«داعش» يشن هجمات انتحارية على مقار الجيش والشرطة وسط الرمادي

  • 5/17/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تصاعدت وتيرة الهجمات التي يشنها مسلحو تنظيم داعش على مقار أمنية وأخرى حكومية في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار استكمالاً لبسط سيطرتها على ما تبقى من المواقع العسكرية التي ما زالت تحت سيطرة القوات الأمنية بعد سيطرة التنظيم المتطرف على المجمع الحكومي وسط المدينة صباح أول من أمس. وأكد مصدر أمني عراقي في محافظة الأنبار أن القوات الأمنية تمكنت من صد هجوم لتنظيم داعش بثلاث سيارات مفخخة ومدرعة على مقر اللواء الثامن غرب مدينة الرمادي. وقال المصدر في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن انتحاريين قادوا السيارات لمهاجمة المقر وإن القوات الأمنية قامت بإطلاق صواريخ مضادة للدروع عليهم مما أدى إلى تدمير السيارات وقتل المهاجمين. أضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه «أن عددا من القوات الأمنية أصيبوا بجراح بسبب الانفجار الشديد الناتج عن تدمير السيارات بالإضافة إلى حدوث أضرار في المباني القريبة من المنطقة». كما استهدفت سيارات مفخخة ومدرعة يقودها انتحاريون جسر التأميم وسط الرمادي ومبنى مديرية مكافحة الإجرام. وقال دلف الكبيسي، قائمّقام قضاء الرمادي، لـ«الشرق الأوسط» إن «سيارة مفخخة انفجرت فوق جسر التأميم مما أسفر عن انهيار أجزاء كبيرة من الجسر الذي يربط حي التأميم وأحياء أخرى وجامعة الأنبار بمركز مدينة الرمادي». وأضاف الكبيسي: «مسلحو تنظيم داعش بدأوا بتفجير مقرات حكومية ومواقع أمنية في وسط الرمادي حيث أسفر هجوم بثلاث سيارات مفخخة يقودها انتحاريون مبنى مكافحة الإجرام وسط المدينة مما أسفر عن تدمير المبنى بالكامل وإلحاق أضرار كبيرة في المنازل القريبة من المبنى». وأكد الكبيسي أنه «لا توجد أي قطعات عسكرية تتصدى للمسلحين في وسط المدينة والمسلحون يجوبون شوارع المدينة بحثًا عن مطلوبين لهم واتخذوا من دور المواطنين والمباني الحكومية مقرات بديلة لهم بعد انسحابهم من المجمع الحكومي المنهار أصلاً بسبب القصف العنيف لطائرات التحالف الدولي التي استهدفت المسلحين في المجمع وهناك فقط مواقع عسكرية في شمال وجنوب المدينة تقف الآن في حالة الدفاع ضد الهجمات التي يشنها مسلحو التنظيم بالسيارات المفخخة وقذائف الهاون بينما يصول ويجول مسلحو تنظيم داعش في وسط مدينة الرمادي ويحتجزون مئات العائلات في مناطق البو علوان والجمعية، وارتكب مجازر بحق العشرات من أبناء المدينة». و المشهد أاليوم مؤلم وقاسٍ لأهالي المدينة، إذ لا تزال مئات العائلات تحت قبضة المسلحين الذين منعوها من الخروج لاستخدامها دروعًا بشرية في معارك الدفاع عما استحوذوا عليه، بينما ظلت مئات العوائل الهاربة مجددا من جحيم المسلحين باتجاه بغداد عالقة عند مدخل جسر بزيبز أمس، لليوم الثاني على التوالي، بانتظار السماح لهم بالدخول إلى العاصمة. «الشرق الأوسط» واكبت رحلة النازحين وأوضاعهم عند مدخل جسر بزيبز، وهو الطريق الوحيد حاليًا المسيطر عليه من قبل القوات الأمنية العراقية ويربط محافظة الأنبار ببغداد». وقال مسؤول في جمعية الهلال الأحمر العراقية، كان يرافق النازحين في رحلة سيرا على الأقدام امتدت بين الهضاب والصحراء والطرق الوعرة، لـ«الشرق الأوسط» إن النازحين فروا من مركز مدينة الرمادي خشية تعرضهم للقتل على يد مسلحي تنظيم داعش الذين ارتكبوا أمس (الجمعة) مجزرة جديدة بحق العشرات من أبناء عشيرتي البو علوان والبو عساف وغالبيتهم من النساء الأطفال انتقاما من رجال العشيرتين الذين يقاتلون ضد التنظيم، فلا يزال مصير 250 عائلة محتجزة لدى التنظيم وسط الرمادي مجهولا. وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه: «كنا متيقنين أن هذا الأمر سيحدث وسيتكرر، خصوصًا ونحن لم نتسلم أي مساعدات من شأنها أن تكون عامل مساعدة لتلك العائلات المنكوبة، فالحكومتان المركزية والمحلية لم تتعاملا مع الأمر بشكل جدي وواقعي رغم التحذيرات التي قدمناها لهم وتلك التي أطلقها كثير من المنظمات والعشائر في سبيل إنقاذ الموقف والتدخل السريع عبر التعزيزات العسكرية والمدنية». والمشهد عند جسر بزيبز الذي يقع مسافة 27 كيلومترا إلى الغرب من بغداد يعيد إلى الذاكرة صورة مأساة قريبة شهدها جسر بزيبز في 11 أبريل (نيسان) الماضي عندما فرت آلاف العوائل من مركز الرمادي بعد أن حقق مسلحو «داعش» تقدما ملحوظا باتجاه مركز المدينة في ذلك الوقت. وتعرض النازحون لأسوأ معاملة عرفها التاريخ المعاصر للعراق بعد منعها من المرور باتجاه العاصمة بغداد ومطالبتها بكفيل، في حينها، بخلاف الدستور العراقي الذي يضمن حرية التنقل بين أراضي الوطن الواحد، وسط امتعاض شعبي وسياسي محلي ودولي. وعادت أكثر من خمسة آلاف عائلة إلى مدينة الرمادي بعد أن فرضت القوات الأمنية والعشائرية سيطرتها على الجهة الجنوبية من مدينة الرمادي قبل أن يعاود «داعش» الكرّة ويصل إلى المجمع الحكومي فجر أول من أمس، ويحتل المدينة بالكامل، ما اضطر العوائل إلى النزوح من جديد. من جانب آخر، أكدت مفوضية حقوق الإنسان العراقية أن مسلحي تنظيم داعش قاموا بارتكاب جريمة «إبادة جماعية» بعد إعدامهم العشرات من المدنيين بينهم أطفال ونساء في مدينة الرمادي، ودعت الحكومة العراقية والقوات الأمنية وقوات التحالف الدولي إلى «تأمين ممر إنساني عاجل في المناطق التي يحاصرها التنظيم». وقال عضو المفوضية فاضل الغراوي في تصريح إن «التنظيم قام بممارسات إجرامية أبرزها التهجير القسري للعوائل والسكان من مناطقهم وتهجيرهم ومصادرة ممتلكاتهم وقتل المدنيين بحجة وقوفهم مع الأجهزة الأمنية أو معارضتهم لسياسته». وأشار الغراوي إلى أن «هذه الجرائم تأتي استكمالا لمسلسل الجرائم الخطيرة التي ارتكبتها عصابات (داعش) الإرهابية في كل المحافظات العراقية وبالخصوص الجرائم الأخيرة في محافظة الأنبار والتي تصل إلى مصاف جرائم الإبادة وجرائم ضد الإنسانية».

مشاركة :