قال الدكتور رياض ياسين، وزير الخارجية اليمني المكلف، لـ«الشرق الأوسط»، إن السفينة الإيرانية «إيران مشهد» عادت إلى ميناء بندر عباس، بعد أن وافقت طهران أخيرا على خضوعها للتفتيش من قبل الأمم المتحدة في جيبوتي، قبل أن تصل إلى محطتها الأخيرة في اليمن، مؤكدا أن عودة السفينة التي تدعي أنها تحمل مواد إغاثية وإنسانية هي دليل على وجود مواد ممنوعة على متنها. وأوضح الدكتور ياسين، في اتصال هاتفي، أن بلاده تثمن جميع الدول التي تسهم في إنقاذ اليمن، خصوصا دول التحالف بقيادة السعودية، وفق الالتزام بأنظمة وقوانين الأمم المتحدة، ودول التحالف التي فرضت حظرا على المياه الإقليمية اليمنية، إلا أن ما فعلته طهران، عندما استجابت لتفتيش السفينة من قبل الأمم المتحدة في جيبوتي، بعد أن تجاوزت عن إصرارها على عدم تفتيشها حتى كادت تصل إلى ميناء الحديدة مباشرة، هو أمر يثير الشكوك. وقال وزير الخارجية المكلف إن طهران خشيت من تفتيش السفينة «إيران مشهد»، وبالتالي عادت إلى ميناء بندر عباس مكان انطلاقها، وهذا دليل مؤكد على أنها تحمل ممنوعات على متنها، خصوصا أن إيران رحبت بتقديم المساعدات إلى اليمن، وفرضت شروطا تم رفضها، وهي في النهاية إجراءات أمنية احترازية، لا بد من التفتيش سواء كانت السفينة أو الطائرة إيرانية أو غيرها. وكان مسؤول يمني أوضح، لـ«الشرق الأوسط»، أن السفينة «إيران مشهد» تحمل ما يزن 1500 طن من المساعدات الإغاثية والإنسانية والطبية، وأن بها 60 شخصا إيرانيا، وسبعة من جنسيات أجنبية، يتبعون لمنظمات حقوقية، ولم يحملوا تأشيرة دخول الأراضي اليمنية، وبالتالي يصبح دخول السفينة - حال حدوثه - مخالفا للقانون، الأمر الذي يجعل إيران تتحمل مسؤولية السفينة ومن عليها. وأشار الدكتور ياسين إلى أن جميع الدول والمنظمات الإغاثية تقبل بالتزام الأنظمة والقوانين برحابة صدر، من دون أي عملية استفزاز لليمن أو للمجتمع الدولي، إلا أن إصرار طهران على اختراق الأجواء اليمنية، ومحاولة الهبوط في مطار صنعاء، أدى إلى تدمير مدرج المطار، تحسبا لتنفيذ مخططهم، وكذلك محاولتها للإعلان عن عدم السماح بتفتيش السفينة التي تدعي أنها تحمل مساعدات إغاثية وإنسانية، وأنها تريد أن تصل إلى ميناء الحديدة حسب رغبتها، هي أمر يثير الشكوك حول أعمالها الإنسانية. وطالب وزير الخارجية اليمني المكلف إيران في حال رغبتها في إغاثة اليمنيين من دون تميز بأن عليها أن توجه سفنها الإغاثية والدوائية إلى ميناء عدن بعد تفتيشها في ميناء جيبوتي، بحيث إن طهران تريد أن تمول الميليشيات الحوثية في الحديدة، لا أن تغيث اليمنيين. يذكر أن مرضية أفخم، الناطقة باسم الخارجية الإيرانية، قالت إن طهران لن تسمح لدول قيادة التحالف بتفتيش سفينتها التي تحمل مساعدات إنسانية. وقال مسؤولون إيرانيون إن السفينة متوجهة إلى ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه المتمردون الحوثيون على البحر الأحمر، وعلى متنها 60 شخصا. بينما حذر مسؤول عسكري إيراني كبير الولايات المتحدة من أن اعتراض سفينة مساعدات إيرانية في طريقها إلى اليمن «قد يشعل نارا» سيصعب احتواؤها، وذلك بعد أن طالبت واشنطن طهران بتوجيه السفينة إلى مركز المساعدات التابع للأمم المتحدة في جيبوتي، وبالتالي وافقت طهران، وأعلنت أن السفينة ستتجه إلى هناك.
مشاركة :