يأتي الاحتفاء بيوم المرأة البحرينية هذا العام تحت شعار «المرأة البحرينية في مجال التعليم العالي وعلوم المستقبل» ليمثل حلقة إضافية في منظومة العطاء للمرأة البحرينية، والتي تعتز بدعم ورعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيس المجلس الأعلى للمرأة، إذ يعبّر المجتمع البحريني عن اعتزازه بمساهمات المرأة في مجال التعليم العالي والمجال التربوي والتعليمي بشكل عام، والفرص المتاحة لها في مجال علوم المستقبل.من جهتها، أكدت العميد منى علي عبدالرحيم مدير عام الإدارة العامة للشرطة النسائية، عضو المجلس الأعلى للمرأة، أن يوم المرأة البحرينية مناسبة وطنية تحتفي بها مملكة البحرين عامًا بعد عام، تزامنًا مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني المجيد وعيد جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، فقد أثبتت المرأة البحرينية قدرتها وتميزها في شتى الميادين.وأضافت أنه منذ تأسيس المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيس المجلس الأعلى للمرأة، برز دور المرأة البحرينية، لافتة إلى أنه تعزيزا لدور المرأة في التعليم كانت مبادرة سموها بتخصيص يوم المرأة البحرينية لهذا العام للاحتفال في مجال التعليم وعلوم المستقبل؛ نظرًا لإسهاماتها وإنجازاتها في مجال التعليم العالي.وتابعت «نجحت المرأة في الوصول إلى العديد من المناصب الإدارية العليا عبر مراحل متتالية، لتكون المعلمة والمهندسة والطبيبة والمتخصصة في المجالات كافة، وبما حققته من تقدم في المجال الأكاديمي والبحث العلمي».وأشارت إلى أن مملكة البحرين، تسعى جاهدة لرفع مكانة العلم وإعداد أجيال قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية ودفع عجلة التعليم العالي، فقد ارتقت المرأة البحرينية في تعليمها من التعليم الثانوي ونيل درجة البكالوريوس لتلتحق بالدراسات العليا عبر دراسة الماجستير والدكتوراه، وباتت مؤثرة في عالم اليوم، فهي الوزيرة والقاضية، وهي العضو في الغرفتين التشريعيتين حتى وصلت إلى رئاسة المجلس النيابي.وتوجّهت العميد منى عبدالرحيم، بهذه المناسبة الوطنية، بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيس المجلس الأعلى للمرأة، وإلى نساء البحرين كافة.من جهته، أشار العقيد موسى عيسى الدوسري آمر مركز البحوث الأمنية بالأكاديمية الملكية للشرطة إلى أن الأكاديمية تضع في أولويات استراتيجيتها التعليمية والتدريبية إعداد وتأهيل المرأة البحرينية لتمكينها من التقدم في مجال التعليم العالي بشكل عام، وفي مجالي العلوم الأمنية والشرطية بشكل خاص، وعلى نحو يؤهلها للمشاركة في خدمة مجتمعها وكذلك إعدادها للقيام بواجباتها في العمل الأمني، خاصة فيما يتعلق بجوانبه الاجتماعية والإنسانية، وتلك المتعلقة بتعامل المرأة مع الأجهزة الأمنية والشرطية المختلفة.واستعرض العقيد موسى الدوسري عددًا من المحاور في هذا الشأن، منها إلحاق المرأة البحرينية ضمن سلك قوات الأمن العام بفئتيه الضباط وضباط الصف والأفراد، إضافة إلى الموظفين المدنيين، إذ يتم تدريبهن وإعدادهن الإعداد الأمثل للقيام بالدور المناط بهن في مختلف المجالات الأمنية، وتعزيز المعرفة والمهارات لديهن وتطويرها؛ بهدف الحصول على كوادر نسائية يتمتعن بخبرات متميزة وقادرات على مزاولة العمل الأمني والإداري بكل كفاءة واحترافية، وتقديمهن نموذجًا يتماشى مع المتطلبات الحديثة لقوات الأمن العام والموظف الإداري بوزارة الداخلية، وقد أبدعن في هذا المجال وكانت الاحترافية ظاهرة وجليّة للعيان من خلال الإنجازات التي تم تحقيقها، والتي كان للمرأة البحرينية بوزارة الداخلية دور بارز فيها.وأشار إلى إلحاق المرأة البحرينية ببرامج الدراسات العليا التي تنظمها الأكاديمية، والتي كانت مقتصرة على منتسبات وزارة الداخلية، إذ تم فتح المجال لتقديم طلبات الدراسة لجميع الموظفات من مختلف الأجهزة والوزارات الحكومية التي تتوافر فيهن الشروط الخاصة بذلك، إذ تم إعداد برامج ومناهج دراسية متخصصة في مختلف المجالات الأمنية والشرطية والإدارية والجنائية ضمن برامج الماجستير التي تلتحق بها المرأة البحرينية؛ لضمان إعدادها وتأهيلها وصقل مواهبها بهدف الاستفادة منها في خدمة المجتمع، ومن تلك البرامج، برنامج الماجستير في العلوم الإدارية والأمنية، الماجستير في العلوم الجنائية والشرطية، الماجستير في إدارة الأزمات، والتي تهدف لتنمية قدراتهن بأفضل المعطيات العلمية والبحثية المعاصرة ذات الصلة بطبيعة المجتمع البحريني، إذ تعتمد الدراسة في هذه البرامج على استخدام التقنيات التكنولوجية الحديثة، فضلا عن ربط المقررات والمناهج والدراسية بالواقع البحريني، لضمان ممارستها العمل على أفضل وجه فور تخرجها من الأكاديمية.وأشار آمر مركز البحوث الأمنية بالأكاديمية الملكية للشرطة إلى عقد ندوات ثقافية متنوعة، يدعى إليها كبار رجال الفكر والدين والثقافة، لتنمية وعي المرأة البحرينية بأهمية دورها في المجتمع البحريني، بوصفها إحدى الركائز المجتمعية التي تعتمد عليها المملكة في إدارة شؤونها في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها.وأشار إلى أنه قد تخرج من الأكاديمية الملكية للشرطة في برنامجي الدبلوم العالي في القانون وعلوم الشرطة، والدبلوم في العلوم الجنائية والشرطية منذ تأسيسها عام 2003 حتى تاريخه، (244) من الإناث، موزعات على 12 دفعة، فيما يبلغ عدد الطالبات الدارسات في الوقت الحالي ببرامج الماجستير المختلفة بالأكاديمية (40) طالبة، إضافة إلى (55) طالبة يدرسن في برامج الدبلوم بتخصصاته كافة.في سياق متصل، أعربت النقيب زينب عبدالله المهيزع المكلف بتسيير أعمال شعبة الدراسات الأكاديمية بالأكاديمية الملكية للشرطة (حاصلة على المركز الأول في ماجستير في العلوم الإدارية والأمنية، الدفعة الأولى) عن خالص الشكر والتقدير لوزير الداخلية؛ لاهتمامه بالدارسين والباحثين وذلك من خلال لقاءاته مع خريجي الدراسات العليا وحثّهم على مواصلة البحث والدراسة، كما أثنت على دور الأكاديمية الملكية للشرطة منذ بدء دراستها، وذلك من خلال إلحاقها في برنامج الماجستير الذي صقل مهارتها وقدم لها الخبرات اللازمة من خلال نخبة من المحاضرين الأفاضل الذين لم يتوانوا عن تقديم المشورة لها بوصفها باحثة، وما قدمته من فرص لتطبيق تلك المعلومات النظرية على أرض الواقع من خلال الزيارات والتمارين العملية والعروض؛ وذلك لتحقيق الربط الفعلي بين الجانبين النظري والعملي، ليصبّ في نهاية المطاف لتحقيق أفضل المخرجات التعليمية. وأضافت النقيب المهيزع إلى أنه بعد حصولها على درجة الماجستير، تم تطبيق عدد من المشاريع بناءً على الاستفادة من هذا البرنامج، عززت بشكل فعلي هذه التجربة العلمية، فكانت الأكاديمية الملكية للشرطة البيئة الخصبة لاستثمار ما تم دراسته، باعتبارها صرحًا علميًا بارزًا في سبيل تعزيز اتجاهات الباحثين نحو إكمال الدرجات العلمية العليا في المراحل القادمة، وهو ما أسهم في تعزيز بناء نماذج من باحثات، تسهم بشكل علمي ومدروس في حل المشكلات. من جهتها، قالت الباحثة القانونية شيخة أحمد العليوي إن اعتماد المجلس الأعلى للمرأة الاحتفاء بالمرأة البحرينية في مجال التعليم العالي وعلوم المستقبل يأتي تزامنا مع مرور مائة عام على بدء التعليم النظامي في البحرين، فضلاً عن مرور 80 عامًا على بدء التعليم النظامي للمرأة في البحرين، ويأتي هذا التخصيص بناءً على ما حققته المرأة البحرينية من إنجازات كبيرة في هذا المجال النوعي، إذ تقلدت مناصب قيادية رفيعة، من بينها رئيس جامعة وعميدة، كما حصلت على درجات علمية رفيعة في مجال التدريس الجامعي، والبحث الأكاديمي وعضوية الهيئات والمراكز الدولية، تحقيقًا للتطلعات السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، فيما تشهده المرأة البحرينية من مكانة رفيعة وثقة عالية، الأمر الذي يجعلها على الدوام أساس تنمية وطنها ورفعة شأنه.فقد باتت علوم المستقبل تدرس في العديد من دول العالم، وتشمل مجالات تكنولوجيا المعلومات، والاتصالات، والفضاء، والطاقة المتجددة، والهندسة المالية، وتكنولوجيا المواد، والتكنولوجيا الحيوية، والحوسبة السحابية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، والهندسة الوراثية، بالإضافة إلى العديد من الدراسات المستحدثة في المجالات التقليدية كالهندسة والطب والعلوم والرياضيات، وهي تخصصات متاحة للرجال والنساء على حد سواء.وأكدت أن ازدهار أي دولة في المستقبل يتوقف على إحداث تغيير جذري يستهدف تعزيز الإنتاجية والابتكار، واللذين يعتمدان على علوم المستقبل، إذ كان لمجال التعليم العالي حظ وافر من الاهتمام في خطط التطوير وفقًا للرؤية الاقتصادية لمملكة البحرين 2030، فيما تم التركيز على المعارف والمهارات المتطورة بشكل مستمر ليصبح التعليم العالي مرتكزًا أساسيًا في اقتصاد المعرفة، ببرامجه الأكاديمية المخصصة لتلبية احتياجات سوق العمل الحالية والمستقبلية، وتشجيع الاستثمار فيه بالشراكة مع مؤسسات تعليم عالٍ عالمية مرموقة متخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بما يلبي الاحتياجات التنموية وبصورة متوافقة مع متطلبات المستقبل.وضمّت مؤسسات التعليم العالي الإقليمية والحكومية والخاصة العديد من التخصصات والكليات المهتمة بعلوم المستقبل والتي تم استحداثها أو تطويرها تفعيلاً لبرامج تطوير وتجويد مخرجات التعليم ومواءمتها مع سوق العمل، وقد تم في هذا الخصوص تدشين سياسة الشراكة مع القطاع الخاص في التعليم، واستحداث البرامج الأكاديمية لمؤسسات التعليم العالي المتوجهة لعلوم المستقبل، إذ تأتي المملكة ضمن الدول ذات الأداء العالي في تحقيق أهداف التعليم للجميع، وتتطلع إلى أن تحافظ على هذه المكانة مع تطبيقات علوم المستقبل، معربة عن جزيل الشكر والتقدير لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيس المجلس الأعلى للمرأة. من جهتها، أكدت إيمان ماجد آل بورشيد مساعدة بحث وتدريس بكلية الحقوق بجامعة البحرين أن المرأة البحرينية تمثل محورًا استراتيجيًا في عجلة التنمية التي تشهدها مملكة البحرين، إذ نجحت في الوصول إلى العديد من المناصب المهمة في مختلف المجالات، فهي الآن على سبيل المثال لا الحصر وزيرة، قاضية، دبلوماسية، أستاذة جامعية، وغيرها من الوظائف التي تتولى دورًا مهمًا وفاعلاً في التطور المتنامي الذي تشهده مملكتنا الحبيبة.وأضافت «جاء هذا الدور للمرأة، مدعومًا بالتحصيل العلمي الأساسي والعالي، إذ سعت المرأة البحرينية لتحصيل العلم والمعرفة، وتملك الكفاءة التي تؤهلها لتبوء العديد من المراكز المهمة على مستوى من الحرفية والإبداع والابتكار، بما يعكس الاهتمام المنصب في سبيل تشجيع المرأة».ولفتت إلى أنه يمكن ملاحظة ذلك بصورة خاصة ومميزة من خلال رؤية المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى، والتي تهدف إلى رفع مستوى قدرة المرأة على التنافس في العملية التنموية والارتقاء بخياراتها، ونظرًا للعمل الدؤوب للمجلس القائم على مواكبة تقدم وتطور المرأة، فقد أولى المجلس هذا العام اهتمامًا خاصًا بدور المرأة في التعليم العالي وعلوم المستقبل، والتركيز على السبل التي تعزز مشاركتها في هذا المجال، بما يواكب توجّه العالم نحو التطور التكنولوجي والتقني الحديث.
مشاركة :