هنري العويط: تجديد الفكر العربي ضرورة ملحة ومسيرة طويلة

  • 12/3/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد البروفيسور هنري العويط مدير عام مؤسسة الفكر العربي إن تجديدُ الفكرِ العربيّ ضرورةٌ مُلحّة ومسيرةٌ طويلةٌ ومتجدّدة فلا شكَّ في أنّ استهلالَ عنوانِ مؤتمر أعمال مؤتمر فكر ١٧ بـ "نحو" يسترعي الانتباه والقصدُ من التركيزِ على ظرفِ المكانِ هذا، هو تعيينُ الهدفِ الذي نَنْشدُهُ والإشارةُ إلى الغايةِ التي نسعى إليها، على غرارِ السهمِ الذي نسترشدُ به عند مفارقِ الطُرُقات. وقال العويط أعمال مؤتمر فكر ١٧و الذي تنظمه مؤسسة الفكر العربي بمدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية أمس الإثنين إنه لمن دواعي سرورنا أن ينعقِدَ لقاؤنا هذا في المملكةِ العربيّةِ السعوديّة، التي تتقاطعُ رؤيتُها 2030 التطويريّةُ والتنمويّة مع أهدافِ مؤتمرنا، وتنسجمُ مبادراتُ استراتيجيّتِها الوطنيّةِ للثقافة التي أطلقتها في مارس الماضي مع تطلّعاتِهِ التجديديّة موجها تحية تقدير إلى أرضِ الحَرَمين الشريفين، مليكاً وحكومةً وشعباً، تحيّةَ تقديرٍ وإكبار لسياسةِ التحديثِ الجريئةِ التي تنتهجُها، وعاطفةَ شكرٍ وامتنان على ما وفّرته لمؤتمرنا من أسبابِ النجاح، متمنّين لها دوامَ المِنعةِ والاستقرار والمزيدَ من التقدّمِ والرقيِّ والازدهار.و أضاف المدير العام لمؤسسة الفكر العربي دعوني أصارحُكم بأنّ في رأسِ الدواعي التي حملت مؤسّستَنا على اختيارِ موضوعِ المؤتمر، رغبتَها في إعادةِ الاعتبارِ إلى الفكر، إيماناً منها بأنّه أداةُ التنوير، وقاطرةُ التطوير، ورافعةُ التنمية.وتابع : " وهي ترى، في ضوءِ العِبَرِ التي يمكننا أن نستخلِصَها من تجاربنا وتجاربِ سائرِ شعوبِ العالَم، أنّنا اليومَ بالذّات، أحوجُ ما نكونُ إلى أن نفيءَ إليه، لأنّ الفكرَ ، في غمرةِ المتاهاتِ التي نتخبّطُ فيها، هو البوصَلةُ التي تدلّنا على دربِ الهدى، ولأنّه، في اشتدادِ الأنواءِ التي تهِبُّ علينا من كلِّ حدبٍ وصوب، المنارةُ التي تُرشدُنا إلى ميناءِ السلامة، متسائلا هذا الفكرُ العربيّ الذي ننادي بإعماله ونسعى إلى الإعلاءِ من شأنه، ما هي دواعي تجديده؟ وهذا الفكرُ العربيُّ الجديد الذي نتطلّعُ إلى بزوغِ فجرِه، ما هي عناصرُه ومقوّماتُه وسِماتُه؟ وهذا المشروعُ الطَموحُ والشامل، كيف يمكنُهُ أن يتجلّى في السياسةِ والاقتصادِ والتربيةِ والثقافةِ والعلومِ والتكنولوجيا وغيرِها من الحقولِ والمجالات؟ وما هو موقعُهُ وإسهامُه في الفكرِ الإنسانيّ، وما هي علاقتهُ بالتراث؟ وهل تتضمّنُ الدعوةُ إلى تبنّيهِ وانتهاجِهِ والمساهمةِ في بنائِهِ مراجعةً ونقداً لما سبقه، وحضّاً على تغييره بصورةٍ جذريّة، أم تعني دعوةً إلى تحديثهِ عبرَ آليّاتِ تطويره؟و أكد العويط أن هذه الأسئلة، والكثيرُ غيرُها أيضاً، سيطرحُها مَن سيتولّى إدارةَ جلساتِ المؤتمرِ العامّةِ والمتخصّصة، وسيقدّمُ المتحدّثون فيها أجوبتَهم عنها. فيطيب لي أن أُعربَ لهذه النُّخبةِ الكفؤةِ من أهلِ الفكرِ والثقافةِ والاختصاص، وروّادِ التجاربِ الناجحة، عن عميقِ امتناننا لإسهاماتِهمِ القيّمة في الإضاءةِ على محاورِ المؤتمر، مشددا على ثقته التامّة بأنّ مشاركةَ مَن لبَّوا دعوتَنا لحضورِ المؤتمر، في النقاشِ الذي سيعقِبُ المداخلات، ستُضفي على منتدانا فيضاً من الحيويّةِ والثراء.وأشار  إلى أن تجديدُ الفكرِ العربيّ ضرورةٌ مُلحّة ومسيرةٌ طويلةٌ ومتجدّدة فلا شكَّ في أنّ استهلالَ عنوانِ المؤتمر بـ"نحو" يسترعي الانتباه والقصدُ من التركيزِ على ظرفِ المكانِ هذا، هو تعيينُ الهدفِ الذي نَنْشدُهُ والإشارةُ إلى الغايةِ التي نسعى إليها، على غرارِ السهمِ الذي نسترشدُ به عند مفارقِ الطُرُقات، ولكنّه، إذ يحدّدُ الوِجهةَ التي يتعيّنُ علينا أن نُيّمِمَها، فإنّه يُنبّهُنا في الوقتِ عينهِ إلى أنّ بلوغَ المرمى والمَرام، وإصابةَ الهدف، لن يتحقّقا بسحرِ ساحرٍ أو بطَرْفةِ عين. واختتم :" إنّه بمثابة نداء، بل هو دعوةٌ إلى الانخراطِ في مسيرةِ تجديدِ الفكرِ العربيّ، وهي مسيرةٌ شاقّةٌ وشائكة، ممتدّةٌ في الزمن ومتجدّدةٌ باستمرار، تتخلّلها بالضرورةِ مراحلُ ومحطّات، وتواجهُها عَقَباتٌ ومعوّقات، وهي تستدعي بالتالي منّاً جميعاً، ومن كلِّ واحدٍ منّا، بذلَ الجهودِ وتضافرَها، وتتطلّبُ درجةً عاليةً من الوعي وقَدْراً كبيراً من الإرادةِ والتصميمِ والمثابرة.وانطلقت أمس الإثنين أعمال مؤتمر فكر ١٧و الذي تنظمه مؤسسة الفكر العربي كل عام و اختارت المؤسسة مدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية لحفل افتتاح المؤتمر بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي إثراء هذا العام و الذي احتضن قمة الملوك و الأمراء القمة العربية التاسعة و العشرون.و شهدت القاعة الكبرى للمركز مراسم الاحتفال بعزف النشيد الوطني السعودي في حضور بارز من المثقفين و الدبلوماسيين و السفراء و الإعلاميين العرب و يشارك بمؤتمر فكر في نسخته السابعة عشرة تحت شعار "نحو فكر عربي جديد" ٦٠٠ مشارك و ٨٠ متحدثا كما تتضمن فعالياته ١٢ جلسة و حلقة نقاشية في الفترة من ٢ إلى ٥ ديسمبر الجاري.

مشاركة :