يبدو أن القطاع الصناعي العالمي بدأ منحنى التخلص من حالة الانكماش التي يعانيها، مع نظرة مستقبلية إيجابية في أوروبا، فيما سجل نشاط قطاع الصناعات التحويلية في الصين نمواً بوتيرة معتدلة في نوفمبر/تشرين الثاني، وأقوى معدل نمو له منذ ديسمبر/كانون الأول عام 2016. ولعاشر شهر على التوالي، انكمش نشاط التصنيع بمنطقة اليورو في نوفمبر بالرغم من أن مصانع التكتل التي واجهت صعوبات قد تكون خرجت من كبوتها، إذ إن المؤشرات ذات النظرة المستقبلية في المسح الذي نُشرت نتائجه يوم الاثنين يبدو أنها غادرت مستوياتها الدنيا. منذ فبراير/شباط، تقبع القراءة النهائية لمؤشر «آي.إتش.إس ماركت» لمديري المشتريات تحت مستوى الخمسين نقطة الفاصل بين النمو والانكماش، لكنها بلغت 46.9 متجاوزة 45.6 المسجل في أكتوبر/تشرين الأول وأعلى من تقدير أولي عند 46.6. وصعد مؤشر يقيس الإنتاج، والذي يدخل في قياس مؤشر مديري المشتريات المجمع المقرر صدوره يوم الأربعاء، ويعتبر مقياساً جيداً على متانة الاقتصاد، إلى 47.4 من 46.6. وقال كريس وليامسون كبير الخبراء الاقتصاديين في آي.إتش.إس ماركت «بالرغم من أنه لا يزال يشير إلى تراجع بمعدل حاد، فإن مؤشر مديري المشتريات لقطاع التصنيع مع ذلك يقدم بعض الإشارات المشجعة، والتي ستغذي التكهنات بأن الأسوأ انتهى بالنسبة للمنتجين في منطقة اليورو». ضعف ألماني وتعاني ألمانيا، صاحبة أكبر اقتصاد أوروبي، فترة ضعف، لكنها في طريقها للنمو 0.2 بالمئة في ربع السنة الحالي، وذلك حسبما قال معهد إيفو الاقتصادي الأسبوع الماضي. وفي وقت سابق، أظهر مؤشر مديري مشتريات بالمصانع الألمانية أن قطاع التصنيع الشديد الاعتماد على التصدير، انكمش بأبطأ وتيرة للشهر الثاني على التوالي في نوفمبر. وفي أوروبا أيضاً، أظهر استطلاع «آي إتش إس ماركيت» أن قطاع الصناعة في إيرلندا انكمش خلال نوفمبر، وقالت المؤسسة إن مؤشر مديري المشتريات بعد حساب المتغيرات الموسمية تراجع إلى 49.7 في نوفمبر مقابل 50.7 في أكتوبر الماضي. ويشار إلى أن تسجيل أي قراءة أقل من 50 نقطة تعني انكماش القطاع. وخلص الاستطلاع إلى انخفاض معدل التوظيف لأول مرة منذ سبتمبر/أيلول 2016. كما انخفض نشاط الشراء في نوفمبر الماضي للمرة السادسة خلال السبعة أشهر الماضية. مؤشر «كاشين» وفي بكين، سجل نشاط قطاع الصناعات التحويلية في الصين نمواً بوتيرة معتدلة في نوفمبر الماضي، وهو أقوى معدل نمو له منذ ديسمبر عام 2016 وفق بيانات «آي. إتش. إس ماركيت»، ومقرها لندن. وارتفع مؤشر «كاشين» المجمع لنشاط القطاع الخاص بصورة طفيفة ليسجل 51.8 نقطة خلال نوفمبر، مقابل 51.7 نقطة في أكتوبر، وتظهر هذه القراءة تحسناً للشهر الرابع على التوالي، وهو المعدل الأقوى منذ ديسمبر 2016. ووفقاً لمسح رسمي، نشرت نتائجه في نهاية الأسبوع، عاد قطاع الصناعات التحويلية إلى النمو خلال نوفمبر، وسجل مؤشر «كاشين» 52.2 نقطة مقابل 49.3 نقطة في الشهر السابق، وسجل قطاع الصناعات غير التحويلية خلال نفس الفترة 54.4 نقطة مقابل 52.8 نقطة. وتعززت النتائج الأخيرة بفضل ارتفاع آخر في عدد الشركات الجديدة التي أسسها رجال الأعمال الصينيون. وأشار المسح الذي أجرته مؤسسة «كاشين» إلى أنه بفضل تزايد الطلب الخارجي، ارتفع حجم الصادرات للشهر الثاني على التوالي. وبصورة عامة يتوقع منتجو السلع الصينية زيادة في حجم الإنتاج خلال العام المقبل، على الرغم من تراجع الثقة للشهر الخامس على التوالي، وسط حالة من القلق بشأن تطبيق سياسات أشد صرامة خاصة بالبيئة. الإنتاج الروسي وأظهرت بيانات مؤسسة «آي.إتش.إس» أن قطاع التصنيع في روسيا سجل في شهر نوفمبر انكماشاً بأسرع وتيرة له منذ حوالي عشر سنوات، بسبب تراجع الطلب والإنتاج. وتراجع مؤشر مديري المشتريات الخاص بمؤسسة «آي.إتش.إس» بالنسبة لقطاع التصنيع الروسي إلى 45.6 في نوفمبر الماضي، وهو أقل مستوى له منذ مايو/أيار من عام 2009. وسجل المؤشر 47.2 نقطة في أكتوبر الماضي. وكان تراجع الإنتاج أحد العوامل الرئيسية وراء استمرار الانكماش، وارتبط انخفاض معدل الإنتاج بتباطؤ الطلب. وأشارت الشركات الروسية إلى تراجع درجة الثقة في نوفمبر بشأن توقعات زيادة الإنتاج خلال العام المقبل. كما ارتفعت أعباء التكلفة بأقل وتيرة لها الشهر الماضي، منذ فبراير/شباط من عام 2017، حيث وردت تقارير بأن تراجع الطلب على مدخلات الإنتاج دفع بعض الموردين إلى تقديم خصومات. كوريا الجنوبية وأظهرت بيانات اقتصادية أن قطاع التصنيع في كوريا الجنوبية استمر في الانكماش في نوفمبر، ولكن بوتيرة أقل عن السابق. وسجل مؤشر مديري المشتريات الخاص ب «آي إتش إتش» لنشاط التصنيع في كوريا الجنوبية 49.4 نقطة الشهر الماضي، مقابل 48.4 نقطة في أكتوبر. ورغم تباطؤ الوتيرة، تظل القراءة دون مستوى 50 نقطة الفارق بين تسجيل انكماش وتحقيق نمو. وخففت عمليات الإنتاج الجديدة التي انطلقت خلال الشهر الماضي من حدة الاتجاه النزولي في القطاع، في حين تراجعت الطلبيات الجديدة إلى درجة أقل من فترات سابقة العام الجاري. وانخفضت معدلات التوظيف، والأسعار في نوفمبر الماضي، حيث تواصلت حالة الغموض بشأن التوقعات الاقتصادية بشكل عام. وسجل قطاع التصنيع في تايلاند انكماشاً في نوفمبر، وسجل مؤشر مديري المشتريات الخاص ب «آي إتش إتش» بالنسبة للنشاط الصناعي في تايلاند 49.3 نقطة الشهر الماضي، مقابل قراءة محايدة 50.0 نقطة في أكتوبر. كما كشفت بيانات «آي إتش إتش» عن تراجع في حجم مدخلات الإنتاج، والطلبيات الجديدة، ومعدل التوظيف، بالإضافة إلى أكبر انخفاض في طلبيات التصدير خلال ثلاث سنوات. وتراجع معدل الثقة في مناخ الأعمال في تايلاند الشهر الماضي إلى أقل مستوى له منذ سبتمبر من عام 2018. اليابان.. نمو ولكن بوتيرة بطيئة واصل قطاع الصناعات التحويلية نموه خلال شهر نوفمبر الماضي، وإن كان بوتيرة بطيئة، حيث أظهر أحدث استطلاع لصحيفة نيكاي الاقتصادية اليابانية ونشرت نتائجه أمس الإثنين ارتفاع مؤشر مديري المشتريات (بي إم آي) إلى 48.9 نقطة. وكان المؤشر قد سجل في تشرين الثاني/اكتوبر 48.4 نقطة، ومع ذلك لا يزال أقل من 50 نقطة. وأدى التراجع في الطلبات الجديدة إلى حدوث انخفاض في حجم العائدات. وتركت حالة الضعف الاقتصادي عبر القارة الآسيوية أثرها على نمو الصادرات خلال شهر نوفمبر، بينما تراجعت المبيعات للشهر السادس على التوالي.
مشاركة :