دمشق 30 نوفمبر 2019 (شينخوا) تزداد المصاعب الاقتصادية في سوريا مع الارتفاع الشديد في أسعار المواد الغذائية حيث وصلت الليرة السورية إلى أدنى مستوى لها مقابل الدولار الأمريكي في السوق السوداء منذ بداية الأزمة منذ أكثر من ثماني سنوات مضت . ووصل سعر بيع الدولار الواحد أمام الليرة السورية الآن في السوق السوداء إلى 800 ليرة سورية ، وهو أدنى سعر صرف في السوق السوداء منذ بداية الحرب السورية وسط ارتفاع الطلب وانخفاض إمدادات الدولار ، وهذا الانخفاض أثر سلبا على حياة المواطنين السوريين . ولمواجهة هذا الوضع ، أمر الرئيس السوري بشار الأسد مؤخرا بزيادة الرواتب التي تصل إلى 50 في المائة من متوسط الأجر لموظفي الدولة الذين هم في الخدمة وكذلك للمتقاعدين. ومع ذلك، فإن الزيادة بعيدة عن تلبية مطالب الأسرة السورية المتوسطة نتيجة لارتفاع الأسعار والانخفاض الحاد في قيمة الليرة السورية. وللحد من ارتفاع الأسعار الجنوني بدأت وزارة التموين والتجارة الداخلية السورية في إرسال دوريات مكثفة إلى الأسواق في العاصمة دمشق ومعظم المحافظات السورية لمراقبة أسعار المواد الغذائية وإصدار عقوبات على أصحاب المتاجر الذين لا يلتزمون بالأسعار التي تحددها الوزارة. كما أطلقت خط ساخن على مدار 24 ساعة لتلقي شكاوى المواطنين من المتاجر التي تبيع بأسعار مرتفعة. وقد أمرت السلطات المختصة بإغلاق العديد من المتاجر لانتهاكها النطاق السعري ، بينما صدرت غرامات أخرى لبيع المنتجات مقابل سعر صرف الدولار الأمريكي في السوق . وإلى ذلك قام بعض التجار الآخرون بإغلاق متاجرهم عن طيب خاطر بسبب الفوضى في أسعار الصرف وأسعار الدولار، لقد ارتفعت الأسعار بالفعل عشرة أضعاف منذ بداية الحرب السورية إلى الان . وبالتزامن مع شرارة ارتفاع الأسعار في الآونة الأخيرة وانخفاض قيمة الليرة السورية ، فإن معظم منشورات السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي تدور حول ارتفاع الأسعار ، وبات حديث الشارع . معظمهم ينشرون تعليقات حول سعر الليرة السورية مقابل الدولار ويتساءلون إلى أين يسير الوضع. ويأتي الوضع المتدهور أيضا مع بدء الطقس البارد في سوريا، وسيتعين على الناس قريبا التعامل مع مشكلة أخرى ، وهي تأمين وقود التدفئة للسخانات وغاز الطهي. ويعتقد المراقبون أن انخفاض قيمة الليرة السورية ناتج عموما عن تشديد العقوبات الغربية على البلاد ، لكن الارتفاع غير المسبوق الذي حدث مؤخرًا ناجم عن الوضع في لبنان المجاور. "العقوبات الغربية تؤثر على جميع السوريين" قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع مجلة باريس ماتش الفرنسية الصادرة يوم الخميس الماضي إن العقوبات الغربية أثرت على السوريين، مشيرا إلى أنه "على الرغم من ذلك، نمت بعض الصناعات بشكل أكبر ، وليس العكس مثل صناعة الأدوية". وأشار إلى أن الاستثمارات الأجنبية في سوريا تعوقها العقوبات الغربية. وقال "في الآونة الأخيرة ، في الأشهر الستة الماضية، بدأت بعض الشركات في الاستثمار في سوريا و بالطبع، لا يزال الاستثمار الأجنبي بطيئا في هذه الظروف ، ولكن هناك طرقًا للتحايل على العقوبات، وقد بدأنا في التعامل مع هذه الشركات، مشيرا إلى أن الشركات ستأتي قريبا للاستثمار. وقال "لكن هذا لا يعني أن عملية الاستثمار وإعادة الإعمار ستكون سريعة، فأنا واقعي حيال ذلك"، مضيفًا أن الأمر سيستغرق سنوات لإعادة بناء البلد والاقتصاد. وأضاف "هذا يعتمد على عدد السنوات التي سيستمر فيها الحظر، والأساليب التي سيستخدمها، هذا يعتمد أيضا على عودة السوريين من بلدان أخرى ، الأمر الذي بدأوه يفعلون ذلك بالتدريج ... لكن بالطبع ، ستكون هذه العملية مستمرة لسنوات. " "الاضطرابات في لبنان أثرت سلبا على الاقتصاد السوري" وطوال الحرب السورية ، تم إغلاق جميع المعابر الحدودية السورية مثل المعابر مع تركيا والأردن. وكانت المعابر الحدودية مع لبنان هي بمثابة الرئة التي تتنفس منها سوريا ونافذتها إلى العالم. وتتم معظم تحركات سفر السوريين عبر مطار رفيق الحريري الدولي في لبنان ، حيث تم إيقاف معظم الرحلات الجوية إلى دمشق، وأيضا العديد من البضائع المستوردة كانت تصل إلى سوريا عبر لبنان. لكن بما أن لبنان يعيش الآن ثورة مستمرة منذ أكثر من شهر ، فإن الانعكاس السلبي لمثل هذا الموقف أصبح الآن جليا في سوريا. وقال ماهر إحسان ، وهو خبير سوري ، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الوضع المتدهور في لبنان أثر بشكل كبير على سوريا لأن غالبية رجال الأعمال السوريين لديهم حسابات في البنوك اللبنانية./ نهاية الخبر/
مشاركة :