قال تركي الدخيل سفير السعودية في الإمارات “لا تستطيع أن تصنّف الإعلامي أنه عدو؛ لأنك ستحتاج إليه في يوم من الأيام، وستمرر من خلاله رسالة، ولأنه وسيلة لا بد لك منها”. وأشار الدخيل خلال جلسة “الدبلوماسية والإعلام من يحرك الآخر؟”، ضمن منتدى الإعلام السعودي، إلى أنه كدبلوماسي لا ينظر إلى الإعلامي باعتباره خصما ولا يمكن أن يصفه بالعدو حتى وإن كان خصما، موضحا “لأننا في عملنا الدبلوماسي نحتاج دائما للإعلام، وأعتقد أن الخلافات مع الإعلاميين تكون خطأ جسيما لو تم ارتكابه”. وأضاف “الدبلوماسي يجب أن يمارس دوره مع الإعلامي؛ لأنه سيحتاجه يوما ما”؛ مشيرا إلى أن الإعلامي الذي يؤدي الدور الدبلوماسي ستبقى علاقته مع زملائه الإعلاميين. واعتبر أنه لا يزال إعلاميًّا؛ إلا أن العمل الحالي يستلزم تحويل اتجاهه للدبلوماسية أكثر من الإعلام وأردف “الدبلوماسي منفّذ للسياسات أكثر من صانعها، وأن نفي الدبلوماسي للشائعة عبر الإعلام ليس ضروريًّا ما لم يترتب عليها أمر حساس”. موضحا “الإعلام مثل الكأس، يحتاج لمن يملؤه؛ فالدبلوماسي الناجح يجب أن يملأ تلك الكأس، قبل أن يملأها غيره، بما لا يتوافق مع عمله”. وتابع، “الدبلوماسية التقليدية تغيّرت مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، وهذه الوسائل بلا شك سهّلت من مهمة العمل الدبلوماسي، ولكن لها بعض الجوانب السلبية ويجب على الدبلوماسي أن يكون منتبها لها”. منوّها “عن طريق تويتر يستطيع أي شخص الوصول إلى معلومات رسمية للمملكة دون اللجوء للوسائل التقليدية”. واختتم، الثلاثاء، منتدى الإعلام السعودي فعاليات نسخته الأولى تحت عنوان “صناعة الإعلام… الفرص والتحديات”، بحضور أكثر من ألف إعلامي من 32 دولة شاركوا بـ50 جلسة وورشة عمل عقدت على مدى يومين لاستعراض التجارب المحلية والدولية في الصناعة والتحديات التي تواجهها. وناقش المنتدى في يومه الثاني، إنشاء وتسويق الماركات والعلامات التجارية، وذلك خلال جلسة “صناعة اسم إعلامي ناجح”، وتحدثت سو هولت المدير العامّ لمجموعة “أي.تي.بي” الإعلامية، عن كيفية إنشاء ماركات المجلات والفعاليات بدءًا من العلامة التجارية وبنائها، وصولًا إلى التسويق، مؤكدة على أهمية المؤثّرات على ابتكار أي ماركة إعلامية مستدامة. وأشارت هولت، إلى أن أي علامة تجارية يجب أن تتناول قصة كجزء من التسويق، مؤكدة على ضرورة أن يكون كل مشروع موجودا على مواقع التواصل الاجتماعي، ويدرس كل ما ينشر عبرها، لافتة إلى أهمية مواكبة الأجيال المتغيرة وحاجات الناس، بالإضافة إلى استخدام التقنيات للفت الأنظار في كل صناعة وتغيرات التكنولوجيا. وتناولت ما يزيد من فعالية المجلات، بدءًا من وضع مقالات للجوائز، واستهداف فئة واضحة والاعتناء بأخبارها، وصولا إلى استخدام التقنية في عرضها. واستعرضت، تجربة لإحدى المجلات الخاصة بالموضة، لافتة إلى أن التسويق لعب دورا كبيرا لربط القصة مع العلامة، مبينة أنه تم إنشاء مطبوعة لموسم الموضة بغرض إضفاء المصداقية على المنتج، موضحة أن تلك المجلة نجحت في جذب 35 ألفا لحضور الفعالية المقامة لتلك المناسبة، منهم روّاد أعمال ناجحون. كما تطرّقت إلى الصفة الأكثر أهمية في مجال التسويق لنجاح الاسم التجاري وهي “النزاهة والأمانة والمصداقية”. من جهته، دعا جورج مالبرونو الكاتب المحرر بشؤون الشرق الأوسط بصحيفة لو فيغارو الفرنسية، إلى ضرورة تغيير الأفكار المسبقة لدى الصحافيين عند رغبتهم بكتابة أي تقرير عن أي دولة، وأشار إلى أن الصحافة أداة تمكين للحوار بين الأديان والثقافات، كما حثّ الدول على فتح أبوابها للصحافيين لأخذ صورة أفضل عنها، وعلى الصحافي أن يدرك الاختلاف بالثقافات بين الدول. وذكر مالبرونو أن الصحف الورقية بدأت تنتهي، وأن الشباب اتجه إلى الاهتمام بالمواقع الإلكترونية أو مواقع التواصل الاجتماعي لأخذ المعلومة. وانتقد بعض الصحافيين الشباب الذين لا يمتلكون خبرة عند كتابتهم أي تقرير صحافي عن الدول الخليجية، واعتمادهم فقط على المعلومات القليلة التي يمتلكونها، وأحيانا ما تكون مغلوطة أو غير مناسبة، مشددا على أهمية البحث والتحرّي قبل الكتابة. وفي جلسة “دور الإعلام في احتواء وتأجيج الأزمات السياسية في العالم العربي” قال وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني إن نصف المعركة مع الحوثي هي حرب الإعلام، وإن ميليشيا الحوثي مسلّحة على الدولة وتبنيها سلطة قمعية كان الصحافيون أول من اكتووا بنيرانها. وأضاف “أقدمت الميليشيات الانقلابية في وقت مبكر على إغلاق جميع الصحف والقنوات، بينما اضطر الكثير من الصحافيين للهروب خارج الوطن خوفا من الملاحقات”. مبيناً أن “المهنية في الحالة اليمنية تقتضي أن يقف الإعلام ضد أي سلوك لأي ميليشيا قادمة من خلف التاريخ جرفت البلد بصورة كاملة وبنت وجودها على أساس إلغاء ما عداها”. وعقد أيضا في اليوم الثاني للمنتدى أربع ورشات عمل. الأولى بعنوان “غرفة أخبار المستقبل لصانعي الإعلام: ذكية وسهلة”، بإدارة علي الأعسم، نائب الرئيس المتقدم لشركة بي.بي.آي ميديا، وتناولت أدوات رصد الميديا لغرف الأخبار مستخدمة تقنيات الذكاء الاصطناعي، وكذلك توظيف تقنيات ذكية للنشر على الإنترنت والوسائل الورقية. وأدارت جيرالدين قريفيث، الناطق الرسمي باللغة العربية في وزارة الخارجية الأميركية الورشة الثانية بعنوان “الصحافة الفعالة”، وتضمنت كيفية تفاعل الصحافة بشكل أكثر فعالية مع الوكالات والمتحدثين الرسميين. وجاءت الورشة الثالثة بعنوان “مهارات التعامل مع الإساءة: في وسائل التواصل الاجتماعي: رؤية نفسية”، تحت إدارة طارق الحبيب، استشاري الطب النفسي والأمين العام لاتحاد الأطباء النفسيين العرب، وتناولت التدريب على المهارات النفسية والشخصية لدى الإعلامي. وأشرفت أشوتوش نايا، نائب رئيس قناة سي.بي.إس للأخبار الرقمية سابقًا على الورشة الرابعة بعنوان “البيانات الضخمة: كيف نفهمها ونوظفها”. وتحدثت عن عالم اليوم الذي سادت فيه البيانات الضخمة نتيجة للتطورات الرقمية الهائلة في تقنيات الاتصال الإنساني والمعلوماتية، وأصبحت البيانات أحد أهم أسس صناعة الإعلام. وسلطت هذه الورشة الضوء على الأدوات اللازمة لفهم البيانات الضخمة وتوظيفها في بيئة الإعلام الجديدة. وشهد المنتدى، تكريم الفائزين بجائزة الإعلام السعودي على هامش انعقاده لفئات الجائزة الست. ونال جميل الحجيلان، وزير الإعلام السعودي الأسبق، لقب شخصية العام الإعلامية.
مشاركة :