بدأت منذ قليل بأحد فنادق القاهرة، احتفال سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة، بمناسبة العيد الوطني 48 والذي يصادف 2 ديسمبر من كل عام، وذلك بحضور عدد من كبار رجال الدولة والوزراء وسفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين لدى مصر، وكان في استقبالهم سعادة السفير جمعة مبارك الجنيبي سفير دولة الإمارات بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية. وتنشر "البوابة نيوز" تاريخ العيد الوطني الإماراتي، حيث انطلقت الفكرة الأولى للوحدة من الشيخ زايد رحمه الله، حيث دعا حاكم إمارة دبي الشيخ راشد آل مكتوم إلى اجتماعٍ في عام 1968 واجتمع الأميرَان في منطقةٍ تسمّى (السميح)، وبعد التدارس بأمور البلاد ومستقبلها تمّ الاتفاق على قيامِ اتحادٍ بين إمارتي أبو ظبي ودبي، وفتح المجال أمام باقي الإمارات للانضمام إليهما، وتمّ إعلان ذلك فوجّه الشيخ زايد الدعوة لإخوانه أمراء الإمارات المجاورة لهه ليشكّلوا جميعًا قوةً قادرةً على مواجهة الأخطار التي تحدث في المنطقة وبعد التشاور تمّ انضمام إمارات: أم القوين، ورأس الخيمة، والفجيرة، والشارقة، وعجمان للاتحاد وأطلق على هذه الإمارات اسم دولة (الإمارات العربية المتحدة)، وتمّ وضع دستورٍ موحدٍ للبلاد يحفظ لكلّ إمارةٍ خصوصيتها، وتشكيل جيشٍ موحدٍ، وبرامج اقتصاديةٍ متكاملةٍ.وكانت بريطانيا قد أعلنت نيّتها في الانسحاب من الخليج العربي بحلول نهاية عام 1971م، في هذا الوقت تشاور الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مع حاكم دبي في ذلك الوقت الراحل الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم للمبادرة في الدعوة إلى تشكيل اتحاد فيدرالي، وقد كانت النتيجة بأن برزت دولة الإمارات العربيّة المتحدة على الساحة الدولية بشكل رسمي في الثاني من ديسمبر 1971م. أصبح هذا التاريخ هو اليوم الوطني لدولة الإمارات، احتفالًا بالوحدة والنهضة نحو الرخاء والازدهار، وكنوع من التذكير ببدايات الدولة والشوط الكبير الذي قطعته خلال فترةٍ زمنيّة قصيرة. كانت الإمارات في عام ألف وتسع مائة وثمان وستين عبارة عن مستعمرات خاضعة لسلطة الاحتلال البريطاني، وكلّ إمارة مستقلة لوحدها، حتّى اجتمع كلٌّ من الشّيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشّيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وأعربا عن رغبتهما بقيام اتّحادٍ إماراتيّ، تنضوي تحت لوائه جميع الإمارات الواقعة في منطقة الخليج العربي، بما فيها قطر والبحرين.تمّ توجيه الدّعوات لحكّام تلك الإمارات للبحث والتّشاور في حيثيات هذا المشروع في اجتماع عُقد في إمارة دبي، ولاقى هذا الطرح قبولًا لدى كل المجتمعين، وجرى فيه الاتفاق على وضع صياغة للدّستور الذي تقرّه لجنة مختصّة تُعنى بدراسة بنوده، حيث كان المناخ السّياسي مناسبًا لقيام هذا الاتحاد، إذ كان الاحتلال البريطاني قد قرّر يومذاك الانسحاب من جميع محميّاته الواقعة في شرق البحر الأبيض المتوسط في عام 1971م. إعلان اتحاد الإمارات بقي الحلم بإقامة اتحاد يجمع الإمارات الخليجية هاجسًا يتوق لتحقيقه الشيخ زايد والشيخ راشد اللذين اتفقا على قيام اتحاد بينهما يجمع إمارتيّ دبي وأبو ظبي، ووكّلا إلى المُستشار القانونيّ عديّ البيطار أن يؤلف الدستور، وكان ذلك في الثاني من شهر ديسمبر من عام واحد وسبعين للميلاد، حيث وافق باقي الأمراء على الانضمام إلى الاتحاد بعد اطلاعهم على الدستور وإعطائهم الشرعية له، وأعلنوا الاستقلال التّام عن بريطانيا، حيث أُعلن على وسائل الإعلام قيام اتحاد الإمارات وتمّ رفع العلم في بيت الاتحاد، أي في قصر الضيافة في دبي، وعين الشيخ زايد رئيسًا للاتحاد والشيخ راشد نائبًا له، وبذلك أصبح يوم إعلان قيام الدولة هو عيد وطني تحتفل به الإمارات وسط مظاهر رسميّة وشعبيّة بهيجة.وبعتبر العيد الوطني الإماراتي، مناسبة مميزة للدولة الإماراتية؛ إذ يتمّ تعطيل الدوائر الحكومية، والخاصة جميعها مدة يومين؛ للاحتفال بهذا اليوم، ومن أهمّ فعاليّاته، الاحتفالات، والفعاليات، والأنشطة المختلفة. المسيرات الاحتفالية في السيّارات، وتزيين السيّارات بالشعارات المختلفة، إطلاق الألعاب النارية. إقامة مجموعة من المعارض الوطنية المختلفة.وخلال الاحتفالات، تتزين دبي بأعلام الإمارات في كل زاوية استعدادًا لهذا اليوم المميز، فنجد الزينة بالألوان الحمراء والبيضاء والخضراء والسوداء في كل مكان، بدءًا بالمراكز التجارية والأبراج ووصولًا إلى الشواطئ والمنتزهات.وفي كل عام، يعيش المقيمون والزوار أجواء روح الاتحاد من خلال مجموعة متنوعة من النشاطات الاحتفالية. مثل عروض الألعاب النارية الرائعة، والمواكب الوطنية التي تحتفي بتقاليد الإمارات وبتنوع الثقافات العديدة التي تحتضنها. ولا شك في أن هذه المناسبة هي الأنسب لتذوق المطبخ الإماراتي واستكشاف الثقافة الإماراتية والمشاركة في هذه الاحتفالات الرائعة.تتألف دولة الإمارات من سبعة إمارات هي: أبوظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، والفجيرة، وأم القيوين، ورأس الخيمة. وفي 2 ديسمبر من العام 1971، اجتمع حكام الإمارات السبع ووقعوا على وثيقة الاتحاد. وكان سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قائد الاتحاد وقد عُرف بكونه الأب المؤسس لدولة الإمارات والذي بفضل رؤيته الثاقبة أصبحت دولة الإمارات على ما هي عليه الآن.