أطلق مصنع «غوربونوف» بمدينة قازان الروسية أول نموذج مطور من القاذفة الاستراتيجية الروسية “تو – 160 إم” المسماة (البجعة البيضاء). وتعد القاذفة الروسية فوق الصوتية الحاملة للصواريخ من أضخم الطائرات الحربية في العالم. ويساوي وزنها الأقصى لدى الإقلاع 275 طنا. وأنها تشكل إلى جانب قاذفة “تو-95 إم إس”، أساسا لأسطول الطائرات بعيدة المدى الروسية وتخصص لتدمير الأهداف المعادية في المناطق البعيدة والنائية بالأسلحة التقليدية والنووية ، و تطير بسرعة 2250 كيلومترا في الساعة، ما يزيد بنحو 700 كلم/ساعة عما هو عليه لدى قاذفة القنابل فوق الصوتية الأمريكية من طراز “ب – 1 و”. كما تتصف “تو – 160” بتخفيها الأكثر عن رادارات منظومات الدفاع الجوي. ويبلغ نصف القطر لمدى تحليق “تو – 160إم” دون التزود الإضافي بالوقود 6000 كم، علما أنها تستطيع أن تضرب أهدافا على مدى 7-8 آلاف كم باستخدام صواريخ مجنحة بعيدة المدى. وتسمح إمكانات “تو – 160إم” وقدراتها التحديثية باعتبارها أفضل قاذفة للقنابل في العالم، إذ تفوق بحسب إمكانياتها القتالية حتى الطائرة الشبح “ب – 2” من حيث سرعة الطيران والحمولة القتالية والمدى والاستخدام القتالي. وتزود قاذفة “تو- 160 إم ” بصواريخ “إكس – 55” بعيدة المدى التي تحتوي على رأس نووية. كما يمكن تسليحها بصواريخ غير نووية وقنابل موجهة وعنقودية وغيرها من الأسلحة الجوية الحديثة. وبدأ تصميم القاذفة الحاملة للصواريخ في النصف الأول من سبعينيات القرن الماضي حين اتضح أن قاذفات القنابل تحت الصوتية من طراز “زم” و”تو- 95″ التي لم تزود آنذاك بصواريخ مجنحة غير قادرة على تجاوز منظومات الدفاع الجوي لدول الناتو.
مشاركة :