قال الدكتور فيصل ريكان، الخبير القانوني من بغداد، إن مشهد التظاهرات في العراق بدأ سلميًا جدًا، من مطالب مشروعة وقانونية كان يبغي منها خلالها المتظاهرون تحقيق إصلاح سياسي للبلاد؛ نتيجة وجود الكثير من التراكمات خلال الحقبة السابقة والحالية منها الفساد المالي والإداري والبطالة.وأوضح "ريكان"، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "الأخبار" المذاع عبر فضائية "dmc"، اليوم السبت، أنه خلال الآونة الأخيرة جنحت هذه التظاهرات للعنف، وكان ضحيتها أكثر من 400 شاب عراقي عزل لا يحملون السلاح، وكان كل هدفهم تحقيق إصلاح سياسي في البلاد؛ لإعطاء فرصة للشعب العراقي للتنعم بخيرات هذا البلد.وتابع الخبير القانوني، أن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، استجاب لأحد مطالب المتظاهرين وهي استقالة الحكومة، وأعلن يوم أمس التقدم باستقالته للبرلمان، معتبرًا أن هذه الاستقالة بداية لعملية إصلاح وتحقيق مطالب المتظاهرين، الذين لا زالوا معتصمين داخل ساحات التظاهر في مختلف مدن وسط وجنوب العراق، منوهًا إلى أن المتظاهرين يطالبون أيضًأ بتغيير المنهج السياسي الحالي في البلد، وخاصة قضية وأسلوب الانتخابات والإشراف على عملية الانتخابات، وتعديل بعض مواد الدستور والذهاب لانتخابات مبكرة.احتجاجات العراقوتشهد العراق احتجاجات عارمة منذ مطلع أكتوبر الماضي، في بغداد وبقية محافظات جنوب العراق احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية للبلد، وانتشار الفساد الإداري والبطالة، ووصلت مطالب المتظاهرين إلى استقالة حكومة عادل عبد المهدي، وتشكيل حكومة مؤقتة وإجراء انتخابات مبكرة، وندّد المتظاهرين أيضاً بالتدخل الإيراني في العراق وحرق العديد منهم العلم الإيراني.وتعتبر هذهِ الاضطرابات الأكثر فتكا في العراق منذ انتهاء الحرب الأهلية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في ديسمبر 2017، وتم تأجيل التظاهرات لفترة لأجل مراسيم الزيارة الأربعينية للامام الحسين، ثم تجددت في يوم الجمعة 25 أكتوبر.ومنذ ليلة الخميس 24 أكتوبر الماضي، لم تتوقف محاولات المحتجين اقتحام المنطقة الخضراء المحصنة الأمنية، في عمليات كر وفر.
مشاركة :