تحتفي دولة الإمارات اليوم الاثنين بذكرى اليوم الوطني الـ 48 وسط استعدادات رسمية وشعبية كبيرة، فيما تكتسب المناسبة هذا العام أهمية خاصة لتزامنها مع «عام التسامح » الذي أعلن عنه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات. وشكلت الإمارات خلال العام 2019 نموذجاً استثنائياً في جوانب التنمية كافة من خلال ما حققته من إنجازات علمية واقتصادية واجتماعية مثلت إضافة حقيقية استطاعت خلالها السير بخطى حثيثة نحو غد أفضل لشعبها وللأمتين العربية والإسلامية. وللعام السادس على التوالي حافظت دولة الإمارات على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الرسمية قياساً على دخلها القومي.. فيما واصلت نسقها التصاعدي في تقارير التنافسية العالمية، كما واصلت مسيرة تطوير بنيتها التشريعية. وتوقع مصرف الإمارات المركزي أن يشهد الناتج المحلي الإجمالي نموا بنسبة 3.4 % خلال العام 2019، فيما أعلنت الإمارات عن مشروعات سياحية رائدة. وارتقى حضور الإمارات ليعم المنطقة عبر المساهمة في قيادة الجهود الإقليمية والعالمية لمواجهة التطرف والإرهاب، والتعامل مع التحديات المحدقة بالمنطقة وفق قراءة واضحة لماهية التحديات، وبشراكة مع الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة حول العالم. وأسهمت المواقف السياسية الحكيمة والثابتة لدولة الإمارات في تجاوز المنطقة العديد من التحديات وتعضيد القرار السيادي العربي، فيما اتسمت دبلوماسية الدولة بالتحركات النشطة على مختلف دوائرها الخليجية والعربية والدولية، وقد ساهمت تلك الجهود في تعزيز مكانة الدولة وتقوية صداقاتها على المستويات الخليجية والعربية والدولية. وانعكس نجاح الدبلوماسية الإماراتية وسياستها الداعية إلى الانفتاح على جميع دول العالم وإقامة العلاقات والشراكات الاستراتيجية على المكانة التي بات يحتلها جواز السفر الإماراتي عالمياً وعلى الحضور الإماراتي الفاعل على الساحة الدولية. وحافظت الإمارات على حضورها العالمي في مجال التسامح، وواصلت جهودها لتعزيز التعايش ومحاربة التطرف والكراهية عبر منظومة مؤسساتية تتصدرها وزارة التسامح، والعديد من المؤسسات الفكرية والدينية التي تتخذ من الإمارات مقراً لها. ودخلت الإمارات خلال العام 2019 عالم الفضاء حيث حققت الإمارات إنجازاً تاريخياً جديداً يضاف إلى سلسلة إنجازاتها في مختلف المجالات، وذلك بوصول مركبة الفضاء الروسية «سويوز إم إس 15»، والتي تحمل على متنها هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، إثر نجاح إطلاق المركبة من محطة «بايكونور» الفضائية في كازاخستان. ومع وصول أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، تكون الإمارات قد خطت خطوة مهمة على طريق تحقيق رؤية القيادة الرشيدة لمستقبل الوطن، وترجمت مجدداً بصورة عملية قدرة الإنسان الإماراتي على إحراز إنجازات نوعية، لها قيمتها وأثرها في دعم مسيرة العالم نحو غد يحمل الخير للإنسان، ويقدم له من الحلول ما يعينه على مواجهة ما يحيط به من تحديات آنية ومستقبلية. واحتلت دولة الإمارات المركز الأول عالمياً، كأكبر دولة مانحة للمساعدات إلى الشعب اليمني الشقيق لعام 2019، وفق تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» عن البلدان الممولة لخطة الاستجابة الإنسانية لليمن. برلمانياً.. واكب المجلس الوطني الاتحادي مسيرة التنمية والبناء في الدولة، مرتكزاً على برنامج التمكين السياسي الذي أطلقه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، العام 2005. تزامناً مع عام «التسامح» ووسط استعدادات رسمية وشعبية وفي الجانب الاقتصادي حافظ الاقتصاد الوطني على نموه المتوازن خلال العام 2019 على الرغم من كثرة التحديات والمتغيرات الاقتصادية عالميا، حيث اعتمد مجلس الوزراء برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الميزانية الاتحادية لعام 2020 بإجمالي 61.354 مليار درهم ومن دون عجز، وهي تُعد الأكبر منذ تأسيس الدولة، بحيث تم تخصيص 31 % منها لقطاع التنمية الاجتماعية، وتأتي الميزانية الاتحادية لعام 2020 بكل خططها وبرامجها ترجمة لتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بتوفير الحياة الكريمة للمواطنين والمقيمين في الإمارات، وصولاً لتحقيق رؤية الإمارات 2021 وأهداف مئوية الإمارات 2071، واستمرار دولة الإمارات في تحقيق تطلعاتها وطموحها وتوفير أرقى سبل العيش والرفاهية لسكانها ومواطنيها، من خلال خدمات ومبادرات نوعية وذات قيمة مضافة في مختلف القطاعات، بهدف إحداث تأثير إيجابي وحقيقي في الحياة اليومية للمواطن. كما شهدت العلاقات السعودية الإماراتية حالة من الانسجام والتناغم في جميع المواقف والرؤى، واقتصاديا صعدت المملكة العربية السعودية للمرة الأولى لمرتبة الشريك التجاري الثالث لدولة الإمارات ضمن قائمة الشركاء التجاريين العشرة الأهم، كما تربعت طوال النصف الأول من العام الجاري على المرتبة الأولى لشركاء أبوظبي التجاريين على صعيد الصادرات والواردات وإعادة التصدير، بحجم تبادل تجاري غير نفطي بلغ 107.4 مليارات درهم وبنسبة مساهمة 6.6 % من إجمالي تجارة الإمارات وذلك بنهاية العام الماضي مقارنة بمرتبة الشريك التجاري الرابع لعام 2017 حيث بلغت مساهمتها في تجارة الإمارات 4.9 %. كما أن 2018 كان عاماً استثنائياً في حركة التبادل التجاري، حيث قفزت المبادلات التجارية بنحو 35.6 % وهي نسبة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الإمارات والسعودية، كما قفزت تجارة المناطق الحرة بين البلدين لتستحوذ على 45.8 مليار درهم تشكل نسبة 42.6 % من إجمالي التبادل التجاري بين البلدين وتمثل التجارة المباشرة نحو 57.4 % بإجمالي 61.6 مليار درهم. كما تشير التقدير أن يصل حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين المملكة والإمارات خلال 2019 ما قيمته تصل إلى 120 مليار درهم محققة نمواً بنسبة تتجاوز 10 % ويدعم ذلك التقارب بين البلدين وإقامة المشروعات الاستثمارية والأرضية الخصبة والتي تعمل حكومات البلدين على تهيئتها ومن أعلى المستويات. ووفقا لأحدث تقرير أصدره مركز إحصاء أبوظبي عن التجارة السلعية الخارجية غير النفطية لأبوظبي بنهاية يونيو الماضي، فقد تبوأت السعودية مرتبة الشريك التجاري الأول لأبوظبي للمرة الأولى على مستوى الصادرات والواردات وإعادة التصدير، واحتلت السعودية مكانة الولايات المتحدة في مرتبة الشريك الأول على مستوى الواردات.
مشاركة :