الدرّاج محمد بن طالب: أسعى لتأسيس أكاديمية لرياضة الدراجات الهوائية للبراعم والناشئين

  • 12/4/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

جدة – ليلى باعطية رغم انشغالات الحياة والمسؤوليات المتعددة، استطاع تنمية حبّه تجاه رياضة الدراجات الهوائية منذ الصغر، عندما كان يجوب حارات جدة مع أصدقائه، رافعًا على دراجته الأعلام والإضاءات؛ حتى جاء اليوم الذي شغل فيه منصب المدير التنفيذي للعبة الدراجات الهوائية بالنادي الأهلي.. إنه الدرّاج السعودي محمد بن طالب، الذي أجرى معه موقع “رواد الأعمال” الحوار التالي؛ للوقوف على أبرز محطات حياته في عالم الدراجات.. متى بدأ شغفك تجاه الرياضة بشكل عام؟ كأي شاب في مراحله العمرية الأولى وفترة المراهقة، كنت أهتم بكرة القدم؛ كونها الرياضة ذات الشعبية الكبيرة، سواءً في المدارس أو بين شباب الحارة. وكانت ميولي في تلك الفترة نحو النادي الأهلي؛ كون جميع أفراد العائلة أهلاوية. كيف استطعت أن تستمر خلف هذا الحب الشغف؟ من فضل الله عليّ، أن اهتمامي بالرياضة كان كبيرًا جداً في التسعينيات، عندما كنت في المرحلة الثانوية؛ وهي الفترة التي يكون لدى الشباب فيها اهتمامات أخرى، فقد كنت كل أربعاء- بحكم أنه كان عطلة نهاية الأسبوع في ذلك الوقت- أذهب مع أصدقائي لأداء التمارين، والجري لمسافات طويلة، ثم نذهب بعدها إلى نادي الشركة السعودية للكهرباء، الذي كان يعمل به والدي- رحمة الله-، فكنّا نمارس السباحة، وندخل صالة الحديد لممارسة تمارين الكارديو، وتمارين الحديد. كذلك، كنت ألتحق بالمراكز الرياضية في الإجازة الصيفية؛ لممارسة ألعاب قتالية؛ كلعبة “النينشاكو” التي تشبه عصى سلاحف النينجا، وكنت أتمرن بكثافة عالية؛ حتى وصلت إلى مرحلة جيدة. كان لديّ شغف بألعاب القتال، والكاراتيه، والتايكوندو، لكنَّ والدي- رحمة الله- كان متحفظًا ولا يريدني ممارستها، دون إبداء أسباب. وفي المرحلة الجامعية التحقت بلعبة الكونفو، وظللت أمارسها تقريبًا طيلة فترة دراستي الجامعية. وبعد تخرجي في الجامعة، أصبح لديّ وقت فراغ كبير، فاستغللته الفترة في ممارسة أنشطة رياضية؛ مثل الجري لمسافات طويلة، والكارديو، مع تطبيق ما حصلت عليه من مهارات، كما مارست تمارين كمال الأجسام لأول مرة في حياتي. وفيما يتعلّق بالدراجات الهوائية، كانت في مرحلة المراهقة تختلف عنها الآن؛ حيث كنّا مع شباب الحارة نتجول بها ونضبط “البوري” أو “الطرمبة”، ونضع الأعلام من الخلف. جدة سايكلست بدايتي متى بدأت تتوجه نحو رياضة الدراجات الهوائية؟ بعد أن أكرمني الله بوظيفة في شركة السعودية للكهرباء في عام ٢٠٠٥، ظللت أمارس لعبة الحديد، وتمارين اللياقة، علاوة على المشاركة في المباريات والأنشطة التي كانت تنظمها الشركة حتى عام ٢٠١٣. حينها بدأت لعبة الدراجات الهوائية في الانتشار عن طريق فريق “جدة سايكلست”، الذي يُعد أكبر تجمع لدراجي المنطقة الغربية، وكان هدفه توعية المجتمع بأهمية الرياضة، ومميزات ركوب الدراجة الهوائية. كنت حينها أتابع أحد الزملاء الذي يضع صور دراجاته على حسابه في إنستجرام، فلفت انتباهي تلك الصور، فخطر ببالي فكرة تجربة هذه الرياضة الجديدة. كيف كانت لياقتك عندما قررت ممارسة رياضة الدراجات الهوائية؟ عندما اشتريت دراجة من النوع الجبلي، وبدأت مزاولة اللعبة، كانت لياقتي حينها عالية جدًا، فبدأت مع فريق “جدة سايكلست”، وكنت منتظمًا في حضور التمارين. وفي الإجازات الأسبوعية، كنت أحضر التمارين الصباحية لمسافاتٍ بعيدة. ورغم أنني بدأت الرياضة بالدراجة الجبلية، والحذاء الرياضي العادي، وأدوات السلامة البدائية، لكن بدأت أتطور تدريجيًا. قواعد محددة هل تخضع رياضة الدراجات الهوائية لقواعد محددة؟ بالطبع تخضع دراجات السباق road bike لقواعد معينة، كما أن لها ملحقات خاصة بها. إذًا، هناك فارق بين راكب الدراجة الهوائية، ولاعب الدراجة الهوائية؟ نعم، هناك فارق بينهما، فأغلب من يمارسون لعبة الدراجات الهوائية يكون غرضهم الترويح عن النفس، أو إنقاص الوزن؛ لذلك يختلف استخدامهم لنوع الدراجة من حيث تغيير السرعات، كما أن طريقة التمارين والتغذية لدى اللاعب، تختلف عن الراكب. ويحتاج اللاعب إلى مراقبة أدائه أثناء التمرين، واستخدام بعض الحساسات الموجودة في دراجته، وعلى صدره؛ ليراقب أداءه. ماهي الدراجات التي اشتريتها؟ وكيف كانت اختياراتك لها؟ كانت بدايتي مع دراجة جبلية بحكم تواضع خبرتي في أنواع الدراجات، لكن وجدت أنها لا تسعفني عندما أريد السير بسرعة؛ كون نوعها وملحقاتها لا تساعدني؛ لذا اضطررت بعد شهر إلى بيعها، وشراء دراجة طريق من شركة فوجي اليابانية في عام ٢٠١٤، ساعدتني على تعلّم تقنيات مختلفة مع الفريق، فاكتشفت مثلًا أهمية مراعاة مقاس الدراجة، بحيث تناسب طول الدرّاج، وطول أرجله، وكذلك ارتفاع المقعد، وتقديم المقعد الأمامي والخلفي، مع مراعاة وضعية اللاعب على الدراجة؛ إذ لابد أن تكون بأرقام وزوايا مختلفة؛ حتى يشعر الدرَّاج بالراحة خلال تمارينه. استمرار رحلة الشغف هل تزامن مع تقدمك في رياضة الدراجات الهوائية، تغيّرات في أدائك؟ نعم، فبعد مرحلة التمارين المستمرة، وتطور أدائي، انتقلت لفريق متقدم يُسمَّى “جدة تراي”؛ حيث ارتقيت أكثر في اللعبة. ولا أنسى، عندما بدأت معهم أول تمرين، لم أستطع إكمال ١٠ كم؛ لأن سرعتهم كانت عالية جدًا، وكان جسمي وتماريني غير مؤهلة لأكون بسرعتهم، لكن مع كثرة التمارين، واستخدام المكملات الغذائية اللازمة، والحرص على نوع التغذية التي أحتاجها كدرّاج، ارتقى أدائي. بطولات متنوعة ماهي البطولات التي أحرزتها؟ شاركت مع فريق “جدة تراي” في عدة مسابقات، وأحرزنا عدة بطولات؛ منها: المركز الأول على مستوى المملكة في عام ٢٠١٧، والمركز الأول في التصفيات الأولى على مستوى المنطقة الغربية في عام ٢٠١٨. انتقلنا بعدها لسباقات بطولة المملكة، لكن لم يحالفنا الحظ قبل خط النهاية؛ بسبب بعض الحوادث التي جرت حينها. نقلة نوعية إلى أي مدى تأثّرت مسيرتك برؤية 2030؟ وما هو القرار الذي أثّر على مسيرتك؟ عندما أعطت الهيئة العامة للرياضة، الفرصة للنوادي لضم لعبة الدراجة الهوائية، كان ذلك أروع حدث لي؛ حيث بدأت الأندية في البحث عن عناصر جيدة، وإداريين جيدين، فبدأ أغلب الدرّاجين الشباب، الانضمام للأندية؛ مثل: الشباب، والوحدة، وأحد، والاتفاق، والأهلي. وفي يومٍ لا أنساه، جاءني اتصال من النادي الأهلي، بأن أكون مديرًا تنفيذيًا للعبة الدراجات الهوائية، فأجريت معهم مقابلة شخصية، تم بعدها قبولي؛ وهو ما أسعدني وشرّفني؛ كوني أخدم هذا الكيان الذي أميل إليه وعائلتي منذ الصغر. وقد شكل تعييني في هذا المنصب، نقلة نوعية في حياتي كدرّاج، أسأل الله أن يعينني عليه، وأكون سبب في رفعة هذه اللعبة حتى تصل الى المستويات العربية والعالمية، وأن يكون لي دور بارز في تطوير هذه اللعبة وأشرّف بلدي في المحافل الدولية، لذلك اشكر حكومتنا الرشيدة متمثلة في هيئة الرياضة. ما أبرز القرارات الجديدة التي تفكر في إصدارها؟ سأسعى لتطوير رياضة الدراجات الهوائية، وتعريفها لأفراد المجتمع بشكل أكبر، في أماكن مختلفة؛ كالمدارس وغيرها؛ وذلك بحضور مدربين محترفين، مع مراعاة الفئات العمرية، والبحث عن المواهب، كما أسعى لتأسيس أكاديمية لرياضة الدراجات الهوائية لفئة البراعم والناشئين. هل للسيدات نصيب في هذه الرياضة؟ أكيد، فقد بدأنا بالتواصل مع فرق هواة نسائية، وبإذن الله سيكون لهم مشاركة قادماً في سباقات الدوري. نصائح للدرّاجين الجدد نصائح توجهها لمن يريد أن يبدأ في ممارسة رياضة الدراجات الهوائية .. ماهي الأمور التي يجب عليه مراعاتها؟ تعتبر رياضة الدراجة من العاب التحمل وليس المقاومة لذلك يحتاج الدرّاج إلى تغذية صحيحة وتركيز على الكربوهيدرات. لذلك اذا كان الشخص لديه رغبة في مزاولة لعبة الدراجة الهوائية فلابد أن تكون لياقته عالية جداً جدًا، وأن يحرص على ممارسة تمارين مختلفة مثل التمارين الخاصة القلب وتقويته، وتمارين خاصة بتقوية العضلات، وأخرى خاصة بزيادة نسبة الاكسجين المستهلكة، وتمارين تتعلق بقوة الدعسة في الدراجة وأيضاً تمارين تتعلق بالسرعات النهائية أو السبرنت. ويجب أن يحرص على أخذ مقاس الدراجة بعناية بناء على طول الدرّاج وطول أرجله الداخلية، وأيضا ارتفاع المقعد الخاص بالدراجة وتقديم المقعد الامامي والخلفي.

مشاركة :