مصدر الصورةHAIDAR HAMDANI في الساعات القليلة الماضية، انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع مصور، لمتظاهر شاب مضرج بدمائه، بعد أن فارق الحياة نتيجة لإصابة قوية في الرأس. لم تعرف هوية الشاب بعد، لكن تعليقات المغردين أشارت إلى أنه واحد من بين عشرات المتظاهرين الذين قتلوا في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار. وتعتذر بي بي سي عن نشر الفيديو، نظرا للمشاهد الصادمة. وعندما كان المسعفون يبحثون في جيوبه عما يثبت هويته، رن هاتفه وإذا بالمتصل والدته. ساد الصمت بين المتظاهرين المحطين بجثة القتيل، فلم يعرفوا كيف يتعاملون مع الموقف. وبعد دقائق كسر الصمت وتعالت الأصوات المطالبة بعدم الرد على الهاتف. تتواصل المشاهد المأساوية بالعراق منذ اندلاع الاحتجاجات في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إذ تضج وسوم مثل #الناصرية_تنزف و#العراق_ينتفض بمشاهد مشابهة. قد يصادف المتصفح لتسلسل الأحداث في العراق صور شبان وشابات يرفعون لافتات دونت عليها رسائل للقناصين الذين يقول متظاهرون إنهم سبب سقوط هذا العدد الهائل من القتلى في الاحتجاجات الأخيرة. وتظهر هذه الصورة شابا يحمل لافتة كتب عليها "لا تقتلني أمي بانتظاري". ووثق فيديو آخر صرخة أب مكلوم يمشي في جنازة ابنه الذي قتل خلال مظاهرات الناصرية في حين يظهر مقطع آخر امرأة وهي تقود تظاهرة بعد مقتل ولدها، وهي تهتف مفتخرة بولدها: "عفية ابني اللي ما هبط رأسي". واختزن وسم #أنا_الشهيد_القادم على قصص توثق ما يحدث في ساحات الاعتصام وتؤكد على صمود المتظاهرين العراقيين وإصرارهم على تحدي الرصاص حتى تتحقق مطالبهم. وبمناسبة "يوم الشهيد"،أقام آلاف العراقيين في عدة محافظات سرادق عزاء وأعلنوا الحداد تضامنا مع ضحايا محافظتي ذي قار والنجف. وفي الأول ديسمبر /كانون الأول من كل عام يحيي العراقيون "يوم الشهيد" تخليدا لذكرى قتلى الحرب العراقية الإيرانية. وجاء "يوم الشهيد" هذا العام مختلفا إذ قتل أكثر من 40 متظاهرا خلال يومين فقط في محافظة ذي قار. وارتفعت حصيلة ضحايا شهرين من الاحتجاجات الشعبية ضد الفساد وتردي الخدمات العامة إلى أكثر من 400 قتيل. وكانت السلطة القضائية العراقية أمرت بالقبض على القائد العسكري الفريق، جميل الشمري، في إطار التحقيق في قضية قتل المتظاهرين بمدينة الناصرية بمحافظة ذي قار، جنوبي البلاد. وأفادت وسائل إعلام عراقية بأن ضابطا حكم عليه بالإعدام بعد إدانته بقتل المتظاهرين في محافظة واسط. وصدق البرلمان في اجتماعه الأحد على استقالة عبد المهدي التي أعلنها الجمعة تحت ضغط الأحداث الدامية الأخيرة، واستجابة لدعوة المرجع الشيعي، علي السيستاني. واعتبر نشطاء وسياسيون عراقيون وعرب استقالة عبد المهدي بأنها "غير كافية"، وطالبوا بالاستجابة لكل مطالب المتظاهرين.
مشاركة :