أزمة نفسية حادة، لم يستطع نادر محمد جميل، الطالب بكلية الهندسة جامعة حلوان، تجاوزها، والخروج منها، بسبب ضغوطات الدراسة والحياة، فعقد النية على إنهاء الصراعات التي تدور بداخله، والتخلص من حياته، ليذهب وحيدًا، إلى برج القاهرة، ويلقى بنفسه من الأعلى، وسط ذهول جميع من حوله.الجميع وقف يشاهد طالب الهندسة في صمت تام، وهو يستلق السور الحديدي، للبرج، ويلقي بنفسه بكل ثبات، لم يحاول أحد منعه أو إنقاذه، لينهي حياته بطريقة مأساوية، أخذا جميع أسراره معه إلى عالم الأخرة.الأمور تزداد غموضا؛ فرسائل على تطبيق "صراحة"، استقبلها أحد أساتذة، كلية الهندسة، قبل أيام قليلة، من انتحار الطالب نادر محمد جميل، من أعلى برج القاهرة، وجاء نصها: "أنا طالب في إحدى كليات الهندسة، قررت بعد خمس سنين دراسة، في الكلية أني للأسف انتحر، الدنيا دي كوميدية أوي، إمبارح كنت بتريق على اللي بينتحروا وعمري ما تخيلت أني هاجي في يوم أبقى مكانهم، مش بكلمك عشان تراجعني في قراري، ومش هقبل خالص أنك تكلمني، أنا خلاص فكرت في الموضوع بقالي شهور، أنا بكلمك عشان توصل للناس إن اللي مش قد الكلية دي ميدخلهاش، الكلية دي خدت مني كل حاجة بالمعني الحرفي، خدت مني روحي ونفسي وإيماني وعقلي وكل حاجة، أرجو الرحمة يا رب".ونشر أستاذ الجامعة الرسائل والتأكيد على أنها من الطالب "نادر"، نظرًا لفارق التوقيت القريب بين استقبال الرسائل على تطبيق صراحة على فيسبوك، وبين انتحاره، والتي تكشف عن مروره بأزمة نفسية صعبة بسبب دراسته، ولم يستطع تحملها.واستمعت نيابة قصر النيل، لأقوال أسرة طالب الهندسة المنتحر من أعلى برج القاهرة، وتبين أن الشاب كان يمر بأزمة نفسية دفعته للتخلص من حياته.وكشفت المعاينة لجثة المتوفى، عن وجود كسور في أنحاء متفرقة من جسده ونزيف داخلى أودى بحياته. كما أمرت النيابة بتفريغ الكاميرات بمحيط موقع انتحار طالب، في منتصف العقد الثاني من العمر، قام بإلقاء نفسه من أعلى برج القاهرة، بسبب مروره بأزمة نفسية، كما طلبت النيابة تحريات أجهزة الأمن لكشف أسباب وملابسات الواقعة.وكان رئيس مباحث قصر النيل، تلقى بلاغًا من العاملين ببرج القاهرة مفاده انتحار شاب بإلقاء نفسه من أعلى البرج، وبالانتقال والفحص تبين أن الجثة لخريج في كلية الهندسة يدعي نادر محمد أحمد، وتم نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى العام، وتكثف الأجهزة الأمنية من جهودها لكشف غموض الواقعة، تحرر عن ذلك المحضر اللازم وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
مشاركة :