شابة مصرية صغيرة العمر، شاء قدرها أن تصاب بضعف البصر منذ الصغر، ورغم رضاها بقضاء الله وقدره، لكنها لم تستسلم، واصلت دراستها بعدما حصلت على دبلوم فنى «قسم ملابس» ولتلتحق بعد ذلك بكلية الاقتصاد المنزلى «قسم ملابس ومنسوجات» وفكرت بعد ذلك في مساعدة ضعاف البصر مثلها للتغلب على المعوقات التى تعترضهم في سبيل تحقيق أحلامهم فكيف تحقق لها ذلك؟تحكى «سماح إبراهيم شيحة» من قرية ميت فارس بمحافظة المنوفية خطوات تحقيق حلمها قائلة «عانيت ضعف الإبصار والرؤية من صغري، وقال الأطباء وقتها: إننى أنتمى لنوعية مرضى «الألبينو» وهؤلاء يعانون عادة من قلة صبغة الميلانين في البشرة والعين، ومع ذلك واصلت دراستى في المدارس الحكومية مع أشخاص طبيعيين، وواجهت صعوبات كثيرة، وبعدما حصلت على الإعدادية، رأى والدى أنه من الأفضل لى الالتحاق بالمدارس الثانوية الفنية الصناعية المتقدمة، بالرغم من حصولى على مجموع في المرحلة الإعدادية يؤهلنى لدخول التعليم الثانوى العام، في محاولة لتخفيف الجهد المبذول في الدراسة، للاعتقاد الخاطئ بأن التعليم الفنى الجميع فيه ناجح، ويحتاج لمجهود أقل من التعليم الثانوي».وتستطرد قائلة: «مع بدء الدراسة، عرفت أن قسم الملابس عبارة عن تعلم مهارات الحياكة، وعند البدء الفعلى في الشغل العملى وجدت مشقة كبيرة لظروف الضعف البصري، كنت أبذل مجهودا كبيرا لكن النتيجة لا تأتى بقدر الجهد، وتطلب الأمر منى مزيدا من الابتكارات، وتخرجت في المدرسة الفنية، والتحقت بكلية الاقتصاد المنزلى «قسم ملابس ونسيج، وحصلت على بكالوريوس ودبلومة وتقدمت للالتحاق بالدراسات العليا للحصول على درجة الماجستير، وخلال ذلك فكرت أنه يمكن لضعاف البصر، لضم الإبرة في الماكينة، حيث تمر بمراحل لمتابعة حركتها وتسهيل عملية الحياكة على القماش، بالإضافة إلى عمل تعديل مبسط، لتسهيل عملية ضبط طول الغرزة في الماكينة، وإضافة بعض الأجزاء الخارجية، مثل عدسة موسعة مزودة بإضاءة مثبتة على الماكينة، مع عمل تغيير في حركة فك وربط وتغيير الإبرة، بحيث يتم فكها يدويا دون الاستعانة بمفك أو صيانة، وتم تجربة الابتكار وتشغيل الماكينات بشكل عملى على عدد من ضعاف البصر ولاقى نجاحا وإقبالا كبيرين من ضعاف البصر، وأتمنى دعم الاختراع ماديا وفنيا من قبل الدولة ورجال الأعمال المهتمين بالمجال، لإتاحة فرص عمل حقيقية لضعاف البصر.
مشاركة :