة، ولعل الخسارة في المواجهة الأولى ستكون نعمة وليس نقمة، لأنها ستشعل في إذهان لاعبينا الحماس والتركيز أكثر، وهذا ما نتوقعه في المواجهات المقبلة، ومن وجهة نظري الخاصة فإني أرى المنتخب السعودي في النهائي بإذن الله تعالى. لاعبو الهلال الذين التحقوا في الدوحة لديهم الآن مهمة كبيرة، لا شك أن الثقل النفسي عليهم قد خف وأن المعنويات عالية جداً وهذا ما ننتظره منهم أن يبثوه بين بقية زملائهم، ولتكون الفرحة الهلالية في اليابان فرحة سعودية في قطر، واللعب بكل روح تنافسية واحترافية سعياً وراء تحقيق اللقب بكل جدارة، وهذا يقودنا إلى أن هذه البطولة تعد فرصة أكثر من ممتازة ليجرب المنتخب نفسه ويكتشف الأخطاء ويعالجها، خاصة أن غالبية المنتخبات الخليجية تنظر إلى هذه البطولة على أنها من البطولات القليلة التي يمكن لهم المنافسة عليها وتقديمها لشعب دولتهم ليفرحوا بها. نتمنى وهذا حقنا أن يفوز منتخبنا ببطولة الخليج، ولتكون الفرحة فرحتين بالهلال وبالمنتخب، وبنفس الوقت ننتظر أن تكون هذه الإنجازات حافزاً لبقية فرقنا لكي تبدأ بالتطلع على لوحة البطولات القارية وزيادة حصة المملكة منها، وبنفس الوقت ننتظر من الهلال ما ننتظره منه دائماً بأن تكون مشاركته في بطولة أندية العالم مشاركة قوية كبطل آسيا وزعيم أنديتها الأول.
مشاركة :