الاكتئاب الشتوي ما زال لغزاً يُحيّر العلماء الذين يقومون بعمل الدراسات حوله، وذلك لأنّ هنالك الكثير من العوامل التي قد تتدخل في حدوثه، مثل: المواد الكيميائية في الدماغ، والأيونات الموجودة في الهواء، وتدخل العامل الجيني أيضاً، لكن العلماء جميعهم متفقون على أنّ جميع الأشخاص الذين يعانون من الإصابة بالاكتئاب الشتوي، أو ما يُعرف بالاضطرابات العاطفية الموسمية يمتلكون عاملاً مشتركاً واحداً، وهو أنّهم جميعهم حساسون جداً لوجود الضوء أو اختفائه.أعراض اكتئاب الشتاء قد تبدو أعراض الاكتئاب الشتوي مشابهة لأعراض الاكتئاب العام، لكنّ الاكتئاب الشتوي له نمط موسمي، أي أنّه يحدث في الشتاء، ويغيب عند حلول فصل الربيع، حيث إنّه يتكرر بنفس الشكل على مرور وتعاقب السنين، ومن أعراض الاكتئاب الشتوي ما يأتي:- اضطرابات المزاج، والشعور بالاكتئاب في معظم الأوقات من اليوم، وبشكل مستمر كل يوم تقريباً. - فقد الاهتمام بالأشياء التي اعتاد الشخص على الاهتمام والاستمتاع بها. - حدوث تغيّرات في نمط النوم، وفي الغالب يكون ذلك بزيادة في ساعات النوم. - الشعور بالخمول، وفقدان الطاقة الجسدية. - صعوبة في التركيز والانتباه إلى الأشياء. - الشعور بالقلق أو الانفعال، أو وجود صعوبة في التحكم بالضغوطات وإدارتها. - الرغبة في بقاء الشخص بمفرده، وتجنُّب مشاركة الأنشطة مع الآخرين. - الرغبة في التعرض لأشعة الشمس، والحنين إليها. - زيادة الرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، مما يتسبب بحدوث زيادة في الوزن. - الشعور بفقدان الأمل، أو الشعور الدائم بالذنب، أو انعدام القيمة.- تملُّك رغبات متكررة في الموت، أو التفكير بالانتحار.علاج اكتئاب الشتاء 1- صناديق العلاج الضوئي: ويقوم مبدأ عملها على تسليط حزمة من الأشعة الضوئية، والتي تشابه ضوء أشعة الشمس على المُصاب، مما قد يساعد على التعافي من الاضطرابات العاطفية الموسمية، والاكتئاب الشتوي، وتجدر الإشارة إلى أنّ الضوء الصادر من هذه الصناديق، يكون أكثر سطوعاً من الضوء العادي، حيث إنّه يكون متاحاً بأطوال موجية متعددة، وعند استخدام هذه الطريقة في علاج الاكتئاب الشتوي، فإنّ المُصاب يُنصح بالجلوس أمام الصندوق لمدة 30 دقيقة في كل يوم، فهذا من شأنه تحفيز دورات الجسم المنتظمة اليومية، وتثبيط إفراز الميلاتونين في الجسم، وفي الحقيقة وجدت الدراسات أنّ معظم المُصابين بالاكتئاب الشتوي يلاحظون أنّ العلاج الضوئي يكون أكثر فاعليةً عند استخدامه صباحاً في وقت الاستيقاظ. 2- التحدث إلى الطبيب: بما أنّ الاضطرابات العاطفية الموسمية هي نوع من أنواع الاكتئاب، فإنّ تشخيصها يتم بالطريقة المُثلى من خلال التحدث إلى مسؤول رعاية صحية ونفسية متخصص، حيث إنّ هناك الكثير من الأسئلة التي يمكن من خلالها أن يقوم الطبيب بتحديد نوع الاكتئاب الذي يعاني منه الشخص، سواء كان يعاني من الاكتئاب الشتوي، أو من نوع آخر من أنواع الاكتئاب. 3- استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب: وذلك في حال أنّ العلاج الضوئي أو العلاج النفسي لم يُجد نفعاً، ولم يؤدي إلى تحسين المزاج بشكل جيد، فيتم اللجوء إلى استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب والتي تعمل على التخلص منه، وذلك بناءاً على وصفة طبيب مختص.4- العلاج بالروائح والزيوت العطرية: إنّ الزيوت العطرية تؤثر في المنطقة الموجودة في الدماغ، والتي تُعتبر مسؤولة عن التحكم في المزاج، وتتحكم في ساعة الجسم البيولوجية، وتؤثر في النوم والشهية، ولذلك فإنّ العلاج العطري يمكنه المساعدة على التخلص من الاكتئاب الشتوي، حيث إنّه من الممكن إضافة بعض القطرات من الزيوت العطرية إلى الحمام، مما يساعد على الاسترخاء. 5- زيادة النشاط والحركة: إنّ ممارسة التمارين الرياضية، تساعد على التخلص من أعراض الاكتئاب الشتوي، كما يفعل مع أنواع الاكتئاب الأخرى، خصوصاً ممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق، لكن في حال عدم القدرة على ممارسة الرياضة خارجاً بسبب الظروف الجوية أو أي عوامل أخرى، فيُنصح باستخدام أجهزة الرياضة القريبة من النافذة الموجودة في صالة الألعاب الرياضية، وكما أنّ ممارسة التمارين الرياضية تساعد على تخفيف الوزن، وهذا أمر مهم نظراً لأنّ الاكتئاب الشتوي يمكن أن يسبب زيادة في الوزن. 6- الالتزام بجدول معيّن: بما أنّ الأشخاص المصابين بالاكتئاب الشتوي يعانون من صعوبة في النوم ليلاً، ومن صعوبة في الاستيقاظ صباحاً، فإنّ محاولة الاحتفاظ بجدول نظامي معيّن والالتزام به، يعمل على تقليل أعراض الإصابة بالاكتئاب الموسمي المتعلق بفصل الشتاء، وتجدر الإشارة إلى أنّ الحفاظ على جدول منتظم، يعمل على تعريض الأشخاص للأشعة الضوئية، على فترات ثابتة ومنتظمة، كما أنّ تناول الطعام على فترات معينة، يساعد الأشخاص على الانتباه على النظام الغذائي، وتجنب الإفراط في تناول الطعام وحدوث السمنة. 7- الحصول على كميات أكبر من فيتامين د: حيث بينت الدراسات أنّ الأشخاص الذين يتناولون مكملات فيتامين د، قد أظهروا تحسناً بشكل واضح في حالة الاكتئاب التي يعانون منها، لذلك على المُصابين عمل فحوصات لقياس مستوى فيتامين د، واستشارة الطبيب حول ضرورة استخدام مكملات فيتامين د، ومدى أهميتها، والفائدة المتعلقة بالتخلص من الاكتئاب الناتج عن استخدامها.
مشاركة :