إدارة المؤسسات الخيرية | إبراهيم محمد باداود

  • 5/18/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مجتمعنا بطبيعته محبٌّ للخير، وهناك الكثير من الشواهد على هذا الأمر، ومنها توافد الآلاف للتبرّع عندما توجّه لهم الدعوة من قِبل الجهات الرسمية للتبرّع لقضية معيّنة، فأنت تجد الطوابير من الأفراد بمختلف مستوياتهم، يهبّون لتلبية هذه الدعوة، وعندما تكون هناك دعوى لعتق رقبة، أو سداد دَين، أو تأسيس نشاط خيري أو اجتماعي، فإنك تجد الكثير يحرص على المشاركة سواء ماديًّا، أو معنويًّا، أو بأي طريقة ممكنة، كل حسب استطاعته. هذه الطبيعة الإيجابية، والتي -ولله الحمد- يتميّز بها مجتمعنا بشكل واضح تدعوه في كثير من الأحيان إلى المبادرة بتأسيس أنشطة وجمعيات ومؤسسات اجتماعية هامّة ومميّزة، وذات أهداف رائعة، ويكون المجتمع في أمسِّ الحاجة لها، وكالعادة ما إن تطرح مثل تلك الأفكار إلاّ وتجد الدعم يتوالى من عدة جهات حتى ينتهي التأسيس، ويتم الافتتاح، ثم تبدأ معاناة التشغيل عامًا بعد عام، إلى أن نجد ذلك النشاط يتراجع، ثم يضعف، ثم يتوقف، فينتهي، أو يُلغى. نشرت صحيفة مكة المكرمة أول أمس خبرًا يفيد بأن إحدى الجمعيات أغلقت أبوابها أمام المستفيدين، وذلك بسبب توقف الدعم المادي؛ ممّا أدّى إلى توقف دفع مستحقات العاملين، الذين بدورهم توقّفوا عن العمل، فتوقفت الجمعية عن أداء مهامها، وتقديم برامجها للمستفيدين، ومثل هذه القصص تتكرر -وللأسف- في الكثير من المبادرات الخيرية، ونسمع عنها باستمرار، والمشكلة تكمن في أننا نتحمس عند التأسيس، ولا نركز كثيرًا على التشغيل والاستدامة، وهذا ما يسبب توقف الكثير من الأنشطة والبرامج والجمعيات الخيرية. خطط التشغيل والاستدامة في الأعمال والبرامج الاجتماعية يجب أن تسير اليوم في خطوط متوازية مع خطط التأسيس، فالهدف ليس التأسيس والافتتاح والتدشين فقط، بل الأهم هو الاستمرارية في تقديم الخدمات وبأفضل مستوى، ولذلك يجب على المؤسسات والجمعيات الخيرية أن تراجع طريقة عملها، وأن تسعى إلى تطويرها لتكون طريقة تشغيلها مستدامة مثلها مثل أي شركة، أو مؤسسة تجارية، والفرق هو أن تلك الجمعية أو المبادرة لا تهدف للربح، بل لتقديم خدمات خيرية واجتماعية. إذا أرادت المؤسسات والجمعيات الخيرية أن تواصل مهامها، وأن تطور مستوى أدائها، فعليها أن تحرص على الاستدامة، وهذا ما تسعى إلى تطبيقه اليوم وزارة الشؤون الاجتماعية من خلال مبادراتها التي أطلقتها خلال الـ100 يوم الماضية، والتي -بإذن الله- ستساهم في هذا التغيير. Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :