ما حدث في انتخابات اتحاد طلبة أمريكا من فوضى عارمة و مشاجرات واشتباكات بالأيادي وتبادل للضرب وتلاسن وتكسير صندوق انتخابي يحمل مئات الأصوات أمر يجب أن لايمر مرور الكرام لأنه يعكس واقعا جديدا بين طلبتنا في الخارج عنوانه الفوضى وعدم احترام مبادئ الديمقراطية التي تقوم على القبول بالرأي والرأي الآخر وتعزيز الحريات بكل أنواعها.لقد كنا دائما وأبدا نعقد الآمال الكبيرة على الأجيال الشابة وخاصة في المراحل الدراسية لما بعد الثانوية العامة في تعزيز مفاهيم التسامح والحريات ونشر الديقراطية ولكن ما حصل في انتخابات اتحاد طلبة أمريكا سجل سابقة خطيرة في تاريخ العمل الطلابي مما يتطلب معالجة هذا الخلل بأسرع وقت وبأفضل طريقة.لقد كان مؤسفا ومؤلما للغاية رؤية سفيرنا بالولايات المتحدة الأمريكية الشيخ/سالم العبدالله الجابر الصباح الذي لطالما كان يتابع بشكل دؤوب كل هموم طلبتنا في الخارج ويحرص على راحتهم كجزء من عمله كسفير وهو يغادر غاضبا ومستاء من مؤتمر اتحاد الطلبة في سان دييغو بسبب ما حصل من فوضى عارمة تسيء لسمعة الكويت أولا وأخيرا وهو ما عبر عنه قبل مغادرته قاعة المؤتمر بأسى شديد بقوله"لقد حضرت 17 مؤتمرا من قبل لم أشهد تدنيًا للمستوى الذي وصلنا له اليوم" ومضيفا"علينا جميعا رفض تلك الممارسات السيئة التي لا تمت بصلة لتاريخ الاتحاد أو لتاريخ الكويت".وهنا من الواضح أن مثل هذه الممارسات تضر تماما بالوجه الديمقراطي المشرق للكويت وخاصة في الخارج حيث انتخابات الطلبة والذي يفترض أن يكونوا قدوة بالخارج لبلدهم الكبير الكويت في ممارساتهم الأخلاقية.فالتعليم مهما بلغ وعلا سيظل منقوصا دون وجود الأخلاق واحترام حرية وآراء الآخرين،وما قامت به فئة من الطلبة من ممارسات وتصرفات مسيئة دون التحيز لقائمة ضد الأخرى ممن خاضوا الانتخابات الحالية يجب الحرص على عدم تكراره لخطورته الشديدة على فهم المسيرة الديمقراطية للكويت بشكل صحيح وإبعاد الطلبة أيضا عن خلافات وتوجهات السياسيين من داخل الكويت.فهموم ومشاكل وقضايا الطلبة من الأسلم والأجدر أن تبقى بينهم ونبعدهم بشتى الطرق عن الصراعات التي تشغل الساحة الداخلية من وقت لآخر وهذا ما تبين بوضوح في انتخابات هذا العالم بصورة أكبر من الأعوام الماضية.يقول النائب الكتور عبدالكريم الكندري في تصريح هام أصاب كبد الحقيقة بأن هناك نظما ولوائح تنظم انتخابات الاتحادات الطلابية وهي الفيصل فيما يحصل أما تدخل السياسيين الذين لا يعرفون الطلبة إلا عندما تجرى انتخابات اتحاد أمريكا بالذات فهو أمر مرفوض والحركة الطلابية تاريخها ومواقفها أكبر من أن يحجمها إعلام غير محايد أو سياسي منحاز .والواضح أن تدخل السياسيين في الانتخابات الطلابية باتت للأسف الشديد تشتت فكر الطلبة وتؤثر عليهم بل وتجذبهم وغرضها كسب أصواتهم سياسيا لصالحهم فقط وهو ما نتحسسه حاليا بصورة أكثر مما مضى.لقد شهدنا تاريخيا توجيهات وتدخلات بانتخابات الطلبة في الداخل وهنا نتحدث تحديدا عن جامعة الكويت والجامعات الخاصة والهيئة العامة للتعليم التطبيقي حيث كانت تجري محاولات دؤوبة لاستقطاب الطلبة وهو ما أفرز لنا سياسيين ونشطاء منهم من تقلد مناصب حكومية أو برلمانية أو غيرها وهذا أمر طبيعي في الأوساط الطلابية حيث يكون الشغف مرتفعا لدى الطلبة للمساهمة في إيجاد الحلول لمشاكل بلادهم. ولكن ما هو مطلوب دائما أن تكون الممارسات في إطار القانون وأخلاقيات العمل السياسي وما حدث بانتخابات اتحاد طلبة أمريكا يدق ناقوس الخطر لنا، فما نرغب به لطلبتنا بالخارج هو التفرغ للتحصيل الدراسي وتحقيق التفوق بعيدا عن شغل عقولهم بأمور السياسة التي لا تنتهي في الكويت حيث نعاني من همومها يوميا ودون أن نرى حلولا ناجعة لها.إن الطلبة سواء بالداخل أوالخارج هم ثروتنا الحقيقية التي تستثمر فيهم الدولة أموالا طائلة لرؤيتهم متفقوين ويساهمون في نهضة بلادهم ومن هذا المنطلق نتمنى أن يدركوا أن الأمر بيدهم لوقف عبث السياسيين بمسيرتهم الطلابية التي نراها متميزة وتليق بهم وبدولة الكويت.ماجد العصفور
مشاركة :