ماكرون: تركيا تعمل مع وكلاء داعش

  • 12/4/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القوات التركية، الثلاثاء، بالعمل أحيانا مع مقاتلين مرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية في عملياتها في شمال سوريا وهو ما يزيد من تعقيد العلاقات التركية الفرنسية في إطار المشادات الكلامية بين قادة البلدين. وقال ماكرون في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب “عندما أنظر إلى تركيا أرى أنها الآن تقاتل ضد من قاتلوا معنا. وأحيانا تعمل مع مقاتلين على صلة بداعش”. وأكد أن مسالة تنظيم الدولة الإسلامية يجب أن تكون واضحة، وقال إن تصرفات تركيا ضد المقاتلين الأكراد الذين ساعدوا الحلفاء في القتال ضد التنظيم الجهادي تظهر الحاجة إلى تحسين التنسيق. وقال “لقد فقدنا التعاون مع تركيا بشأن الأمن والتجارة والهجرة والاتحاد الأوروبي وفرنسا”، مضيفا أنه يجب تقديم توضيحيين في القمة. ولم يفوت ماكرون الفرصة لفتح جميع الملفات التي تبدو عالقة بشأن تركيا التي تستفز حلفاءها منذ فترة. باريس لم تكتف بانتقاد حليفتيها أنقرة وواشنطن بل تعدت ذلك إلى اقتراح إنشاء جيش أوروبي يدافع عن القارة العجوز وأمنها وأوضح “كيف يمكن أن تكون عضوا في الحلف وتعمل مع روسيا وتشتري منها أشياء؟” في إشارة إلى شراء أنقرة نظام أس - 400 الدفاعي الروسي. وأكد ماكرون على ضرورة أن يطرح سؤال حول ما إذا كانت تركيا ترغب في البقاء عضواً في حلف الناتو إذا تمسك أردوغان بتهديده تأخير إجراءات الدفاع في البلطيق إذا لم تعلن دول الحلف أن المقاتلين الأكراد إرهابيون. وتأتي الانتقادات الفرنسية ردا على تصريحات للرئيس التركي جاءت بدورها في سياق رد على انتقادات ماكرون لحلف شمال الأطلسي. وقال أردوغان قبل أيام إن ماكرون يعاني من ’’حالة موت دماغي’’ مقتبسا بذلك التشبيه الذي اختاره ماكرون في انتقاده للحلف الأطلسي. وأغضب هذا التصريح باريس التي سارعت إلى استدعاء السفير التركي لديها لاستفساره عما اعتبرتها ’’إهانات’’ لساكن الإليزيه. وتتسم العلاقات الفرنسية التركية بالتوتر في الفترة الأخيرة بسبب الغزو التركي للشمال السوري والحرب التي تشنها أنقرة ضد المقاتلين الأكراد التي تصنفهم إرهابيين. ولم تكن لا باريس ولا الاتحاد الأوروبي موافقين على التحرك التركي الذي يهدد بفرار الآلاف من الدواعش المعتقلين في سجون الأكراد في الشمال السوري وهو ما جعل أنقرة ترد من خلال التهديد بترحيل إرهابيين لديها إلى بلدانهم الأوروبية قبل أن تشرع في ذلك. ولاقى التوغل التركي إدانات واسعة من الاتحاد الأوروبي الذي لعبت باريس داخله دورا كبيرا من أجل توعية حلفائها الأوروبيين بخطورة تحرك أنقرة الأحادي. ولكن ميدانيا سرعان ما تحطمت أحلام تركيا على أسوار شمال سوريا بعد أن ارتمى الأكراد في حضن روسيا التي أبرمت اتفاقا مع أنقرة ينص على تسيير دوريات أمنية مشتركة للحيلولة دون وقوع اشتباكات بين قوات النظام السوري والقوات التركية من جهة أو بين الأكراد والأتراك من جهة أخرى ما يصب في مصلحة تنظيم الدولة الإرهابي. ولكن هذا الاتفاق لم يثنِ باريس عن مواصلة جهودها المضنية في توعية حلفائها بالأخطار التي باتت تحدق بمصالحهم. ولعل أبرز هذه الأخطار تقلبات المواقف الأميركية بعد قرار الرئيس دونالد ترامب سحب جنوده من الشمال السوري. ولم تكتفِ باريس بانتقاد حليفتيها تركيا والولايات المتحدة فقط بل تعدت ذلك إلى اقتراح إنشاء جيش أوروبي موحد يدافع عن مصالح القارة العجوز وأمنها. العلاقات الفرنسية التركية تتسم بالتوتر في الفترة الأخيرة بسبب الغزو التركي للشمال السوري وحرب أنقرة ضد المقاتلين الأكراد ولكن ما أغضب نظام أردوغان حقا هو تصريح ماكرون لصحيفة ذي إيكونوميست الذي لم يخفِ خلاله توجس بلاده من مواجهة محتملة بين أنقرة ودمشق وهو ما يقتضي تدخل الناتو لفائدة أنقرة باعتبارها عضوا في الحلف. وتساءل الرئيس الفرنسي خصوصا حول مصير المادة الخامسة من معاهدة الحلف الأطلسي التي تنص على تضامن عسكري بين أعضائه في حال تعرّض أحدهم لهجوم. وقال ماكرون “ماذا سيحلّ بالمادة 5 غداً إذا قرّر نظام الرئيس السوري بشار الأسد الرد على تركيا.. هل سنتدخل؟ هذا سؤال حقيقي”. ومنذ إدلاء الرئيس ماكرون بهذه التصريحات والتوتر يتصاعد بين باريس وأنقرة التي باتت تحركاتها في المنطقة عبثية وتبعث على القلق وفقا للعديد من الخبراء والمحللين.

مشاركة :