غزة أول ديسمبر 2019 (شينخوا) شارك العشرات من ذوي الإعاقة الحركية في ماراثون رياضي خاص بهم في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، استعدادا لإحياء اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة الذي يصادف الثالث من ديسمبر من كل عام. وضم الماراثون أكثر من 20 شخصا، بينهم نساء وأطفال من ذوي الإعاقة تحت عنوان "ماراثون الكراسي المتحركة". ونظمت الماراثون (جمعية إعمار للتنمية والتأهيل) غير الربحية الناشطة بقطاع غزة. وقال عماد إسليم مدير عام وحدة التأهيل بالجمعية لوكالة أنباء ((شينخوا)) على هامش الماراثون :"نحن نظمنا الفعالية لتسليط الضوء على فئة ذوي الإعاقة الذين يعانون من الحصار والفقر وعدم التمكن من الحصول على العلاج اللازم والمنع من السفر إلى الخارج". وأشار إسليم إلى "وجود قرابة 47 ألف شخص من ذوي الإعاقة بالقطاع بما يعادل 2.4 من إجمالي سكانه يعيشون بأوضاع صعبة لا يكاد يحتملها نظراؤهم من ذوي الإعاقة في المجتمعات الأخرى الموجودة في العالم". ونوه بأن المشاركين في الماراثون من ذوي الإعاقة الحركية، وهم يمثلون النسبة الأكبر من ذوي الإعاقة بشكل عام، حيث أنها بلغت نسبة 35 في المائة من مجمل الإعاقات في القطاع. ودعا إسليم الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها تجاه فئة ذوي الإعاقة بالقطاع، والضغط على إسرائيل لتخفيف حصارها المفروض على غزة والسماح لهم بحرية السفر للخارج لتلقي العلاج اللازم. وكانت منظمة الأمم المتحدة أقرت الثالث من ديسمبر من كل عام، يوم عالمي لذوي الإعاقة، بهدف تعزيز حقوق هذه الفئة في جميع المجالات سواء كانت الاجتماعية أو التنموية أو الاقتصادية أو السياسية أو الثقافية. وجاء إعلان اليوم الدولي بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 47/3، والذي ينص على ضرورة احترام حقوق ذوي الإعاقة وتوفير كافة السبل اللازمة لتسهيل حياتهم في كافة المجالات. وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة منذ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عليه بعد جولات من الاقتتال الداخلي مع الأجهزة الأمنية الموالية للسلطة الفلسطينية في عام 2007. ومنذ ذلك الوقت، يعاني سكان قطاع غزة من تدهور شديد في الظروف المعيشية نتيجة للتدهور السياسي والاقتصادي والاجتماعي، إضافة إلى نقص حاد في الإمدادات الطبية اللازمة لعلاج المرضى. وما إن انطلقت صفارة الحكم، حتى بدأ المتسابقون بدفع عجلاتهم المتحركة بأيديهم بأقصى سرعة كي يتمكنوا من اجتياز مسافة 500 متر ذهابا وإيابا في أقل وقت ممكن. وتمكن سمير عويضة (45 عاما) أحد المشاركين بالمسابقة، من الفوز في الماراثون. وقال عويضة ل(شينخوا) بينما بدت عليه نشوة الفوز :" نحن هنا لنوصل رسالتنا للمجتمع المحلي والدولي بأن ذوي الإعاقة موجودون بالحياة، ويمكنهم أن يكونوا فاعلين لأنفسهم ولمجتمعهم". وأضاف : "من حقنا مثل باقي ذوي الإعاقة في العالم أن نتمكن من السفر وتلقي العلاج، وأن نحظى بحياة كريمة تتناسب مع إعاقتنا، لا نريد أن نكون عالة على أحد لكن لنا حقوقا ويجب أن نحصل عليها". ولم تكن هذه المرة الأولى التي يفوز فيها عويضة خلال مشاركته في سباقات محلية على مستوى القطاع. ويوضح :"أنا أشعر بالفخر بنفسي على كل ما أقدمه لمجتمعي ولنفسي ولعائلتي وأولادي، فالفوز وحده يمنحني الثقة بأنني لست أقل من الآخرين". وعلى عكس عويضة، لم يحالف الحظ المسن نعيم الخطيب، على الرغم من أنه بذل قصارى جهده في المنافسة، على حد قوله. وأضاف الخطيب ل(شينخوا) بينما كان يتشارك التهاني مع رفيقه عويضة :"الفوز الحقيقي هو أن نظهر للعامة بأننا قادرون على صناعة أنفسنا، وقادرون على أن نثبت للعالم بأن ذوي الإعاقة فاعلون في مجتمعهم". إلا أنه أشار في الوقت نفسه إلى الصعوبات التي تواجه هذه الفئة بعدم توفر الكراسي المتحركة بشكل كاف لهم، خاصة في ظل ارتفاع أعداد ذوي الإعاقة الحركية بقطاع غزة، إضافة إلى غلاء ثمنها في حال احتاجوا لشرائها في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة.
مشاركة :