واشنطن - (وكالات الأنباء): أدانت الولايات المتحدة الإثنين الاستخدام «المروع والشنيع» للقوة ضد المتظاهرين في جنوب العراق. وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشرق الأوسط ديفيد شينكر للصحافيين إن «استخدام القوة المفرطة خلال عطلة نهاية الأسبوع في الناصرية كان مروعا وشنيعا». وأضاف «ندعو الحكومة العراقية إلى التحقيق ومحاسبة أولئك الذين يحاولون ان يكمموا بوحشية افواه المتظاهرين السلميين». ووصف شينكر أحداث العنف التي شهدتها مدينة الناصرية في الأيام الأخيرة بأنه أمر «صادم ومقيت». وكانت قوات الأمن العراقية قد فتحت النار على متظاهرين قطعوا جسرًا، ثم تجمعوا أمام مركز للشرطة في مدينة الناصرية بالجنوب، مما أودى بحياة ما لا يقل عن 40 شخصًا. وقالت مصادر بالشرطة وأخرى طبية إن عشرات آخرين أصيبوا. من جهة أخرى، حضت ممثلة الامم المتحدة في العراق جانين هينيس -بلاشيرت امس الثلاثاء السلطات العراقية على الاستجابة لتطلعات الشعب العراقي، مؤكدة مجددا أن استخدام القوة ضد العراقيين أمر «لا يمكن التسامح معه». وفي وقت تجري مشاورات لتعيين رئيس حكومة جديد، قالت المسؤولة الاممية في مداخلة عبر الفيديو امام مجلس الامن الدولي «على القادة السياسيين الا يضيعوا مزيدا من الوقت وان يرتقوا إلى مستوى الاحداث». وشددت على أن الازمة الحالية «لا يمكن حلها بالتراخي واعتماد إجراءات تجميلية أو عقابية» لن يكون من شأنها سوى «زيادة غضب السكان وريبتهم». وبعدما أشارت إلى «مقتل أكثر من 400 شخص منذ بداية أكتوبر واصابة أكثر من 19 الفا بجروح» عبرت المسؤولة الاممية عن الاسف لعدم توقف استخدام الاسلحة الفتاكة ضد المتظاهرين. وأضافت ان الاسلحة غير المميتة «يستمر سوء استخدامها ما يتسبب بجروح رهيبة ووفيات» منددة بـ«عمليات التوقيف التعسفية وعمليات الخطف والتهديدات والترهيب». وأكدت ان كل ذلك يحدث رغم أن «غالبية المتظاهرين سلميون» مضيفة «انه لا يمكن التسامح مع كافة أشكال العنف ويجب عدم حرف الانتباه عن مطالب الإصلاح المشروعة». ومنذ الأول من أكتوبر يشهد العراق أسوأ أزمة اجتماعية مع متظاهرين ينددون بالفساد. من جهة أخرى، تجري مشاورات سياسية للتوصل إلى تسمية خلف لرئيس الحكومة المستقيل عادل عبدالمهدي والى قانون انتخابي جديد ينبثق منه برلمان اكثر تمثيلا مع حضور أكبر للشباب. وتتكثف المشاورات في بغداد على وقع مساع يخوضها حلف طهران-بيروت، لإقناع القوى السياسية الشيعية والسنية للسير بأحد المرشحين، تزامنًا مع استمرار التوتر على خلفية الاحتجاجات المتواصلة منذ أكثر من شهرين. قال مصدر سياسي مقرب من دوائر القرار في العاصمة العراقية لوكالة فرانس برس إن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني «موجود في بغداد للدفع باتجاه ترشيح إحدى الشخصيات لخلافة عبدالمهدي». وأشار المصدر نفسه إلى أن «مسؤول ملف العراق في حزب الله اللبناني الشيخ محمد كوثراني، يلعب أيضًا دورًا كبيرًا في مسألة إقناع القوى السياسية من شيعة وسنة في هذا الاتجاه». لكن على المقلب الآخر، يشير مراقبون إلى أن هناك قلقًا من بعض الشخصيات من استلام المنصب في خضم الأزمة القائمة، تخوّفًا من السقوط السياسي على غرار ما حصل مع رئيس الوزراء المستقيل.
مشاركة :