الدوحة الراية: دشّنت وزارة الصحة العامة رسميًا الإطار الإستراتيجي لمُكافحة اﻟﺘﻬﺎب الكبد الفيروسي بدولة قطر 2018 - 2022، الذي يهدف إلى القضاء على التهاب الكبد الفيروسي في الدولة بحلول عام 2030، وذلك من خلال القضاء تمامًا على الإصابات الجديدة بالمرض في أوساط المجتمع، مع الحد من انتشار الإصابات المزمنة وتقليل الوفيات الناجمة عنه. ويعكس الإطار الذي تمّ تدشينه خلال ورشة عمل وطنية نظمتها الوزارة بمشاركة فاعلة من كافة الجهات المعنية الالتزامَ الكامل بتطبيق تدخلات عالية الجودة لمُكافحة المرض على المُستوى الوطني. وتتمثّل أهم التدخلات الواردة في الإطار الإستراتيجي في الحفاظ على مُستويات عالية من التغطية بخدمات التوعية بالمرض وخدمات الفحص المبكر وزيادة عدد المُستفيدين من خدمات الرعاية والعلاج بسهولة ويسر وتكلفة مُنخفضة، وخاصة في أوساط المجموعات الأكثر عرضة للمرض، إضافة إلى الحفاظ على مُستويات التغطية العالية بلقاح التهاب الكبد الفيروسي «أ و ب» في أوساط الأطفال وفي أوساط المجموعات الأكثر عرضة للإصابة مثل مقدّمي الخدمات الطبية. كما تشمل التدخلات الرئيسية في الإطار الإستراتيجي كذلك استمرار خدمات الفحص المخبريّ لكل المُتبرعين بالدم مع التطبيق الصارم لإجراءات مُكافحة العدوى والاستخدام الآمن للحقن. وأوضح الدكتور سعد الكعبي، رئيس مجموعة العمل الوطنية لاﻟﺘﻬﺎب الكبد الفيروسي، رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد بمؤسسة حمد الطبية أن الإطار الإستراتيجي يرتكز على رؤية قطر 2030، وعلى الإستراتيجية الوطنية للصحة، وعلى إستراتيجية قطر للصحة العامة. وأضاف: يتضمن الإطار الإستراتيجي خمسة موجهات إستراتيجية تغطي أنشطة تعزّز من جهود التنسيق بين القطاعات المُختلفة، وتوفير مستوى عالٍ من جودة المعلومات الوبائية عن المرض، وتوفير جميع خدمات مكافحة اﻟﺘﻬﺎب الكبد الفيروسي الوقائية والعلاجية وتحقيق التغطية الشاملة بهذه الخدمات مع توفير الموارد اللازمة. من جانبه، أوضح الدكتور حمد عيد الرميحي، مُدير حماية الصحة والأمراض الانتقالية في وزارة الصحة العامة أهمية الإطار الإستراتيجي لمكافحة اﻟﺘﻬﺎب الكبد الفيروسي، والذي أُنجز العام الماضي، ويُساهم في تعزيز جهود دولة قطر الهادفة إلى القضاء على التهاب الكبد الفيروسي بحلول عام 2030. وأضاف: إنّ دولة قطر تنتهج نهجًا إستراتيجيًا للسيطرة والقضاء على التهاب الكبد الفيروسيّ من خلال الجهود المشتركة لوزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية ومؤسّسة الرعاية الصحية الأولية والهلال الأحمر القطري والقطاع الخاص والعديد من الشركاء المحليين والعالميين ما يمثل نموذجًا للتعاون المثمر والمُستمر بين مختلف القطاعات في مجال الصحة العامة في دولة قطر ونموذجًا يُحتذى به في دول المنطقة وفي العالم. وتعتبر مُكافحة اﻟﺘﻬﺎب الكبد الفيروسي من أولويات النظام الصحي في دولة قطر في ظلّ المُضاعفات الوخيمة التي تنتج عن الإصابة به مثل تليف وفشل الكبد، وسرطان الكبد، وهي من المضاعفات التي يصعب علاجها وتشكل عبئًا كبيرًا على النظام الصحي. وتقوم وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية ومؤسّسة الرعاية الصحية الأولية وكافة الشركاء بتنفيذ حملات توعية للمُجتمع، تشمل حملات الفحص المبكر عن اﻟﺘﻬﺎب الكبد الفيروسي من النوعين «ب و ج»، وتقوم بإحالة الحالات الموجبة إلى مؤسسة حمد الطبية، حيث يتم علاجهم بأحدث العقاقير الطبية وأكثرها فعالية لعلاج اﻟﺘﻬﺎب الكبد الفيروسي من النوع «ج»، والمعروفة باسم «الأدوية المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر»، التي يتم توفيرها مجانًا لكل المُواطنين والمقيمين من خلال قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد بمؤسسة حمد الطبية، وذلك بالتعاون مع الهلال الأحمر القطري، والقطاع الخاص، والعديد من الشركاء بالدولة. وكانت وزارة الصحة العامة قد نفذت مسحًا لطلاب المدارس للكشف عن اﻟﺘﻬﺎب الكبد الفيروسي من النوع «ب»، وذلك بالتعاون مع وزارة التعليم والتعليم العالي، حيث أظهرت نتائج المسح والذي نفّذ في العام الأكاديمي 2015-2016 عدم وجود أي حالات مرضية على الإطلاق، ما يعكس التغطية العالية لبرنامج التحصين ضد هذا المرض بدولة قطر. وعقدت وزارة الصحة العامة عددًا من الندوات الوطنية وورش العمل للكوادر الطبية لرفع كفاءتهم في التعرّف على المرض وعلاجه تماشيًا مع توجهات منظمة الصحة العالمية التي تحث صنّاع القرار والعاملين بالقطاع الطبي وأفراد المجتمع على التعرف على التهاب الكبد الفيروسي واتخاذ الخطوات العملية التي تمكّن من الفحص المبكر عن المرض والحصول على العلاج المناسب. الجدير بالذكر أنّ معدل انتشار اﻟﺘﻬﺎب الكبد الفيروسي من النوع «ج» يبلغ 0.8% في أوساط جميع السكان وبلغت هذه النسبة 0.25% فقط بين المُواطنين القطريين، كما تصنف دولة قطر بحسب منظمة الصحة العالمية من الدول ذات العبء المنخفض لاﻟﺘﻬﺎب الكبد الفيروسي من النوع «ب»، حيث يبلغ معدل الانتشار أقلّ من 2 في المائة. ويذكر أن تقارير علمية دولية أوضحت أن دولة قطر تسير على الطريق الصحيح للقضاء على فيروس اﻟﺘﻬﺎب الكبد الفيروسي «ج» بحلول العام 2030، حيث قدّمت هذه التقارير من مرصد بولاريس، ومركز تحليل الأمراض بالولايات المتحدة الأمريكية في مؤتمر القمة العالمي لاﻟﺘﻬﺎب الكبد الفيروسي جمهورية البرازيل الاتحادية في نوفمبر 2017.
مشاركة :