حوار: جمال إدريس نجحت في تحويل صناعة الصابون الطبيعي من مشروع منزلي بسيط، إلى مصنع ينتج كميات تجارية، تنافس بها في سوق مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، ليس هذا فقط، علاوة على أنه صابون يخلو من المواد الكيميائية، وله عشر فوائد؛ مثل: تغذية البشرة، وتأخير ظهور التجاعيد، وغيرها. قادها شغفها بحرفة صناعة الصابون الطبيعي، التي اكتسبتها من والدتها، إلى إنشاء مصنع “حديقة الصابون”، الذي ينتج أنواعًا عديدة من الصابون الطبيعي، من خلال إدارة نسائية كاملة تعمل باحتراف. في هذا اللقاء نحاور رائدة الأعمال “نهاد الدعيجي” عن مشروعها المبتكر، وما حققته من نجاح.. *بم تقدمين نفسك، وماذا عن تخصصك واهتماماتك؟ – اخترت التحدي في عالم الأعمال، وساعدني في ذلك تخصصهي في مادة الرياضيات والتعامل مع الأرقام؛ لأثبت قدرة المرأة السعودية على إدارة مشاريعها التجارية بجدارة وثقة. لدي شغف كبير بحرفة صناعة الصابون الطبيعي والابتكار فيه؛ وهي الهواية التي اكتسبتها من والدتي. *كيف بدأت فكرة مشروعك، ومن الذي دعمك في بدايتك؟ – أخذت فكرة صناعة الصابون الطبيعي من والدتي، التي احترفت تلك الصناعة؛ لحاجتها في وقت ما لهذا النوع من الصابون، الذي يُصنع بدون إضافات كيميائية. وعزّز الفكرة، تواجد والدتي في ذلك الوقت بالولايات المتحدة، وتوفر مصادر المواد الأولية، والكتب العلمية المتعلقة بهذه الصناعة، فالتحقت بدورات تدريبية في أساسيات صناعة الصابون الطبيعي؛ حتى يكون مسارها أكثر احترافية، مع إضافتها المعززة لهذه الحرفة. عملتُ معها في نفس المسار؛ كمساعدة إدارية وفنية، فكان لها دور كبير في اكتسابي الحرفة، ثم وجدت دعمًا كبيرًا من العائلة والأصدقاء. قلة رأس المال *ما هي الصعوبات التي واجهتك في البداية؟ – كانت الصعوبة في التحول من عمل منزلي بسيط، إلى مصنع بإدارة نسائية بشكل احترافي ومتكامل. وجدت بعض العقبات؛ مثل: اختيار الموقع، وتراخيص البلدية، والحلول التقنية، ورأس المال المحدود، والحاجة لمعدات جديدة بكفاءة عالية، مع فريق عمل مدرّب بشكل احترافي. استطعنا التغلب على بعض العقبات؛ بوضع خطة مدروسة ومدعومة بدورات متخصصة، بالإضافة إلى خبراتنا في هذا المجال. *”حديقة الصابون” هل هو مجرد متجر أم مصنع؟ – عندما أتحدث عن مشروع “حديقة الصابون” فإنني أعني مشروعًا عملاقًا، يعكس جهودًا جبّارة، مع رؤية ورسالة تنقله من مشروع منزلي بإمكانيات محدودة، إلى مصنع متكامل لإنتاج الصابون الطبيعي الصديق للبيئة، من مواردنا المحلية الغنية، ومن ثروات صحرائنا الشاسعة، وبكميات وفيرة. خطة عمل متكاملة *كيف توسع المشروع، وما حجم إنتاجه؟ – بدأنا في التوسع؛ لتلبية حجم الطلب المتزايد، وتلبية حاجة العميل للمواد الطبيعية؛ كوننا نمتلك الموارد والإمكانيات والخبرات. وضعنا خطة عمل متكاملة، تناسب التحول التجاري، وتقوم على تحسين الكفاءات العاملة في المشروع، مع سرعة الإنتاجية وفق الموارد المتاحة. أسسنا حقيبة أعمال، تتضمن تغييرات استراتيجية كبيرة، وفهمًا كاملًا لاحتياجات العملاء. *ما هي الفكرة الإبداعية في مشروعك، وبم تتميزين عن الآخرين؟ – كان لدي إيمان كبير بثرواتنا الطبيعية؛ حيث نعيش في صحراء غنية بثروات هائلة؛ فتولّدت لدي أفكار باستغلال تلك الثروات الطبيعية المهدرة، وتحويلها لمنتجات عالية الجودة مطلوبة عالميًا. يقول مفكرُ ياباني: ” تعيش معظم دول العالم على ثروات تقع تحت أقدامها وتنضب بمرور الزمن؛ أما نحن فنعيش على ثروة فوق أرجلنا، تزداد، وتعطي بقدر ما نأخذ منها”. صابون بزيوت طبيعية *ما أنواع الصابون الذي تنتجينه، وما أكثرها طلبًا؟ – ننتج في مصنعنا، الصابون الطبيعي الخالي من المواد الكيميائية والمواد المضافة، فهناك أنواع بزيت الزيتون العضوي المناسب لجميع أنواع البشرة والمضاف إليه الأعشاب المعزّزة؛ مثل: إكليل الجبل، والخزامى، وأوراق الشاي الأخضر، علاوة على إضافات طبيعية؛ مثل: المرّة، والكركم، ولبان الدَّكر. ولدينا خط إنتاج صابون جلسرين بالزيوت العطرية، وصابون المسك، والعود، والزهور. ولكل منتج ميزة فعّالة، فمن العملاء من يفضّل صابونة زيت الزيتون؛ لفعاليتها في تطهير البشرة وزيادة ترطيبها، ومنهم من يفضّل صابونة الكركم لقدرتها على توحيد لون البشرة، وإعطائها نضارة. ننتج أيضًا، صابونًا من دهن سنام الجمل، مع إضافات زيوت طبيعية تساعد على مقاومة جفاف البشرة، وحالات الأكزيما الجلدية. ومن ابتكاراتنا أيضًا، صابونة الرمل مع الجلسرين، التي تميزت بفعالية عالية؛ كصنفرة طبيعية للجسم، والكور الفوارة (البات بومب) بروائح منعشة من أجود الزيوت العطرية الطبيعية. وقد خصصنا أنواعًا تناسبنا- كمجتمع خليجي- يعشق الروائح الشرقية، فأنتجنا الكرة الفوارة بالعود الفاخر، وأيضًا بالمسك الأبيض؛ كأول مصنع ينتج هذا النوع من الكور الفوارة. *ما فوائد استخدام الصابون الطبيعي للبشرة، مقارنة بنظيره العادي؟ – الصابون الطبيعي هو خلاصة الطبيعة؛ إذ يحتوي على زيوت طبيعية مع العسل، وكلها عناصر تغذي البشرة، والشعر وتمدهما بالعناصر الغذائية المطلوبة؛ لذلك نجد نتائج هائلة لدى من يحرصون على استخدامه باستمرار، مقارنةً بالصابون التجاري الذي يحتوي على درجة حمضية عالية (PH level)، والذي يؤدي استخدامه يوميًا إلى إزالة الطبقة المفيدة بسطح الجلد، والتي تشكل وسيلة دفاع ضد الكائنات الحية الدقيقة؛ وبالتالي تحدث الأمراض الجلدية والحساسية. وتحرص العلامات التجارية العالمية لإنتاج الصابون على إخفاء هذه الحقائق؛ لأنها ستكبدها خسائر مادية، على حساب صحة المستهلك. أما عن فوائد الصابون الطبيعي لدينا، فهي: تغذية البشرة ومنحها قوة ونضارة، والمساعدة على تأخر ظهور التجاعيد، وإزالة الجلد الميت، وتخليص الجسم من البكتريا المسببة للرائحة، وغمره بعطر طبيعي، وترطيب البشرة، وتخفيف الحساسية والأكزيما والصدفية، وجعل البشرة أكثر نضارة، ومقاومة الحبوب والبثور، ودعم البشرة وزيادتها تألقًا عبر صابون اللبان الدَّكر الذي يحتوي على كولاجين طبيعي.
مشاركة :