حذّر مختصون في علم النفس والاجتماع وحقوق الطفل، من تطبيقات ومواقع إلكترونية تروّج للألعاب والتحديات والمنافسات الخطرة تسببت في تعرض أطفال لأضرار نفسية وصحية وهدّدتهم بالموت، مؤكدين أن الآباء يتحملون المسؤولية القانونية حال تعرض أحد أطفالهم للخطر نتيجة التأثر بتلك الألعاب، أو تقليدها في غياب من رقابة الأهل. وطالبوا الأسر بمراقبة هواتف أطفالها والاستعانة بتطبيقات ذكية ترصد كل ما يشاهده الطفل لضمان سلامته، وتمنعه من تحميل أي تطبيق أو لعبة تُشكل خطراً على سلامته وسلامة الآخرين. وانتشر عبر الفضاء الإلكتروني أخيراً العديد من الألعاب التي تروج لتحديات قاتلة، مثل تحدي حبس الأنفاس مدة 10 دقائق، أو تحدي الاختناق بحبل حول الرقبة أكبر مدة زمنية، وتعرّض طالب في مدرسة حكومية في الدولة للخنق، نتيجة تقليد هذا التحدي. وظهر «تحدي الخنق» عبر أحد التطبيقات الذكية التي تسمح بالمشاركة الجماعية وممارسة أشهر الألعاب والتحديات المتداولة عالمياً، وتنطوي اللعبة على خطورة بالغة، بسبب اعتمادها على منع وصول الأوكسجين إلى الدماغ، ما يعرض خلايا المخ للتلف، وتالياً الوفاة. مرحلة الخطر وقال أستاذ علم الاجتماع التطبيقي وأستاذ علم الجريمة في جامعة الشارقة، الدكتور أحمد فلاح العموش، لـ«الإمارات اليوم»، إنه بمجرد دخول الطفل إلى العالم الافتراضي الإلكتروني يكون في مرحلة الخطر، ويكون معرضاً في أي لحظة للانحراف في سلوكياته التي تصبح غير مقبولة مجتمعياً. وأوضح أن بقاء الطفل في عالم التطبيقات الإلكترونية مدة طويلة يجعله أسيراً لهذه التطبيقات لأنه لا يدرك مخاطرها، وأن كثيراً من الأطفال تعرضوا لإصابات نتيجة تلك التطبيقات والألعاب الإلكترونية الخطرة في ظل غياب رقابة الأسرة على هواتفهم المحمولة، وتركهم يتصفحون التطبيقات الخطرة دون رقابة صارمة. وأضاف أن الأسرة لا تدرك أن ابنها وقع ضحية التطبيقات والألعاب والتحديات الإلكترونية الخطرة، إلا بعد وقوع الكارثة واكتشاف تعرضه للخطر أو ارتكابه فعلاً ينطوي على التنمر أو العنف، وتابع أن لعبة «تحدي الخنق» عدوانية وأن تقليد الطفل لها يولد لديه العدوانية كونه ينقل ما يقع من محاكاة في العالم الافتراضي إلى العالم الواقعي. وأشار إلى أنه لابد أن تكون هناك منصات اجتماعية افتراضية توعي الطلبة بمخاطر الدخول إلى العالم الافتراضي والتطبيقات الإلكترونية، وأن يكون للأسرة والمدرسة دور في توعية الأطفال والطلبة بمخاطر الدخول إلى التطبيقات التي لا تناسب أعمارهم أو ممارسة ألعاب خطرة قد تودي بحياتهم. استغلال إلكتروني ورأى أستاذ الطب النفسي في جامعة الطب والعلوم الصحية في رأس الخيمة واستشاري الطب النفسي في مستشفى رأس الخيمة، الدكتور طلعت مطر، أن التطبيقات الذكية يتدخل فيها عامل الشر وتؤثر سلباً في مستوى الطلبة المراهقين أخلاقياً ونفسياً واجتماعياً. وأوضح أن الألعاب الإلكترونية تستغل الطلبة الكترونياً في ألعاب التحدي والمنافسة، ومنها الحوت الأزرق وتحدي الخنق، وقد تؤدي بهم إلى مخاطر حال قيامهم بتقليد تلك الألعاب على أنفسهم أو على الآخرين، ولفت إلى أن هناك تطبيقات ذكية يمكن للآباء استخدامها لحجب التطبيقات الخطرة عن أطفالهم والتحكم في استخدامهم للهاتف المحمول، وإلا فلن يستطيع الأب التحكم في التكنولوجيا التي تقع بين يدي أطفاله. ولفت إلى أن الأطفال ضحايا التطبيقات الإلكترونية غير المراقبة أسرياً لأن لديهم حب الاستطلاع والتعرف على الألعاب، وتلك الألعاب تشجع الطفل على ترك كل شيء من أجل كسب المنافسة وقد يُصاب بالاكتئاب حال خسارته، لأنه لم ينتصر في التحدي، وقد تفقده ثقته بنفسه. معاقبة الأسر وأفادت نائب مدير جمعية الإمارات لحماية الطفل، موزة الشومي، بأن الأطفال يكونون ضحايا للعديد من الألعاب الإلكترونية، لأنه لا يتم توعيتهم وتوجيهم من أسرهم، لافتة إلى أن الألعاب غير المراقبة قد تؤدي إلى الوفاة أو التعرض للخطر حال كانت توجه الأطفال نحو ارتكاب أفعال خطرة، مثل الشنق والخنق والقفز من مناطق مرتفعة أو تجربة القتل من أجل المتعة. وأوضحت أن الأسرة تتحمل المسؤولية القانونية حال تعرض أحد أطفالها للخطر نتيجة ممارسته لإحدى الألعاب الخطرة وذلك بتهمة الإهمال وعدم المراقبة، وتابعت أن المادة 15 من قانون حماية الطفل تنصّ على أنه يلتزم القائم على رعاية الطفل بتحمّل المسؤولية والواجبات المنوطة به في تربية الطفل ورعايته وتوجيهه وإرشاده ونمائه على الوجه الأفضل. وأضافت أنه من الممكن أن يعاقب ولي أمر الطفل قانونياً حال تعرض ابنه لضرر نتيجة تجربته لأي ألعاب إلكترونية تمثل خطراً على سلامته وسلامة الآخرين، ولفتت إلى أن الطالب الذي مارس لعبة تحدي الخنق وقام بخنق زميله في الفصل الدراسي أتى بسلوك مخالف ويجب على الجهات المختصة تعديل سلوكه، وأن يتعهد ولي أمره بعدم تكرار ابنه لأي أفعال خطرة. وأشارت إلى أنه كان على والدة الطالب الذي تعرض للخنق أن تبلغ الجهات المختصة عن الطالب المخالف حتى يتم تقويم سلوكه، لأن أي عنف يعتبر مخالفة وفقاً للائحة إدارة السلوك الطلابي في المدارس. من جهته، قال مدير إدارة الشرطة المجتمعية في شرطة رأس الخيمة، العقيد الدكتور راشد محمد السلحدي، إن إدارة الشرطة المجتمعية تحرص على توجيه جهودها نحو رصد وتحديد الظواهر السلبية الواقعة على المجتمع وتهدد أمنه واستقراره، وتتسبب في وقوع الجرائم، وزعزعة الطمأنينة في نفوسهم. وأوضح أن الإدارة وجهت عبر قسم توعية المجتمع وقسم الشرطة المجتمعية بإعداد وتنفيذ برنامج توعوي يستهدف طلبة المدارس من خلال تنظيم المحاضرات والحملات التوعوية، حيث تم تنفيذ حملة التوعية من التعرض للابتزاز الإلكتروني، وحملة «أبناؤنا مسؤوليتنا» ومحاضرة صحتي والإلكترونيات، ومحاضرة عن العنف الطلابي، وعن الجريمة الإلكترونية، والابتزاز، وسلبيات وإيجابيات الألعاب الإلكترونية. 428 محاضرة توعية قال مدير إدارة الشرطة المجتمعية في شرطة رأس الخيمة، العقيد الدكتور راشد محمد السلحدي، إن الشرطة المجتمعية نفذت، العام الماضي، 428 محاضرة، واستفاد منها 43 ألفاً و40 طالباً، وتابع أن الإدارة تدعو جميع أولياء الأمور إلى ضرورة لعب دورهم على النحو الصحيح، من خلال مراقبة ومتابعة شؤون أبنائهم، والتقرب إليهم، وجعل لغة الحوار قائمة دائماً في ما بينهم، وعدم استخدام العنف معهم، والتعرف إلى أصدقائهم حتى لا يقعوا ضحايا للآخرين. تطبيقات ذكية يتدخل فيها عامل الشر، وتؤثر سلباً في مستوى الطلبة المراهقين. غياب الرقابة الأسرية سبب تعرض أطفال لخطر الألعاب الإلكترونية.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :