يوسف أبو لوز خلال مؤتمر أبوظبي الدولي السابع للترجمة الذي نظّمته دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي الثلاثاء الماضي تحت شعار «كلمة إلى العالم» قال عبدالله ماجد آل علي المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بالإنابة في الدائرة إن مشروع «كلمة» للترجمة في أبوظبي أضاف خمس لغات عالمية جديدة إلى قائمة ترجماته، وهي، بحسب آل علي: الكورية، الأوكرانية، الفنلندية، البولندية، والهندية، وبذلك، يصبح إجمالي اللغات التي تقع في حقل الترجمة في مشروع «كلمة» ثماني عشرة لغة عالمية، من المؤكد بينها لغات مركزية في العالم مثل: الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الرّوسية، الصينية، واليابانية، وغيرها من لغات ثقافات وحضارات العالم من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه.تطل الإمارات برؤيتها الثقافية المعاصرة والحديثة على جهات العالم من خلال لغاته، واللغة ليست حاملاً للأبجديات واللسانيات فقط، بل، تحمل اللغة أيضاً الإيقاع النفسي، بل والجسدي للناطق بها، واللغة أيضاً حاملة للأفكار والمفاهيم والمصطلحات، وتصبح لغة حيّة واحدة في العالم لغة مشتركة لمعمّري وساكني الكرة الأرضية برمّتها عندما تحمل القيم والأخلاقيات النبيلة مثل التسامح، والتعايش المدني المتبادل، واحترام الآخر وقبوله وقبول فكره وثقافته إذا كانت ثقافة الخير والسلام والجمال.في المشروع الترجماني الكبير في الإمارات، وتحديداً، في العشرين عاماً الماضية أخذ واضعو سياسة الترجمة في البلاد على عاتقهم إبراز القيم السامية التي تدعو إليها الإمارات: المحبة، المرونة، العدالة، السلام، وغيرها من مفاهيم وقيم تمجّد الإنسان وتحترم عقله وروحه، وتتيح له التفكير والإبداع في بيئة حضارية نظيفة.هذه القيم والأخلاقيات والأمثولات النقيّة نجدها في العناوين التي توجّهت إليها بوصلة الترجمة في الإمارات سواء في مشروع «كلمة» أو في النهج الترجماني الأدبي الثقافي في دبي، أو في مبادرات الترجمة الحيوية في مشروع الشارقة الثقافي.في العشرين عاماً الماضية، وقبل ذلك بسنوات قليلة، وقفنا عبر لغتنا الأم العربية على آداب وفنون وأساطير وفلسفات وأفكار وسرديات وحكايات، بل وقفنا أيضاً على جغرافيات وتواريخ وعلوم وموسيقات من كل جهات العالم، بما يتماهى تماماً مع طبيعة العيش والحياة في الإمارات التي تلتقي على أرضها الآمنة حوالي مئتي جنسية، اقتربت بالضرورة، من ثقافة اللغة العربية وتاريخها، واقتربت أيضاً هذه الجنسيات التعايشية التعددية من روح المكان الإماراتي ومذاقه اللغوي والاجتماعي والثقافي.لقد وفدت ثقافات العالم إلى الإمارات وأقامت فيها من خلال جسرين، الجسر الأول هو جسر العمل والاستقرار من خلال إجراءات السفر والهجرة والإقامة، والجسر الثاني هو جسر الترجمة، وإذا كان الجسر الأول له صلة بما هو فردي، وخيار الإنسان الفرد في اختيار المكان الذي يحب، فإن الجسر الثاني، جسر الترجمة الثقافي، هو جسر عالمي له معنى إنساني حضاري مدني، وسوف نجد تمثّلات هذا المعنى الكبير هنا في الإمارات. yabolouz@gmail.com
مشاركة :