مزج الخضراوات والفاكهة يحميك من سرطان القولون والمستقيم

  • 12/1/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

خلُصت دراسة جديدة إلى أن ”الفلافونيد“ وهي مجموعة مركبات عضوية قابلة للانحلال في الماء، ومتوافرة بكثرة في العديد من الخضراوات والفاكهة قد تمنع نمو الخلايا السرطانية إذا تم تناولها بطرق معينة. ويشكل القولون والمستقيم جزءًا من الأمعاء الغليظة، وتحدث المرحلة الأخيرة من الهضم في القولون، بمساعدة مجموعة من بكتيريا الأمعاء، ثم تمر الفضلات المتبقية عبر المستقيم لتخرج من فتحة الشرج. ويعد سرطان القولون والمستقيم من الأمراض الشائعة، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية التي تحتل المركز الرابع في الإصابة بالمرض، والسبب الرابع للوفاة هناك. وأجريت الدراسة من قبل فريق الباحثين في جامعة ساوث داكوتا في بروكينغز بالولايات المتحدة الأمريكية، وعملت في بدايتها على دراسة تأثير الأسبرين (حمض الصفصاف) أو السالسيك، ودوره بتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وتشير الدراسة إلى الآلية الجزيئية الناتجة عن هضم ”الفلافونيد“، وكيف تمنع نمو الخلايا السرطانية. ووجدوا أن حمض السالسيك أو الصفصاف المشتق واسمه العلمي ”ثلاثي هيدروكسي بنزوويك“، وهو نوع من حمض الفينول، قادر على إبطاء نمو الخلايا السرطانية، الأمر الذي أخذ مسار الدراسة إلى منحى جديد، فتقرر البحث عن مركب طبيعي ينتج عن هضم ”الفلافونيد“. وبحسب ما نشرته صحيفة ”ميديكال نيو ستادي“، تتفتت ”الفلافونيد“ بمجرد دخولها الأمعاء، بفعل تفاعلها مع بكتيريا الأمعاء التي تقلص حجمها في عملية الأيض بمجرد مرورها إلى القولون، لذلك تحتوي ”الفلافونيد“ على مواد مضادة للسرطان بفضل خصائصها الأيضية التي تتميز بها وحدها دون غيرها. ويقول مؤلف الدراسة جاياراما غوناجي:“وجدنا أن الفلافونيد تقلل من سرطان القولون والمستقيم؛ نظرًا لإسهامها بتسهيل الهضم بسبب مركباتها الفعالة مقارنة بالمكونات الأساسية الأخرى، وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تختبر دور حمض السالسيك، كمكون ناتج عن تفتت الفلافونيد في الأمعاء، في الوقاية من سرطان القولون أو المستقيم“. وتبيَّن للباحثين أن حمض السالسيك يرتبط بثلاثة إنزيمات تساعد الخلايا على الانقسام، ولكن يبقى السؤال المهم، وهو: هل تساعد بالقدر الكافي على منع السرطان؟، وجاءت الإجابة غير شافية بعد اختبار تأثيره على خلايا سرطان القولون. ويضيف غوناجي:“لذلك، كانت هناك حاجة ماسة إلى ناقل للبروتين، وهو ما عكفت دراسات سابقة على العثور عليه، وأُجريت الاختبارات اللازمة على حمض السالسيك، وتبين عدم قدرته وحده على الدخول للخلايا، ولا بد أن يدخل بمساعدة بروتين ناقل يسمى SLC5A8، ورغم هذه النتائج يمكن للخلايا السرطانية تعطيل البروتين الناقل بسبب التغيرات الجينية، التي تسمح للخلايا السرطانية بالتكاثر. وتابع غوناجي:“مع البحث والتدقيق، أظهرت اختبارات أخرى أن السالسيك والبروتين الناقل المشار إليه سابقًا، لا يمنعان الخلايا السرطانية من العبور للجسم، ما يعني أن السالسيك بحاجة إلى ناقل آخر يمنع نمو الخلايا السرطانية، وكانت الضالة المنشودة في مستقلب الفلافونيد“. ويوضح أن“مستقلب الفلافونيد له طريقتان للمساعدة في الوقاية من السرطان، الأولى في إبطاء معدل انقسام الخلايا، ويعطي حمض السالسيك الخلايا المناعية فرصة لتحديد الخلايا السرطانية وتدميرها، أما الطريقة الثانية فإنه يساعد على الوقاية من السرطان بإبطاء عملية انقسام الخلايا، ويمنح الخلايا الوقت الكافي لاصلاح أي أضرار في حمضها النووي، والتي تزيد من خطر نمو الخلايا وخروجها عن السيطرة ومن ثم تظهر الأورام“. وتوجد ”الفلافونيد“ بكثرة في: البصل، والكرنب، والفاصوليا الخضراء، والبروكلي، والكرفس، والعنب، والبرقوق، والليمون، والبرتقال، واليوسفي، والغريب فروت، والشاي الأخضر، والخس، وعصير الطماطم، والفلفل الأحمر، والفلفل الحلو، والفراولة، والفول، والتفاح، وفول الصويا، والجوز، والكركم، وإذا ما تم مزجها معًا سيساعد ذلك كثيرًا على منع الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، بحسب ما توصلت إليه هذه الدراسة.

مشاركة :