بعد اعتداء قائمة المستقبل الطلابي على صناديق الاقتراع وانتهاك الممارسة الديموقراطية في انتخابات الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الولايات المتحدة الأميركية، قال سفير الكويت في واشنطن الشيخ سالم العبدالله في كلمات ملؤها الحرقة والأسى «لن نسمح لمجموعة من المشاغبين مهما كانت انتماءاتهم ان تخطف صوت جسمنا الطلابي، فقد حضرت 17 مؤتمرا طلابيا لم أشهد فيها ما رأيته من عدم الأخلاق».وجاء رد فعل السفير، بعد أن خرجت انتخابات الاتحاد الوطني لطلبة الكويت في أميركا عن مسارها، وتحولت الى ساحة صراع، ما أدى إلى وقفها وتأجيلها، ووثقت جمعية نزاهة التي اشرفت على الاقتراع الطلابي، مخالفات جسيمة شابت العملية الانتخابية للهيئة الإدارية لاتحاد طلبة الكويت بأميركا و«وجدنا انحيازاً من الهيئة التنفيذية لـ(المخربين)، مطالبين وزارة التعليم العالي بتحمل مسؤوليتها» كما جاء في بيانها.وبنبرة غاضبة، قال السفير الصباح موجها حديثه للطلبة، على هامش حضوره المؤتمر الـ36 للاتحاد المنعقد في مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا «حضرت 17 مؤتمرا طلابيا، ولم أشهد فيها ما شهدته من عدم الأخلاق»، معبرا عن أسفه مما حصل خلال فعاليات مؤتمر اتحاد الطلبة والانتخابات الطلابية. ووجه كلمات قاسية للطلبة المشاغبين نتيجة التصرفات التي شهدتها الانتخابات. وعبر عن أسفه ازاء الأحداث السلبية التي شابت العملية الانتخابية، مبينا أن الأحداث التي وقعت أفضت الى خلق حالة من التوتر لم تشهدها المؤتمرات السنوية لاتحاد الطلبة الكويتي في الولايات المتحدة على مدى سنوات طوال من الممارسة الديموقراطية بكل شفافية ونظام.وأعرب عن رفضه لهذه الممارسات غير المسؤولة والتي لا تمت بصلة لتاريخ الاتحاد الوطني لطلبة الكويت في الولايات المتحدة الأميركية، والتي حرمت الطلبة من المشاركة في العملية الديموقراطية، لاختيار هيئة ادارية جديدة للاتحاد، مؤكدا أهمية الالتزام بالقوانين واللوائح المنظمة للعملية الانتخابية، معربا عن تمنياته للطلبة بدوام التوفيق والسداد. وأشار الى «انني لن اسمح لمجموعة من المشاغبين مهما كانت انتماءاتهم (لايهمني هذا) لن نسمح لها ان تخطف صوت جسمنا الطلابي، واجعلوا تصويتكم من الجانبين وانا ألوم الجانبين، (فالكل يلام) وهذا امر يجب ألا يحصل، ولكنه حصل للاسف، وبكل أسف سأغادر الليلة وأنا أحمل كثيرا من مشاعر الاسى والاستياء نتيجة ما شاهدناه خلال اليومين الماضيين، ونتيجة قيام مجموعة مشاغبة بإفساد الممارسة الديموقراطية التي حافظ عليها زملاؤكم على مدى عقود من الزمن، وانا حضرت منهم 17 مؤتمرا لم اشهد تدنيا للمستوى الذي وصلنا له اليوم، فأمام عيني رأيت شبابا يمسكون عصياً على بعض في الممرات، وكأننا في مزرعة، فعلينا جميعا رفض تلك الممارسات السيئة التي لا تمت بصلة لتاريخ الاتحاد وتاريخ الكويت».إلى ذلك، وفي الفندق الذي شهد عملية الاقتراع، شهدت الساعة الأخيرة منها تدافع اعداد كبير من الطلبة الدارسين، المنتمين لقائمة «المستقبل الطلابي» وقاموا بتمزيق الاوراق وتحطيم صناديق الاقتراع ونشر الفوضى، بعد ان تيقنوا من خسارتهم وفوز قائمة الوحدة الطلابية في انتخابات الهيئة الادارية لاتحاد طلبة أميركا.وقال رئيس الهيئة الادارية لاتحاد أميركا «نأسف لما آلت اليه الأمور في لجان الاقتراع من اقتحام بعض مناديب القوائم وسرقة الكشوف الانتخابية، كما نستنكر هذه الافعال التي تقوم بتخريب العرس الديموقراطي الذي يجمع كل الطلبة لاختيارهم ممثلهم الشرعي، ونثق تماما بأنه سيتم اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لكل من تعرض لسلامة طلاب وطالبات أميركا».من جهته، قال رئيس المكتب الثقافي في لوس انجلوس الدكتور محمد الرشيدي إنه «رغم الاحداث المؤسفة التي شهدتها انتخابات الاتحاد الطلابي والتي أساءت لنا جميعا، نعلم ان هناك شبابا مخلصا أوجه لهم شكري لتفانيهم في العمل لخدمة طلبتنا».بدورها، أصدرت جمعية النزاهة الوطنية بياناً ذكرت فيه أنه بناء على دعوة الهيئة الإدارية للاتحاد الوطني لطلبة الكويت شاركت جمعية النزاهة الوطنية الكويتية في مراقبة انتخابات الاتحاد فرع الولايات المتحدة الأميركية، وتم تسجيل مخالفات جسيمة في إدارة الانتخابات ارتكبتها الهيئة التنفيذية للاتحاد الوطني لطلبة الكويت والمندوبون المعتمدون لقائمة المستقبل الطلابي، وبينت أن الممارسات غير الحضارية والمخالفات الجسيمة لقائمة المستقبل الطلابي، والقرار غير العادل وغير القانوني للهيئة التنفيذية يدعونا، بصفتنا جمعية معنية بالنزاهة شاركت بمراقبة الانتخابات إلى تقرير الآتي: إن الممارسات التخريبية والأجواء المشحونة تسببت في تشويه صورة الطلبة الكويتيين في الخارج، ويتطلب من وزارة التعليم العالي تحمل مسؤولياتها للتدخل. وإن قرار إلغاء الانتخابات باطل لصدروه بشكل ارتجالي من عضو في الهيئة التنفيذية، ولم يصدر من اجتماع رسمي للهيئة التنفيذية بنصاب قانوني. وإن قرار الهيئة التنفيذية بإلغاء الانتخابات يمثل نجاحاً للأعمال التخريبية لقائمة المستقبل الطلابي، وفي نفس الوقت يمثل فشلا ذريعا للهيئة التنفيذية في إدارة الانتخابات». وأضافت أن «قرار الهيئة التنفيذية بتعيين هيئة إدارية تتولى إدارة شؤون اتحاد الطلبة فرع أميركا يمثل اعتداء صارخا على إرادة طلبة الكويت في الولايات المتحدة. وإن الوقائع تكشف الخلل الكبير الناتج من اسناد الاشراف على اتحادات طلبة الكويت في الخارج الى جهة غير مشهرة خارجة عن القانون الكويتي، ممثلة بالهيئة التنفيذية للاتحاد، وغير خاضعة لإشراف أو رقابة أي من الجهات الرقابية أو وزارت الدولة في الكويت. وإن تخريب الانتخابات وإلغاءها تسببا بأضرار كبيرة للطلبة وأولياء أمورهم الذين تكبدوا مشقة السفر، كما هو هدر للأموال التي صرفها الطلبة وصرفتها وزارة التعليم العالي لضمان نجاح انتخابات الاتحاد».وطالبت الجمعية وزارة التعليم العالي بتشكيل لجنة تتولى إدارة نشاط طلبة الكويت في الولايات المتحدة الأميركية، لحين عقد انتخابات نزيهة وعادلة تحت إشرافها، كما طالبت الوزارة بالقيام بمسؤولياتها لإصلاح أوضاع الاتحادات الطلابية في الخارج، وإصدار لوائح تنظمها بقرارات وزارية لتكون تحت مظلة واشراف الوزارة. ماضي الخميس: تذكّروا أنكم «راح تتحسفون» على ما جرى ... بعد 10 سنوات في كلمة مؤثرة، دعا الأمين العام للملتقى الاعلامي العربي ماضي الخميس، الطلبة إلى المحافظة على سمعة الكويت، طالبا منهم أن يختلفوا ويتناظروا في ما بينهم، ولكن ألا ينسوا أنهم يمثلون الكويت.وقال الخميس، في كلمة له على هامش تكريمه خلال المؤتمر، «نحن عشنا معكم ثلاثة أيام ورأينا حجم التفاني والابداع، وتذكروا أنكم جميعاً، سواء اتفقتم أو اختلفتم، تمثلون الكويت، فلا تسيئوا لها، فأنتم سفراء الكويت في الخارج، اختلفوا مع بعضكم واعملوا مناظرات وانتخابات، ولكن تذكروا أنكم بعد عشر سنوات راح تتحسفون على ما جرى اليوم». وأضاف الخميس «رأيت السفير الشيخ سالم العبدالله خرج غاضبا، وانزعجت لأنه انسحب من المؤتمر، وكلنا نأسف على خروجه، فهو والد الجميع هنا، ولم يكن بودنا ان نصل الى هذه المرحلة، ولا ان تحدث مثل هذه الامور لأنها تسيء لكم ولنا ولاسم الكويت أمام الناس، فاليوم انتم يد واحدة ونتمنى لكم التوفيق». المخالفات المُسجلة من جمعية النزاهة -1 تأخير بدء الانتخابات عن موعدها لثلاث ساعات متواصلة بحجة انتظار اعتماد قائمة المستقبل الطلابي لكشف الناخبين، وهو مخالف لقانون الاتحاد ولائحة انتخابات الفروع، حيث لا يتطلب اعتماد أي من القوائم للكشوف، مع حق القائمة الطلابية تسجيل ملاحظاتها ان وجدت في محضر لجنة الاقتراع. -2 قیام مندوبي قائمة المستقبل الطلابي بلجنة مواليد 1999 ولجان أخرى، بتمزيق الكشوف الرسمية المعمول فيها لسير الانتخابات، مما تسبب في ارباك التصويت، كما قام عدد من مندوبي نفس القائمة باقتحام قاعات الاقتراع وتمزين أوراق الاقتراع وتعرض بعض الصناديق لأضرار. -3 قامت الهيئة التنفيذية بمصادرة الصناديق، دون اتخاذ الإجراءات الضرورية لتحقيق النزاهة في التعامل معها، حيث ان هذا الاجراء يتطلب مشاركة ممثل واحد على الأقل من كل قائمة، والاتفاق على إيداع الصناديق في مكان محايد بطريقة تضمن عدم العبث بها. -4 أعلنت الهيئة التنفيذية إلغاء الانتخابات، وأعطت لنفسها حق تعيين هيئة إدارية تدير الاتحاد. -5 وجود أجواء مشحونة وتخريبية، وهتافات غير حضارية تشوّه صورة طلبة الكويت في الخارج.
مشاركة :