زياد عبدالله يكتب سيرة بطل لم يأت بعد

  • 12/2/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

جاءت الرواية الجديدة للكاتب السوري زياد عبدالله بعنوان غريب قليلا "سيرة بطل الأبطال بحيرة الانكشاري، ومآثر أسياده العظام"، والتي تحمل أيضا تاريخ 1984 لكن للهجرة هذه المرة. في عصر جمعت فيه الأضداد، وعمّ فيه الظلم والاستبداد، يبني الروائي زياد عبدالله عملا سرديا مختلفا، يتناول فيه سيرة بطل الأبطال بحيرة الانكشاري، ومآثر أسياده العظام – (1984 هـ)، وهو تاريخ مستقبلي يجعل من الأحداث وكأنها أسطورة. رغم اتكائها المطلق على الخيال، تشرّع الرواية أبواب الواقع على مصراعيها، في مواجهة لحظتنا التاريخية الفارقة، بكل ما فيها من مآس وحروب وخراب إنساني يتهاوى ليأتي على الأرض وساكنيها، ويتعالى فيدمر سماء لا خلاص فيها، وبين الاثنتيْن، نقف على مخلّفات حروب وانتصارات وهزائم. وكما يقول الكاتب في تقديمه لروايته “إنها حكايةٌ ملؤها السير، منهم من سبق بطل الأبطال بحيرة الانكشاري، ومنهم من لحق، فشهدوا الوقائع والأخبار، واستخلصوا عظائم القصص والأحداث. منهم من ظهر وأظهر، ومنهم من غاب وغيب، والشيخ الجليل ملمع القدور وقارع الطناجر يبشر بالنبأ العظيم، يقرع الطناجر مستقدما الآتي”. ويواصل “واعلموا يا أيها القراء واسمعوا يا أيها السماع إنها حكايةٌ ليست كما الحكايات، مما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت، سردها سفينة، وبيانها شراع، تطفو على أحداث جسام، تمخر عباب حروب وهزائم وانتصارات. واعلموا أننا سنقصص عليكم أوثق القصص كما شهدناها بأم العين أو مما تناقله الرواة وأصحاب الأخبار، الحفظة والرواة، الأتقياء والأنقياء، القادة الشجعان والجبناء، والأتباع، والأعداء، والأعزة، والصاغرون، والمظلومون، والثائرون، والصاعدون، والمتردون”. القارئ لهذه الرواية المختلفة في أسلوبها يمضي في رحاب دروب وضروب، على وقع سحر اللغة، لغة تفوح منها رائحة مخطوطات ألف ليلة وليلة، كأننا بصدد تصفح كتاب الأغاني للأصفهاني في أعتق نسخة؛ خطها النساخ، لكنْ، نحن كذلك بصدد كتابة سابقة ولاحقة في آن. ونذكر أن رواية “سيرة بطل الأبطال بحيرة الانكشاري، ومآثر أسياده العظام” صدرت حديثا عن منشورات المتوسط بإيطاليا.

مشاركة :