غزة 29 نوفمبر 2019 (شينخوا) قتل فتى فلسطيني وأصيب خمسة آخرون بجروح اليوم (الجمعة) برصاص الجيش الإسرائيلي على أطراف جنوب قطاع غزة على الرغم من إرجاء مسيرات العودة الأسبوعية. وأعلنت وزارة الصحة في غزة في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، أن الفتى فهد الأسطل (16 عاما) قتل برصاص الجيش الإسرائيلي شرق خان يونس جنوب القطاع. وأوضحت الوزارة أن الأسطل أصيب بعيار ناري في البطن، ما أدى إلى وفاته بعد وقت قصير من نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، فيما أصيب خمسة متظاهرين آخرين بجروح مختلفة. من جهته، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في بيان إن عشرات الفلسطينيين حاولوا الاقتراب من السياج الفاصل جنوب قطاع غزة لتخريبه. وتابع أدرعي أنه تم رصد محاولات لإلقاء عبوات ناسفة من قبل المتظاهرين باتجاه قوات الجيش "التي ردت باستخدام وسائل لتفريقهم ونيران من نوع (روغر)". وقبل ذلك أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الفلسطيني رائد السرساوي، (30 عاما) توفى متأثرا بجروحه أصيب بها في 13 من الشهر الجاري خلال جولة التصعيد الأخيرة مع إسرائيل في القطاع. بدورها، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في بيان على موقعها الالكتروني أن السرساوي هو أحد عناصرها في "لواء غزة". وبمقتل السرساوي ارتفع إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين في جولة التوتر الأخيرة، التي شهدها قطاع غزة يومي 13 و14 من الشهر الجاري بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، قبل تدخل مصر والأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار إلى 36. ويأتي سقوط قتيل وجرحى من الفلسطينيين اليوم رغم إعلان هيئة مسيرات العودة في غزة إرجاء الاحتجاجات الأسبوعية المقررة اليوم للأسبوع الثالث على التوالي بسبب "تهديدات" إسرائيلية باستهداف المتظاهرين بعد فشل بنيامين نتنياهو، في تشكيل حكومة برئاسته. وقالت الهيئة العليا لمسيرات العودة المشكلة من فصائل وجهات أهلية وحقوقية في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه اليوم، إن نتنياهو "يسعى لتصدير أزمته الداخلية إلى قطاع غزة كي يوغل في دماء الأبرياء من المشاركين في مسيرات العودة، خاصة بعد فشله في تشكيل حكومة برئاسته تحميه من الملاحقة القضائية". وأضافت الهيئة أنه "حرصا على تفويت هذه الفرصة على العدو وعلى تحالف اليمين المتطرف وجيشه المجرم، تقرر تأجيل مسيرات العودة التي كانت مقررة اليوم". وأكدت أن القرار المذكور "غير مرتبط بأية تفاهمات هنا أو هناك، فبوصلتنا ومسؤوليتنا الوطنية ستظل شاخصة باتجاه التمسك بثوابت شعبنا وحقه في المقاومة، وفي الحفاظ على دماء أبناء شعبنا أيضاً من أي محاولات غدر إسرائيلية". وأوضحت أن "أن كل القرارات المسؤولة التي تتخذها في ظل تلك اللحظة الخطيرة وارتباطاً بتربص العدوان بشعبنا، هي قرارات نابعة من أهمية إفشال أهداف ومحاولات الاحتلال الخبيثة للاستفراد بشعبنا في سياق التوظيف السياسي". وشددت الهيئة على أن "مسيرات العودة مستمرة ومتواصلة بطابعها الشعبي السلمي". ويعد تأجيل مسيرات العودة على أطراف قطاع غزة قرب السياج الفاصل مع إسرائيل للأسبوع الثالث على التوالي سابقة منذ انطلاق مسيرات العودة في نهاية مارس 2018. وانطلقت مسيرات العودة في 30 مارس 2018 للمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 وللتأكيد على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين. وبحسب وزارة الصحة في غزة، قتل 313 فلسطينيا، بينهم 61 طفلا و12 أنثى، في حين بلغ عدد الجرحى أكثر من 34 ألف منهم أكثر من 18 ألف تلقوا العلاج في المستشفيات منذ بدء المسيرات. وتتوسط مصر والأمم المتحدة إلى جانب قطر منذ أكثر من عام في تفاهمات سعيا لإدخال تسهيلات إنسانية في قطاع غزة ومنع مواجهة مفتوحة جديدة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل. وفي السياق، ذكرت صحيفة (يديعوت احرونوت) العبرية أمس أن الجيش الإسرائيلي يسعى إلى التوصل إلى تسوية مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. ونقلت الصحيفة، بحسب الإذاعة الإسرائيلية العامة، عن مصادر عسكرية في الجيش أن وزير الدفاع نفتالي بينيت، أبدى خلال المداولات الأخيرة دعمه لمنح سكان قطاع غزة تسهيلات اقتصادية بشرطين: أولهما ألا تكون الأموال مصدرها إسرائيل، وثانيهما تعزيز قوة الردع بالرد على أي "اعتداء" ينطلق من القطاع. وقبل ذلك، ذكرت صحيفة (هآرتس) العبرية أن هيئة الأركان العامة للجيش تؤيد منح تسهيلات واسعة النطاق لقطاع غزة مقابل ضمان الهدوء. وبحسب الصحيفة، فإن جهاز الأمن العام (الشاباك) يبدي بعض التحفظات، إذ أن الخلاف الرئيسي يتمحور حول السماح لآلاف العمال الآخرين من القطاع بالعمل داخل إسرائيل. ومنذ يومين، يتم توزيع منحة مالية شهرية جديدة مقدمة من قطر بواقع 100 دولار أمريكي على 70 ألف أسرة فقيرة في غزة، بموجب تفاهمات سابقة لتعزيز وقف إطلاق النار مع إسرائيل. ورأى الكاتب والمحلل السياسي من غزة عدنان ابو عامر، أنه "يمكن اعتبار التسهيلات الإسرائيلية تجاه غزة إغراء لحماس للاستمرار بضبط النفس وعدم القيام بأي تصعيد مقبل". لكن ابو عامر أبرز في تعقيب نشره على صحفته في (فيسبوك) أن تفادي التصعيد في غزة قد لا يتحقّق لسببين: الأول استمرار التهديدات المتبادلة بين حماس وإسرائيل واقتناع الحركة بأن إسرائيل تتجهّز للانقضاض عليها. أما السبب الثاني هو ما تعيشه إسرائيل من أزمة سياسية مستفحلة سيجعل الحكومة القائمة عاجزة عن تنفيذ تسهيلات جوهرية تجاه غزة، لكن ذلك لا يمنع حصول تطور غير محسوب إن شعر الفلسطينيون بالمماطلة في تنفيذ وعود تقديم تسهيلات دون رفع جذري للحصار القائم، بحسب ابو عامر. وكان الطيران الحربي الإسرائيلي شن ليلة الثلاثاء/ الأربعاء الماضيين غارات على مواقع عسكرية تتبع لكتائب القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، ما خلف أضرارا مادية دون وقوع إصابات. وجاءت الغارات بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق صاروخين محليي الصنع من غزة باتجاه البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع دون وقوع إصابات. وفي حينه هدد نتنياهو بالرد "بحزم وقوة على أي هجوم ضد إسرائيل، ومواصلة الحفاظ على أمنها على جميع الجبهات".
مشاركة :