في عالم اليوم، نجد المتسوق يدفع عربة التسوق بيد وفي اليد الأخرى جهازه المتحرك، فقد تطورت أجهزة الهاتف المتحركة من مجرد إرسال الرسائل النصية والمكالمات لتكون اليوم رفيقا دائما للمتسوقين. فقد أصبح التسوق عبر الأجهزة المتحركة وأجهزة الحاسوب الشخصية والأجهزة اللوحية والأجهزة المتصلة بالإنترنت، جزءا من الحياة اليومية للمستهلكين على مستوى العالم. وتشير التقديرات إلى أن مبيعات التجارة الإلكترونية العالمية بالتجزئة ستبلغ 3.563 تريليون دولار في عام 2019، أي ما يعادل 13,7 في المائة من إجمالي مبيعات التجزئة، بزيادة قدرها 21,5 في المائة عن عام 2018، باستثناء قطاع السفر، وذلك وفقا لتقرير صادر عن دائرة التنمية الاقتصادية في دبي و”فيزا” الشرق الأوسط. وقد أدى هذا الانتشار الرقمي والاجتماعي الواسع إلى توجه المستهلكين في دول مجلس التعاون الخليجي مباشرة إلى التجارة عبر الهاتف المتحرك أو التجارة الإلكترونية، ويتسوقون الآن بسهولة عبر المنصات الرقمية. وحتى عند استبعاد فئات مهمة مثل التجارة الإلكترونية فيما بين الشركات B2B وفيما بين المستهلكين C2C، وكذلك خدمات توصيل الأغذية، والسفر، والترفيه، والخدمات، والسيارات، فإنه من المتوقع أن تصل قيمة التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى 28,5 مليار دولار بحلول عام 2019. ومع معدل نمو سنوي قدره 25 في المائة، تعد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أسرع المناطق نموا في العالم في قطاع التجارة الإلكترونية. وفي الأثناء تصعد كل من المملكة كأطراف فاعلة في هذا المجال، حيث من المتوقع أن تصل مبيعات التجارة الإلكترونية في المملكة إلى 7.7 مليار دولار في عام 2019. من جانبه، قال شانت أوكنايان، المدير التجاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى “فيسبوك”، “في عالم اليوم متعدد الأجهزة، يقوم المستخدمون بعملية الاستكشاف على جهاز ما، ويقومون بالبحث على جهاز ثان، ويقومون بالتحول عن طريق جهاز ثالث. لكن الأمر لا يتعلق فقط بتجربة الأجهزة المتحركة الخاصة بهؤلاء المتسوقين؛ وإنما يتعلق بخوضهم تجربة سلسة عبر مجموعة متنوعة من القنوات خلال عملية التسوق والشراء”. وتابع، “يعد كل من الأجهزة المتحركة والإنترنت بمنزلة مصدر إلهام للشراء، لكن على عكس المفهوم السائد أن التسوق عبر الإنترنت ومن خلال الجهاز المتحرك يضع حدا لتجربة التسوق الفعلية، فقد أصبح مكملا لتجربة التسوق في المتاجر على أرض الواقع. فعلى سبيل المثال، وبالنسبة إلى متاجر مستحضرات التجميل، من المعروف أن المستهلكين يجربون المنتجات في المتاجر، لكن يشترونها من خلال هواتفهم. وهذا ينطبق أيضا على الطرف الآخر من المعادلة، فيمكن للجهاز المتحرك أن يكون بوابة للعلامات التجارية لتوجيه العملاء وتحفيزهم إلى زيارة المتجر. حتى بالنسبة إلى المستهلكين الذين يبدأون رحلة التسوق عبر الهاتف المتحرك، تظل تجربة التسوق في المتجر على أرض الواقع أمرا محفزا. وتقول هذه الفئة من المتسوقين إنهم يهتمون أكثر بالشراء من المتاجر الفعلية أكثر من المتاجر العالمية التي شملها التقرير، كما أنهم أكثر عرضة من المتسوقين العالميين لإجراء عمليات شراء من خلال هواتفهم حتى أثناء وجودهم في المتجر، وذلك وفقا لدراسة أجريت على Facebook 2016 Holiday في الولايات المتحدة. ومع وجود أكثر من خمسة ملايين شركة تعمل على تطبيق WhatsApp Business كل شهر، فإن صعود عنصر الجهاز المتحرك سيعمل على تغيير طريقة الشراء وسيوفر للعلامات التجارية فرصة العمل على أن يكونوا أكثر جرأة، والتحرك بشكل أسرع والتكيف مع المتغيرات وبناء أعمال مستعدة للمستقبل”. بينما يتم الانتقال إلى لغة بصرية أكثر على الأجهزة المتحركة وهي اللغة التي تتكون من صور ورموز تعبيرية وملصقات ومقاطع فيديو، تعكف العلامات التجارية الآن على إعادة النظر في كيفية تقديم تفاصيل منتجاتها بطريقة مؤثرة بصريا وصديقة للشاشة. كما تركز هذه العلامات التجارية أيضا على إزالة الحواجز التي تمنع الناس من الشراء عبر الأجهزة المتحركة، مثل تسهيل إدخال معلومات الدفع وتقديم خيارات توصيل متعددة. وتستخدم العلامات التجارية أيضا لحظات ثقافية محلية لاختبار فعالية الإعلانات أثناء عملية تثبيت التطبيق الذكي وعمليات الشراء عبر الإنترنت.
مشاركة :