أسر الشهداء في الفجيرة وخورفكان: أبناؤنا في عليين ووطننا محفوظ بأرواحنا ونجدد الولاء لقادتنا

  • 11/30/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عبرت أسرتان من أسر شهداء الواجب الوطني في الفجيرة وخورفكان، عن بالغ شكرهما للدولة ولقيادة الدولة على ما أسدته لهم من بالغ الاهتمام وعظيم العرفان عقب استشهاد ذويهما، وأكدتا أن جميع المواطنين في مثل هذه المواقف يصطفون ويكونون على قلب رجلٍ واحد في تقديم الدعم والمساندة المعنوية لهذه الأسر. وقالوا إن المؤسس المغفور له الشيخ زايد الخير، طيب الله ثراه، زرع فينا هذه الوحدة و الولاء للوطن والتكاتف غير العادي، وعلمنا معاني الوطن والوطنية والأسرة، ولم يكن تعليمه لنا شفهياً بل كان بالقول والفعل معاً. 6 أبناء في خورفكان، تحيا أسرة الشهيد عبدالله محمد الحمادي في كنف الدولة، ثلاثة أولاد وبنتان وأرملة الشهيد فاطمة الحمادي وأمها خديجة سيف النقبي، وفي ذات البيت عاش الشهيد بعد زواجه. تقول فاطمة الحمادي أرملة الشهيد: «أسرتنا كانت ولا تزال أسرة هادئة وموصولة دائماً بالوطن وحب الوطن وقادة الوطن، لقد تعلمنا من الشهيد عبدالله الحمادي، رحمه الله، أن الوطن بالنسبة للإنسان هو أغلى ما يملك، وإذا وضع الإنسان في اختيار ما بين وطنه وروحه لاختار بالقطع وطنه وتخلى عن روحه وحياته كلها في سبيل رفعة هذا الوطن، وكان دائماً ما يقول لنا: (وطننا عظيم وقادته منا ولنا، وعلينا أن نحفظ هذا الوطن ونضعه وشيوخه في أعيننا وقلوبنا)». وأضافت أرملة الشهيد الحمادي، أن الأبناء على وعي ويقين أن والدهم استشهد في سبيل الحق والعدل والوطن، وأن عليهم أن يكونوا مثل أبيهم رجالاً لا يهابون الموت ولا يخشون الأعداء في الحفاظ على مقدرات ومكتسبات الوطن. وأكدت الحمادي، كلنا فداءً للإمارات أرضاً وشعباً وقيادةً، ونجدد في يوم الشهيد ولاءنا التام وعهدنا الثابت لقيادتنا المجيدة على أن نكون خلفهم جنوداً مخلصين نراعي الله ونفديهم بأرواحنا وقلوبنا وبأولادنا، فهم لا يغلون على وطن مثل وطننا الغالي. أخلاقه عالية من جانبها، قالت خديجة النقبي: «كان الشهيد دمث الخلق، ملتزماً في حياته وجاداً كما هي عادة العسكريين، وكان مواظباً على الصلاة ومراعياً لحقوق الرحم والنسب، ولم يقصر مع أحد أثناء وجوده في خورفكان خلال إجازته الدورية المعتادة، عاش هنا في البيت معنا، فما رأينا منه أي نقيصة وما كان لي إلا بمثابة الابن وهو زوج ابنتي، رحم الله عبدالله فقد كان نعم الرجال المخلصين». الالتحاق بالقوات المسلحة قال مهند عبدالله الحمادي، ابن الشهيد: «رحم الله والدي، كان حصن أمان لنا وكنت وما زلت فخوراً به، أدى ما عليه تجاه الوطن، وقدم روحه في سبيل حماية الوطن والذود عن حدوده وأمنه واستقراره». وأضاف مهند «أذكر يوم استشهاده عندما جاءني الخبر، لم أفهم معنى الشهادة، ولم أفهم ماذا يعني أنني لم أرَ والدي بعد اليوم»، ولكن أمي وقفت بجانبنا وصبرتنا وألهمتنا الشجاعة والحكمة التي بها عشنا حياتنا ومارسنا مهامنا في الحياة على أكمل وجه، ولكن لا يمر يوم دون أن أتذكر والدي الشهيد عبدالله الحمادي، فصورته لا تفارق مخيلتي. وقال ابن الشهيد عبدالله الحمادي: «أتمنى عندما أنتهي من الثانوية العامة، أن التحق بالقوات المسلحة لأكون جندياً من جنود الدولة وابناً باراً من أبناء القيادة المخلصة، أتمنى أن ارتدي الزي العسكري مثل والدي وأحمل هذا الشرف الرفيع في الدفاع عن بلدي ومكتسبات بلدي وقيادة بلدي في كل مكان أذهب إليه». من جانبها، قالت حور عبدالله الحمادي، ابنة الشهيد: «مضت السنون وطوى والدي الموت وهو الآن في عليين مع الأنبياء والصديقين، وهكذا هي مكانة الشهداء الأبرار المخلصين، ومع مرور السنين تعلمنا الكثير من الدروس من استشهاد أبي، فقد قدمت لنا الدولة كل العون ولم تقصر معنا كأسرة من أسر الشهداء، ويتابعنا أصحاب السمو الشيوخ ويأمرون بتذليل المعوقات والمشاكل التي تواجهنا في الحياة كافة، وتعلمنا من درس الاستشهاد أن الإنسان لابد أن يحيا على هدف، وليس من شك أن هدف حب الوطن وحماية ترابه وشعبه وقيادته هو أسمى الأهداف قاطبة». ولفتت ابنة الشهيد عبدالله الحمادي أن حب الوطن ليس فقط متمثلاً في أن تكون جندياً في القوات المسلحة فحسب، ولكن أن تكون جندياً في أي موقع من مواقع العمل بالدولة، فالمعلم في مدرسته جندي مخلص لوطنه، والموظف في الوزارة جندي لوطنه، والفني في المختبر جندي في وطنه، والإخلاص والتفاني في العمل هو أصدق مثال على الوطنية الجادة. من جانبه، قال ماجد عبدالله الحمادي ابن الشهيد: «لم أكن مدركاً بالشكل الكامل عندما استشهد والدي، ولكن الآن استمع لكلمات والدتي عن والدي الشهيد، فأشعر مع كلماتها بالفخر والاعتزاز الشديد، وأشعر أنني متميز جداً عن بقية أقراني كون والدي شهيداً، وألقى التكريم ونظرة الفخر من جميع المعلمين ومن زملائنا الطلاب ومن المجتمع كله». المجد للشهداء أعربت أسرة الشهيد هزاع راشد محمد صالح الكعبي عن بالغ فخرها بوجود شهيد من بين أفراد الأسرة، وأن هذا في حد ذاته أمر يشرفنا ويدعون إلى تجديد العهد بالوفاء والولاء للدولة ولقيادتها العظيمة والشجاعة، والتي تحرص كل الحرص على بذل كل نفيس وغالٍ للزود عن وطننا ومكتسباته. يقول راشد محمد صالح الكعبي، والد الشهيد هزاع: «كان في سلاح المدفعية، ولدى الشهيد شقيق أكبر يعمل بالشرطة، وله 4 بنات، وأنا شخصياً كنت أخدم في القوات المسلحة لأكثر من 27 عاماً، وأعلم أن القوات المسلحة تعني الالتزام والشجاعة والمصداقية والأمانة والدفاع عن البلد». وأضاف والد الشهيد هزاع الكعبي: «الشهادة نوع من التفضيل والتكريم للعبد من قبل الرب، وليس لأي شخص أن ينال هذه الشهادة، فهي فقط لعباده المخلصين الأطهار والصادقين في نواياهم وحياتهم وفي حب الوطن، ونحن لا نحزن على الشهداء بقدر ما نشعر معهم وبهم بالفرح والسرور والفخر لما نالوه من التقدير والمنزلة العظيمة التي اصطفاهم بها ربهم دون غيرهم». وأكد والد الشهيد الكعبي: «في هذا المقام ننتهز هذه الفرصة وفي يوم الشهيد، لنتقدم بعظيم الامتنان لوطننا الغالي ولشيوخنا الكرام، وأن نجدد العهد والولاء للوطن وللقيادة بمنتهى الإخلاص والصدق، لأن وطننا بحاجة إلى المخلصين الصادقين المؤمنين بمقدرات هذا الوطن وما يبذل من غال ونفيس في سبيل الحفاظ عليه من مخاطر الحاقدين والحاسدين من أعداء الوطن على الضفة الأخرى من الخليج العربي». وقال «لو عاد بنا الزمن لشددنا على أيدي ابننا الشهيد، ولدفعنا به وبجميع أولادنا في ميدان المعركة دفاعاً عن وطننا وتراب وطننا من أن تدنسه أقدام الأعداء الطامعين، فيوم واحد من الحرية والعيش الكريم على أرضنا يساوي ملايين الأنفس والأرواح، مهما علت ومهما ارتفعت، فهي رخيصة في سبيل هذا الوطن الغالي». من جانبه، قال محمد راشد الكعبي، الشقيق الأكبر للشهيد هزاع: «الحمد لله على فضله، وكل شيء مكتوب، وما علينا سوى العيش بصدق وأمانة وخدمة الوطن بتفان كبير، والأعمار في النهاية بيد الله، ولسنا بأفضل من هزاع وجميع من استشهدوا، والشهادة فخر واعتزاز ومكانة كريمة وعالية عند الله، ومن منا يمكن أن ينال هذه الشهادة في سبيل العدل والحق والكرامة؟». وأضاف قائلاً «شقيقي الشهيد هزاع مثل غيره من الشهداء قدموا أرواحهم في سبيل عزة الوطن، ونحن كذلك لا نتوانى عن هذا النهج القويم في سبيل الدفاع عن حدودنا وكرامتنا وعزتنا، وندعو لجميع الشهداء في هذا اليوم الذي حددته الدولة ليكون يوماً للشهيد، بأن يحمى الله وطننا، وأن يجعله درة مكنونة محفوظ بفضله وسواعد أبنائه، وأن يرحم شهداءنا ويحفظ قادتنا من كل مكروهٍ وسوء».

مشاركة :