بدأت، أمس الأحد، فعاليات مؤتمر الرياض من أجل إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية الذي يستمر ثلاثة أيام وذلك بقصر المؤتمرات للضيافة في العاصمة السعودية الرياض.ويشارك في المؤتمر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ونائب الرئيس اليمني رئيس مجلس الوزراء خالد بحاح، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف الزياني، ونائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي، ومبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ وعدد من الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع اليمني والشباب ومشائخ القبائل والشخصيات الاجتماعية. وألقى رئيس الهيئة الاستشارية للمؤتمر عبد العزيز الجباري كلمة في بداية المؤتمر أعرب خلالها عن تمنياته بالتوفيق والنجاح والخروج بالمواقف والأهداف الوطنية النبيلة التي رسمت له في هذه المرحلة الدقيقة من نضال الشعب اليمني ضد تحالف الحوثي وبقايا النظام السابق الانقلابي على الشرعية الدستورية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل. وقال إن انعقاد المؤتمر يأتي للتأكيد على دعم الشرعية ورفض الانقلاب والتمسك بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطنى، وأشار إلى أن المؤتمر جاء تلبية لدعوة من الرئيس هادي وبطلب منه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وأشقائه قادة دول مجلس التعاون الذين تجاوبوا ووافقوا على عقد هذا المؤتمر تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي.وألقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي كلمة أكد في مستهلها أن هذا المؤتمر المهم والاستثنائي يأتي في ظل ظروف بالغة التعقيد والخطورة وفي ظل تحديات وصعوبات كبيرة تواجه اليمنيين بعد أحداث مأساوية تعرض لها جراء الانقلاب الوحشي لميليشيات الحوثي وصالح. وأوضح أن انطلاق مؤتمر الرياض في هذه اللحظة التاريخية تحت عنوان إنقاذ اليمن وبناء الدول الاتحادية يكتسب أهمية استثنائية كبيرة بوصفه المحطة السياسية الأبرز بعد الانقلاب وتقع علينا جميعاً مسؤولية تاريخية فارقة نظراً للوضع الاستثنائي الذي يمر به الشعب اليمني العزيز، وأكد أن المؤتمر هو مؤتمر لأبناء الشعب اليمني بمختلف مكوناته وأطيافه السياسية والاجتماعية ولا يمكن مطلقاً أن يتم استثناء أي طرف طالما كان أمن واستقرار اليمن هدفه وبناء الدولة المدنية الاتحادية غايته دون استعلاء أوادعاء أو استقواء. وقال غير أننا نعدكم رغم كل ذلك بأن الفرج سيكون قريباً، وأضاف وأقول لأبناء الجنوب ثقوا دائما بأننا لن نسمح مطلقاً بالالتفاف أو الانتقاص من عدالة القضية الجنوبية ومحوريتها. ووجه الرئيس اليمني رسالة للعالم قال فيها نؤكد لكل من يسمعنا من أحرار العالم أننا عندما جئنا إلى قيادة الدولة ومعنا جميع القوى الحية جئنا عقب عملية تغيير سلمية رائدة انتظمت فيها الغالبية من أبناء شعبنا وكان في صدارة تلك العملية نضال الحراك الجنوبي السلمي وثورة الشباب الشعبية السلمية. وتوجه الرئيس اليمني في كلمته برسالة للمملكة العربية السعودية، وأضاف الشكر موصول لكل الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي الذين لم يخذلونا أبداً وكانت مواقفهم ثابتة داعمة ومساندة لليمن وقضاياه وهموم أبنائه. وألقى الأمين العام المساعد للجامعة العربية أحمد بن حلي كلمة أوضح خلالها أن مبادرة تنظيم هذا المؤتمر المهم تندرج ضمن الجهود المقدرة والمتواصلة التي تقودها السعودية بروح المسؤولية القومية وفي إطار صيانة الأمن القومي العربي، وأشار إلى أن هذا الموقف تجسد في عمليةعاصفة الحزمومن بعدها عمليةإعادة الأملمن أجل إنقاذ اليمن والانهيار والحرب الأهلية ولردع الحوثيين ومن معهم في الانقلاب على الشرعية الدستورية اليمنية. وقال ابن حلي أؤكد دعم جامعة الدول العربية لما يقرره اليمنيون في المؤتمر الذي نتطلع لأن يشكل انطلاقة جديدة وجادة لتوفير الاحتياجات اللازمة لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل استناداً إلى مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربي وآلياته التنفيذية وقرارات جامعة الدول العربية وكذلك قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة ونطالب في المقام الأول جماعة الحوثيين باحترام الهدنة الإنسانية في اليمن. من جانبه، أعرب مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد في كلمته أمام المؤتمر عن الأمل في المساهمة من خلال هذا المؤتمر في التوصل إلى حل سلمي دائم في اليمن، ودعا التحالف العسكري الذي تقوده السعودية إلى تمديد هدنة إنسانية وأثنى على دول مجلس التعاون الخليجي للدعم والتعاون مع الأمم المتحدة في مجال الوقاية من النزاعات وحلها وبناء السلام وخاصة فيما يتعلق بالأزمة اليمنية. وأضاف أن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية كانت ميزاناً على هذا التعاون المثمر بين منظمتينا، ولهذا علينا الاستمرار في العمل معاً إلى جانب اليمنيين من أجل إرجاع اليمن إلى درب السلم الذي يقوده نحو الاستقرار والرخاء وخير ميزان على هذا التعاون هو الدور البناء الذي اطلعت به دولة الإمارات العربية المتحدة في استضافتها على مدى أكثر من عشرة أسابيع لجنة صياغة الدستور التي نشأت في إطار المبادرة الخليجية. وقال طالما واجه اليمنيون في أنحاء البلاد مستويات مأساوية من المعاناة والعنف على مدة الأشهر الماضية ولهذا تكتسي الهدنة الإنسانية القائمة حالياً أهمية قصوى تمنح اليمنيين فسحة لطلب المعونة الطبية واستجلاب السلع الأساسية العاجلة التي لم يتمكن معظم اليمنيين من الوصول إليها حتى الآن وهم في أمس الحاجة إليها ويجب الآن أن تتحول هذه الهدنة الإنسانية إلى وقف دائم لإطلاق النار وأن تنتهي كل أعمال العنف أياً كان نوعها ومن أجل إتاحة الفرصة للأمم المتحدة لتوفير هذه المساعدات الإنسانية العاجلة. (وام)
مشاركة :