الدوحة - ترجمة كريم المالكي: ترتبط كل من دولة قطر والهند بعلاقات تاريخية متينة وراسخة، وتأسست تلك العلاقات بين الدولتين منذ سبعينيات القرن الماضي تقريباً وشهدت تعاوناً ثنائياً لافتاً، وبفضل ذلك التعاون تكوّنت بين البلدين شراكة استراتيجية شملت كافة الجوانب بما فيها السياسية والاقتصادية والثقافية. والجدير بالذكر أن الهند تطوّر علاقاتها مع دولة قطر من أجل توسيع اقتصادها ورأس مالها الثقافي وهو ما يؤكد تجدد تلك الشراكة الراسخة بين البلدين، وتناول تقرير نشره موقع جلوبال فيلج سبيس تلك الشراكة الثقافية لاسيما بعد توقيع اتفاقية تبادل الرموز، وهو الأمر الذي أشار إلى أن قطر والهند تعملان وبجد على توسيع وتعزيز العلاقات الثقافية بينهما. وقال الموقع إن هيئة متاحف قطر قد أعلنت عن افتتاح معرض للتصوير الفوتوغرافي حمل عنوان «حيث تلتقي الثقافات.. لقاء فوتوغرافي بين قطر والهند». كما أشار موقع جلوبال فيلج إلى أن متاحف قطر، كانت قد أعلنت في مطلع العام الحالي أن جمهورية الهند ستكون الشريك الرسمي لدولة قطر خلال العام الثقافي 2019، وقد شكّل هذا الإعلان إيذاناً بانطلاق برنامج حافل بالمعارض والمهرجانات والمسابقات والفعاليات الهندية والقطرية المختلفة التي ستُقام في كلا البلدين على مدار عام كامل. وقد هدف برنامج العام الثقافي 2019 قطر- الهند، الذي صُمِمت فعالياته بعناية، إلى تعزيز التفاهم المشترك بين دولة قطر وجمهورية الهند من خلال دعوة الجمهور في البلدين لاستكشاف أوجه الشبه والاختلافات بين الثقافتين والاحتفاء بهما. ولابد من القول بأن مثل هذه الفعاليات الثقافية تُعد رافداً رئيسياً لتعزيز وتوسيع الروابط الثقافية بين كل من دولة قطر والهند. وأشار الموقع إلى أن معرض «حيث تلتقي الثقافات» اُفتتح في المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» في جاليري 18، 2019. وسوف يستمر العرض حتى ال 31 من ديسمبر. وخلال فترة الإعداد للمعرض سافر المصوران القطريان - حمد الشمري وعائشة السادة - إلى منطقة لداخ بالهملايا في الهند ومكثا هناك لمدة أسبوعين. وكان الهدف من ذلك هو العمل على مجموعة من الصور المميزة والملهمة التي من شأنها أن تساعد على تعزيز التفاهم المتبادل والعلاقات الثقافية بين البلدين. وإلى جانب ذلك، تم اختيار مصورين هنديين مقيمين في قطر- هما: آجيش بوثياداث وسالم عبدالله - كجزء من دعوة مفتوحة للمشاركة في المعرض. وذكر التقرير أن معرض«حيث تلتقي الثقافات» يقدم توليفة من الموضوعات ذات الطبيعة المشتركة، وتُلقي الأعمال المعروضة الضوء على فن العمارة، والمناظر الطبيعية، والحياة اليومية والصور الشخصية والحياة في شوارع لداخ - والتي هي عبارة عن أرض نائية تقع في الوديان بين الجبال القاحلة وحيث تتواجد المجتمعات المعروفة بأسلوبها المتسامح والكرم والتي تعيش في سلام، وفي العاصمة القطرية الدوحة، كانت هناك أجواء الحداثة والعصرية والأسواق القديمة والمباني المتطورة المطلة على مياه الخليج العربي. وأضاف التقرير: إنّ العلاقات الثقافية القطرية الهندية شهدت تطوراً ونمواً لافتاً في كافة المجالات ومن بينها، وعلى وجه الخصوص، المجال الثقافي خلال السنوات الماضية والسنة الحالية. كما شكّلت الشراكة مع متاحف قطر انطلاقة ثقافية قوية بين دولة قطر والهند خلال عام 2019، وشهدت تنظيم عدد من الفعاليات الثقافية على مدار العام بطريقة عكست بشكل كبير عمق العلاقات الثقافية والإنسانية بين الدولتين، وشملت مجموعة واسعة من الأنشطة كالاستعراضات وحفلات موسيقية ومهرجانات للأفلام ومعارض للرسم والتصوير ومهرجانات للأطعمة وعروض للأزياء ومعارض للخط العربي ومعارض للمنسوجات. ونقل موقع جلوبال فيلج تصريحات السيدة عائشة العطية، رئيسة قسم الأعوام الثقافية في متاحف قطر التي قالت في معرض تعليقها على معرض «حيث تلتقي الثقافات»: يُعد معرض التصوير السنوي علامة فارقة في برنامج الأعوام الثقافية، حيث إنه يعزز قيم التقدير لأوجه التشابه بيننا وبين البلدان الشريكة ويحتفي بالاختلافات بين ثقافتنا ووجهات نظرنا. ونأمل أن تستمر الرحلة إلى منطقة لداخ في الهملايا، في منح إلهام للفنانين حمد الشمري وعائشة السادة لسنوات عديدة قادمة». وقال الموقع إنّ برنامج الأعوام الثقافية يُقام تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر، ويهدف البرنامج إلى تعميق سبل التفاهم بين الأمم والشعوب بالتعاون المُشتَرك في مجالات الفنون والثقافة والتراث، ويزداد البرنامج قوة في كل عام وتتواصل أنشطته في الاتساع وتتخطى حدود إطارها الزمني لتثري المشهد الثقافي والفني بالمزيد من التعاون والمبادرات المشتركة. ويُذكر أن برنامج العام الثقافي، يزداد قوة عاماً تلو آخر وتتواصل أنشطته في الاتساع. وعلى الرغم من أن البرمجة الرسمية للعام الثقافي تستغرق سنة واحدة فقط، إلا أن المبادرة غالباً ما تثير تعاوناً طويل الأمد. وقد شملت الأعوام الثقافية السابقة، قطر- اليابان 2012 ، وقطر-المملكة المتحدة 2013 ، وقطر- البرازيل 2014 ، وقطر- تركيا 2015، وقطر- الصين 2016 ، وقطر- ألمانيا 2017 وقطر- روسيا 2018. وذكر الموقع أنه من المهم الإشارة إلى أن الخطوط الجوية القطرية وقعت اتفاقية الرمز المشترك مع خطوط إنديغو الجوية التي تُعتبر أكبر شركة طيران في الهند في أحد أكثر أسواق الطيران نمواً على مستوى العالم. وهذه الشراكة الاستراتيجية مع خطوط إنديغو الجوية ستكون خطوة إضافية لتعزيز العلاقات القائمة فيما بين البلدين بما فيها العلاقات الثقافية.