بغداد: «الخليج»، وكالات واصل المتظاهرون العراقيون احتجاجاتهم في بغداد والمناطق الجنوبية، أمس السبت، معتبرين استقالة رئيس الوزراء غير مقنعة، ومصرين على «تنحية جميع رموز الفساد»، فيما ذكرت مصادر طبية مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة أكثر من 20 آخرين، برصاص ميليشيات مسلحة، في ساحة ثورة العشرين وسط مدينة النجف جنوبي البلاد، كما أصيب 16 شخصاً في محاولة اقتحام مقر قيادة الشرطة وسط الناصرية، بينما أصيب آمر الفوج الأول بطلق ناري من قبل مجهولين أمام مديرية شرطة ذي قار، في حين دعا نشطاء إلى عصيان مدني في محافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار وكركوك ونينوى، وهي المحافظات التي شهدت الحرب على تنظيم «داعش». وفي بغداد، تواصل توافد العراقيين على المناطق التي تشهد تظاهرات، وهي التحرير والخلاني والسنك والجمهورية، فيما حدث إطلاق للنار في جسر الأحرار، قابله إطلاق قنابل مسيلة للدموع من قبل القوات الأمنية ضد المتظاهرين بشكل متقطع مع عودة تمركز المتظاهرين عند الخطوط الأمامية. وتابع، أن «موقف الحرائق تضمن إخمادها جميعها من قبل فرق الدفاع المدني من دون إصابات أو احتكاك». وفي الجنوب، أشعل المتظاهرون الإطارات على متن ثلاثة جسور ممتدة على نهر الفرات، فيما تجمع المئات في ساحة الاحتجاج الرئيسية وسط الناصرية. وتجددت التظاهرات في المدينة، على الرغم من القمع الدموي الذي نفّذته قوات الأمن، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 40 متظاهراً خلال اليومين الماضيين في المدينة. وقال شهود عيان إن قوات الشرطة أطلقت الرصاص الحي صوب متظاهرين خلال محاولتهم اقتحام مقر قيادة شرطة ذي قار لتفريقهم، مما تسبب في إصابة 16 متظاهراً بجروح. وأوضح الشهود أن «عمليات كر وفر تشهدها حالياً شوارع الناصرية بين قوات الشرطة ومتظاهرين لإبعادهم عن مقر الشرطة الذي يصر المتظاهرون على اقتحامه». وفرض متظاهرون آخرون السيطرة على الجسور الثلاثة الكبرى النصر والزيتون والحضارات، فيما يتجمع الآلاف من المتظاهرين في ساحة الحبوبيّ. وأوضحت مصادر عراقية أن الأمن في الناصرية أفرج عن 31 شخصاً تم اعتقالهم في تظاهرات الجمعة. وقتل ثلاثة متظاهرين واصيب اكثر من عشرين في مدينة النجف، فيما تجددت الاشتباكات قرب «مرقد الحكيم» بالمدينة، وكذلك في محافظة ذي قار جنوبي البلاد. وأصيب عدة محتجين، في إطلاق للرصاص بكثافة من قبل ميليشيات حاولت تفريق المتظاهرين قرب المرقد في ساحة ثورة العشرين، وسط محافظة النجف. وأعلن محافظ النجف، اليوم الأحد، عطلة رسمية في عموم المحافظة، باستثناء الدوائر الأمنية والخدمية والصحية، حداداً على أرواح قتلى المظاهرات في المدينة. كما أعلنت محافظة المثنى، تعطيل الدوام الرسمي ليومي الأحد والاثنين، حداداً على قتلى التظاهرات التي تندد بالفساد وتردي الخدمات في البلد الغني بالنفط. وناشدت شرطة النجف المتظاهرين ضبط النفس والرجوع إلى ساحة المظاهرات، وتعهدت في بيان بمحاسبة كل من تورط بقتل المتظاهرين وجرحهم وتقديمه للعدالة. وشهدت كربلاء، احتجاجات تخللها إطلاق قنابل غازية استمر حتى مطلع صباح أمس. وفي الديوانية، خرج الآلاف إلى الشوارع مبكراً للمطالبة ب «إسقاط النظام». إلى ذلك، أطلق عدد من الناشطين العراقيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوة للعصيان المدني، اليوم الأحد. ويتوقع أن تشمل دعوات العصيان تلك، محافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار وكركوك ونينوى، وهي المحافظات التي شهدت عمليات عسكرية ضد تنظيم «داعش» قبل سنتين.
مشاركة :