تحت وسم #صالح_علماني أبّن مغردون الأديب والمترجم الشهير الذي انتقل إلى جوار ربه صباح اليوم الثلاثاء عن عمر يناهز السبعين عاما، قضى الشطر الأخير منها بين دفات الكتب قارئا وكاتبا ومترجما مبدعا. ومنذ اللحظات الأولى لانتشار الخبر تمالأ الوسم وحجز مكانا في ترند المملكة بذكريات المغردين مع أديبهم الراحل بلغة تعلوها نبرة الحزن والعزاء، مشيرين إلى مواقف شخصية جمعتهم بعلماني، وأخرى معنوية كان يحضر فيها من خلال نصوصه وترجماته المميزة. الشاعر فهد عافت كانت من بين أولئك المؤبنين، وشارك تحت الوسم بتغريدة لطيفة يقول فيها: (كم له من الأفضال على المكتبة ومحبّي القراءة. بالنسبة لي كنت أُسمّيه العُكّاز!. كنت أرى أن من لا يقرأ بغير العربية مثلي، إنما هو أعمى أو أعرج!، وأن المترجم الجيّد عكّاز لا غنى عنه، وكان هو شجرة وارفة، كريمة وغريبة: كل غصن منها عكّاز!. يوصلك ثم يعود مكانه لنجدة آخر)، وأيضا الصحافي محمد عبدالناصر شارك في "الهاشتاق" بأحرف تنزف حسرة على هذا الرحيل المفجع "خسارة كبيرة ومؤلمة لمكتبتنا العربية، لكن هو دائمًا الموت.. يُغيب من نحب. وداعًا ماركيز العرب، وأجمل ما ترجم في وجداننا.. سلام ومحبة إليك بقدر كل كلمة سحرتنا بها". كما شارك في الوسم الأديب والمترجم معاوية عبدالمجيد الذي يسمي علماني بالمعلم الكبير والقدير، أعقبه بمرثية يصفه فيها بقوله: (علمنا أنّ الشغف بالترجمة أمرٌ ممكن. علّمنا أن احتراف الترجمة ضروريّ رغم كل الصعوبات. وأن الغزارة والاجتهاد شرطان أساسيان في هذه المهنة الشاقة. وأن اللغة الأدبية العربية صالحة دوما للتلقي والتلاقي. وأنّ سلاسة التركيب ومتانة التعبير هما سرّ النجاح في ترجمة الرواية. علمنا أنّ الترجمة الأدبيّة هي أقرب إلى الأدب منها إلى الترجمة. وأنّه حتّى لو تكلّم أهلُ الأرض لغةً واحدة، سيكونون في حاجة دائمة إلى مترجم). بالإضافة إلى الدكتور علي بن تميم رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للغة العربية، الذي وصف رحيل علماني بالخسارة الكبيرة للعربية نظير ما قدمه لها طوال 30 عاما، ترجم خلالها ما يزيد على الـ 100 عمل. تخصص صالح علماني -المولود عام 1949 في حمص السورية- منذ أواخر السبعينيات في ترجمة الأدب الأميركي اللاتيني ثمَّ زادت شهرته حينما ترجمَ لأبرز كتاب أميركا اللاتينية بما في ذلك غابرييل غارسيا ماركيز، وإيزابيل الليندي، وجوزيه ساراماغو، وإدواردو غاليانو، وآخرين، واستمر منذ ذلك الحين يطارد شغفا لم يخفت لآخر لحظة تمثل في إثراء العربية بروائع السرديات الأجنبية. ويأتي من بين أبرز مترجماته الحب في زمن الكوليرا، ومئة عام من العزلة، والجنرال في متاهة، وحفلة التيس، وفي امتداح الخالة، وشيطنات الطفلة الخبيثة، وحصيلة الأيام، وباولا، وكرة القدم بين الشاطئ والظل، ومدينة الأعاجيب، وغيرها.
مشاركة :